بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ...
أكثرنا قد علم بوفاة شيخ المشائخ رحمه الله تعالى رحمةً واسعه ...
وهو الشيخ الوالد العلامة الدكتور / عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ...
وهذه كلمة بسيطة أطرحها بين أيديكم ... ولا أعرف لماذا وكيف نقلتها وكتبتها هنا ...
ولكن ما حدث بهذا اليوم .. لهو البلاء بعينه لنا ... والحمدلله على كل حال ...
أسأل الله أن يرحم الشيخ ابن جبرين وأن يغفر له ...
أحبتي .. هنا كلمات بسيطه وأحاديث وآيات .. عن موت العلماء وأنه هذا الزمان هو آخر الزمان .. وقد ورد في الأحاديث الصحيحه أن من أشراط الساعة وفاة العلماء ...
أحبتي .. لا أطيل عليكم ... وأترككم مع الموضوع ... بارك الله فيكم ...
...............................
العلماء هم ورثة الأنبياء ، و هم نجوم يهتدى بهم في الظلماء ، و معالم يقتدى بهم في البيداء ، أقامهم الله تعالى حماة للدين ، ينفون عنه تحريف الغالين ، و انتحال المبطلين ، و تأويل الجاهلين ، و لولاهم - بتوفيق من الله لهم- لطمست معالمه ، و انتكست أعلامه بتلبيس المضلين ، و تدليس الغاوين .
و لهذا كان من أعظم المصائب التي يبتلى بها الناس ، و تحرك نفوس الأكياس موت العلماء ، لأن هذا الأخير سبب لرفع العلم النافع ، و انتشار الجهل الناقع.
تعالم ما الرزية فقد مال و لا شاة تموت و لا بعير
و لكن الرزية فقد حـــر يموت بموته بشر كثيـــر
فهذا الحدث الجلل شرط من أشراط الساعة كما قال عليه الصلاة و السلام : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم و يثبت الجهل " متفق عليه .
و المراد برفعه هنا موت حملته ، فإن العلم لا يرفع إلا بقبض العلماء انظر الفتح 1/213 ، و بقبضهم يقبض العلم كما في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا " متفق عليه .
قال النووي رحمه الله : " هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم ليس هو محوه من صدور حفاظه ، و لكن معناه : أن يموت حملته و يتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالاتهم فيضلون و يضلون " شرح مسلم 1/223 .و من محاسن التفسير في هذا الصدد ما ورد عند قول الله تعالى : ( أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) الرعد .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية : " قال ابن عباس في رواية : خرابها بموت علماءها و فقهاءها و أهل الخير منها ، و كذا قال مجاهد أيضا : هو موت العلماء ، و في هذا المعنى روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن عبد العزيز أبي القاسم بسنده إلى أبي بكر الآجري بمكة قال : أنشدنا أحمد بن غزال لنفسه :
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمهـــا متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها و إن أبى عاد في أكنافها التلف "
( تفسير بن كثير) .
و قد روى هذا المعنى في تفسير الآية عن عطاء كذلك رحمه الله .
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله معلقا عليه في جامع بيان العلم 1/115 " و قول عطاء في تأويل الآية حسن جدا تلقاه أهل العلم بالقبول " .
و في الفقيه و المتفقه للخطيب رحمه الله و حسنه 1/5049 " عن علي رضي الله عنه قال : يموت العلم بموت حملته " .
و اثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله : " عليكم بالعلم قبل أن يرفع ، و رفعه هلاك العلماء " رواه الدارمي 1/54 .
فلنشمر - يا رعاكم الله - إلى تعلم العلم و التوسع فيه قبل ذهاب أهله وويه .
قال المناوي رحمه الله في معرض شرحه لحديث نحو الأحاديث المتقدمة : " و فيه حث على اقتباس العلوم الدينية قبل هجوم تلك الأيام الدنيئة الرديئة" فيض القدير 2/444 .
فالله الله في ذهاب العلماء فإن موتهم كسر في جدار الإسلام و عبء ثقيل على أعناق طلبة العلم النجباء .
فعن الحسن البصري رحمه الله قال : " كانوا يقولون : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيئ ما اختلف الليل و النهار " رواه الدرامي .
هذا والله أعلى وأعلم ... وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمد ...
رحمك الله يا شيخ .. عبدالله بن جبرين .. رحمةً واسعة ..