[align=center] ( الصّـــدق )[/align]
هو الإخبار عن الشيء على ماهو عليه , أي مطابقة الخبر للواقع . ويكون في القول والعمل والإعتقاد .
قال تعالى :
( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نَحبَهُ ومنهم من ينتظرُ وما بدّلوا تبديلاً.
ليجزِيَ الله الصّادقين بصدقهم ويُعذّب المنافقين إن شآء أو يتوب عليهم إنّ الله كان غفوراً رحيماً )
من أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الصدق يهدي
إلى البر, وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل لَيَصْدُق حتى يُكتبَ عند الله صدِّيقاً , وإن
الكذبَ يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار , والرجل لَيكذبُ حتى يُكتبَ
عند الله كذاباً ) . (متفق عليه) .
من أقوال السلف :
قال بعض الحكماء : الصدق مُنجيك وإن خفته , والكذب مُرديك وإن أمِنته .
القصة :
بعثت أمٌّ غلاماً لها لا يزيد عمره عن ثلاثة عشر عاماً مع قافلة راحلة من مكة إلى بغداد
وأودعت معه ثلاثمائة دينار لتوصيلها إلى أحد أقربائها , وقبل الرحيل أوصته بوصية
من ضمنها قالت له : لا تكذب أبداً . وتوكَّل الغلام على الله ..
ورحل في الطريق إذ هاجم مجموعة من اللصوص ( قطّاع طرق ) تلك القافلة وسلبوا
منهم ماسلبواحتى وصل زعيم اللصوص إلى الغلام فقال له : ماعندك يا غلام ؟
فقال الغلام على الفور : عندي ثلاثمائة دينار . فتعجب ذلك اللص من قول الغلام
فأخذ المال وعدّه فوجده ثلاثمائة دينار حقبقة كما أخبره الغلام , فقال له : أما تعلم
أني لص ؟ وكيف تخبرني بالحقيقة ؟ فقال الغلام : لقد عاهدتُ أمي بألاّ أكذب أبداً
وأنا أخاف أن أخون عهد أمي . وما أن سمع زعيم اللصوص بهذه الكلمات حتى ارتعش
وتغيّرت حالته , ثم قال وهو مذعور : لئن عاهدتَ أمك بألاّ تكذب أبداً , فإني أعاهد
الله بألاّ أسرقَ أبداً , ها أنذا أتوب إلى الله . ثم أمر أتباعه بإرجاع المسروقات
إلى أصحابها .
[align=center]الشعر :[/align]
قال الشاعر :
عوِّدْ لسانك قول الصدق تَحْظَ به ... إنّ اللسان لِما عوَّدْتَ معتادُ
مُوكَلُ بتقاضي ما سنَنْتَ له ... في الخير والشر فانظرْ كيف ترتادُ
وقال آخر :
ماأحسنَ الصدقَ في الدنيا لقائلهِ ... وأقبحَ الكذِبَ عند اللهِ والناسِ .