[frame="12 98"]http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13147&I=683092&G=1
اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
السبت 1430-06-20هـ الموافق 2009-06-13م العدد 13147 السنة الأربعون
________________________________________
عزيزي رئيس التحرير
خذوا على أيدي هؤلاء بقوة!
رأى كثير من الناس - خلال السنوات الأخيرة - ما تم تداوله من صور عبر البريد الإليكتروني ، وأجهزة الجوال حوت مشاهد لتباهي بعض المسرفين والمبذرين بكثرة ما يضعون من الأطعمة على الصحون الكبيرة في مناظر وأشكال لم يعتد عليها مجتمعنا ، وتتعارض مع ما فطر عليه الناس من شكر لنعم الله ، وتتنافى مع تقاليد المجتمع وأعرافه وتراثه ، وإنني لأعجب لأولئك الناس الذين سوغت لهم أنفسهم الجلوس على تلك الموائد والأكل منها ، وكأنهم لم يسمعوا قوله تبارك وتعالى : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ) ، إن ما حدث من إسراف وتبذير في الطعام من بعض أفراد المجتمع بقصد التفاخر والمباهاة أمر فيه عصيان لله تعالى ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وفيه تجاوز على قيم وعادات المجتمع الذي سجل مبادئ عظيمة في الكرم لم يكن التفاخر والمباهاة من أركانها ، بل هو كرم فطر الناس عليه ، وله أسسه وظروفه ومناسباته ، ولعل العرب في جاهليتهم قد عرفوا كثيرا من هذه الأسس وضوابطها ، وضربوا أمثلة في الكرم يتناقلها الناس إلى يومنا هذا ، ومن أشهر أهل الجاهلية في الكرم حاتم الطائي الذي يقول :
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحــــــــــله ***** ويخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ***** ولكنمــــا وجه الكريم خصــيب
وجاء الإسلام وهذب هذه المكارم بتعاليمه الصريحة في كتاب الله ومن ذلك قوله تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } ، وقوله عز وجل : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) ، وفي سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام - الذي كان يمر الشهر والشهران ولم توقد في داره نار لطعام قط – قوله : « طعام الواحد يكفي الاثنين ، وطعام الاثنين يكفي الأربعة ، وطعام الأربعة يكفي الثمانية « ، لقد أنعم الله علينا نعما كثيرة ، ونحن نرى ما يعانيه الناس في أصقاع المعمورة من جوع ، وقحط ، وكوارث ، وحروب ، ونسمع عن مآس كثيرة ، والعاقل من اتعظ بغيره.
وهؤلاء المسرفون والمبذرون لا يخلون من جهل بتعاليم الدين ، وغفلة عن الآثار المترتبة عليهما ، فهم يحاكون غيرهم ، ويقلدونهم دون وعي ، ويحبون الظهور والتباهي - رغم أن كثيرا منهم لم ينشأ في أسرة حالها الإسراف والبذخ – بل هم من محدثي النعمة والغنى ، والواجب عليهم هو شكر الله ، وحمده على ما أنعم به عليهم ، وعلى تبديله حالهم من الفقر إلى الغنى ، إن الواجب عليهم هو صرف هذه الأموال في وجوهها الحقيقية من الزكاة والصدقة ، وعون الضعفاء ، والمساهمة في علاج المرضى ، وسداد ديون المعسرين أو المساهمة في دعم الجمعيات الخيرية ، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ، وغيرها من الأمور التي تعود بالنفع على المجتمع ، ويكون فيها الأجر والمثوبة ، فالإسراف نوع من التهور ، وعدم التبصر بعواقب الأمور ، ودليل على الاستهتار ، وغياب للوعي والحكمة ، وهو تصرف ذو عواقب وخيمة ، ونتائج سيئة ، وفيه كسر لنفوس الفقراء ، وملء لقلوبهم حقداً وضغينة ، فأنى لهؤلاء المسرفين أن يفكروا أو يهتموا بالآخرين وهم مغمورون بالنعمة من كل جانب.
ويعرف أستاذ الاقتصاد الإسلامي الدكتور حسين شحاتة الإسراف والتبذير بقوله : <> ما يجاوز حد الاعتدال والوسط في الإنفاق والسلوك «.
وقفة : هل لأحد من الفقراء أو المعوزين أن يقيم دعوى قضائية على هؤلاء المسرفين والمبذرين بسبب حرمانه ؟
وهل فعل هؤلاء المسرفين والمبذرين منكر تجاوز الحد يجب الأخذ على يد فاعله بقوة ؟
عبد الله بن مهدي الشمري
________________________________________
وقت وتاريخ الطباعة: 07:55:11 13-06-2009[/frame]