أسدل الستار أخيرا على قضية البحث عن الفتاة فاطمة الصعب غريقة بحر جدة بعد 12 يوما من غرقها في البحر، إذ وجدت جثتها في رمال البحر وعلى بعد كيلومتر جنوب ميدان النورس، وآن لوالدها علي أن يبكي فقدها ويودعها الوداع الأخير بين يديه، بعد أن فاض البحر من دموعه، وهو ينتظرها.
وتمكنت الجهات الأمنية ممثلة في قيادة حرس الحدود في جدة أمس، من العثور على جثتها، من قبل غواصي حرس الحدود وعدد من المتطوعين في رمال البحر وعلى بعد كيلومتر جنوب ميدان النورس.
وأكد المقدم بحري صالح الشهري الناطق الرسمي لحرس الحدود في منطقة مكة المكرمة، أن أحد الغواصين لدى حرس الحدود تمكن في الساعة الحادية عشرة صباحا من العثور على جثة الفتاة مطمورة تحت الرمال البحرية بين الصخور بعمق مترين تقريبا من سطح البحر وعلى بعد كيلو متر جنوبا من الموقع الذي غرقت فيه.
وأضاف الشهري أنه تم تحويلها إلى مستشفى الملك فهد، ومن ثم الاتصال على والدها علي الصعب للتعرف على جثة ابنته ليتم اتخاذ الإجراءات لدى المستشفى ولإطلاعه على جثةابنته، والتحقق من الملابس التي كانت ترتديها قبل غرقها.
وأوضح الشهري أن الفتاة كانت مطمورة بالرمال وعلى بعد مترين تقريبا من سطح البحر، مشيرا إلى أن حرس الحدود سبق أن بحث في المنطقة نفسها، ولم يعثر عليها وذلك بعد أن جرفتها تيارات مياه الصرف الصحي داخل البحر ومن ثم ارتدت جراء تيارات البحر لتجرفها بالقرب من الشاطئ عليها.
وبين الشهري أن الجثة كانت سليمة ولم تتعرض لأي نهش في جسدها حيث كانت ترتدي ملابسها التي كانت ترتديها قبل غرقها، وكانت الجثة شبه متحللة لأجزاء من الجلد بسبب وجودها في الماء لفترة طويلة بها، بعد أن انتشر أمس 20 غواصا ركزوا على المنطقة المجاورة للمنطقة التي غرقت فيها الفتاة وقد عثروا عليها مطمورة بالتراب على بعد ألف متر جنوب المنطقة التي سقطت فيها.
ونفى الناطق الرسمي لحرس الحدود في منطقة مكة المكرمة ما ذكرته أمانة جدة أمس حول إيقاف ضخ مياه الصرف الصحي لساعات معدودة، حتى يتمكن غواصو سلاح الحدود من تفتيش أنابيب الصرف الصحي للبحث عن غريقة جدة فاطمة الصعب، محذرا في الوقت نفسه جميع مرتادي البحر من خطورة مثل تلك المناطق، مشيرا إلى خطورة مثل تلك المناطق حتى على الغواصين.
وبعد أن اعتاد الأب علي الصعب على رؤية البحر 12 يوما متواصلة في البحث مع رجال حرس الحدود في البحر أملا في العثور على ابنته الغارقة، قال بصوت حزين "نحمد الله أنني استطعت أن أرى جثة ابنتي بعد ما عانيته من ألم وحاله نفسية أنا وعائلتي، إذ كان همنا أن نحصل على جثتها على أقل تقدير".
وطلبت منه الأجهزة الأمنية الحضور إلى مستشفى الملك فهد للاطلاع على جثت ابنته وتوقيعه إقرارا بالتعرف عليها.
الجدير بالذكر أن هناك عددا من المتطوعون قد شاركوا في البحث عن جثة الفتاة في بحر جدة بعد مضي 12 يوما من عمليات البحث جنوب وشمال شاطئ النورس بمساحة قدرت بـ 60 كيلو مترا لمساندة 60 غواصا من حرس الحدود وغواصين من القوات البحرية.