5/6/1427 هـ
ورقة وحيدة متبقيه من تقويم الأعوام السابقة ..!!
وهـو أطـول يوم بحيـاتي
4:20 ص
من هنـا بداية اليوم يوم مختلف بالطبع عن سابقه
كئيب .. محـزن ..
رأيت اثنان من أخوتي يتهامسون بصمت خافت ودموعهم تتراقص بعيونهم .. هنـا علمت بإن ناقوس الخطر دق جرسه معلنـا نهاية حدث وبداية ألم ؟!
لحظــ ـ ـ ـاااات قاتلة ..
أصبت بإغمـاء لم أعد أرى .. أتكلم .. ولا أسمـع الا صوت بكاء واهاااات تجر الالم.. وهنـاك صوت أخرى يحدثني
إن الصبر عند الصدمه الاولى ..
إ ن الصبر عند الصدمه الاولى ..
إن لله وإن إليه لراجعون
احسست بصفعة قوية أوقفتي صارخة
هـل أنـا بحلم .. أجب ياكبيرنـا ؟!
احسست بعدهـا بفقدان الوعي ..
لم تتجاوز السـاعه الــ 6 صباحاً بعد ..!!
إلا و أرى حشود قد أتت هناك من يضمني .. يحتضنني .. ويبكي ايضا لكن لا أعـي بشيء .. لا أعلم من هم ؟! ومـاذا يردون ؟! كل ما أريده الآن...
..
..
هواحتضـانك يأبي ..*
.شٌرعت الابـواب .,
دبت حركة في البيت لكنـهـا حركة ميتة ..!! يعملون دون شعـور ..يتحدثون دون وعي ..
ساعات تمر ببط شديد ..
تحتضني أخـتي هَامسه
أمـي تريد رؤيتك ., تماسكِ اذكري الله أوما تعلمين بإنك قلبها النابض
فلاتضاعفي حزنها .. تماسكي من أجـلها ومن أجـلنـا .. كفاكِ أرجوكِ ..
من أجـل ذلك القلب الكبير حاولت جاهدة ان امسك بنفسي ولو لقليل ..
ذهبت إليها .. أجلستني بجوارها ..
فتهمس إلي خـالتي أجلسي هنا لاتبتعدي عن ناظريها ..
السـاعة الثانية والنصف ظهـرا
لست عائدة من جامعتي!!
ولست عائدة من سفر طويل!!
قَــد قبلت جبينك يا أبي ..
تقبيلة وداع..
تقبيلة يتبعهافراق أليم..
يتبعها حزن وهم..
وبكاء مرير..
وقفت على هامة جسدك الطاهر..
لأودع تلك الروح العالية..
التى تحتوي عالماً
من الصبر..
من الشكر..
من الخير العميق..
ودعت ذلك القلب الندي..
النابض بمعاني الصدق والوفاء..
والإيمان العتيق..
ودعت تلك العيون التي تتلألأ حباً..
ينعكس نوره على محياك المليح..
ودعت ذالك الثغر الرطب..
منبع البسمات ..
موطن الطيب..
والكلام الجميل..
ودعت تلك اليد الكريمة..
المشربة بماء الجود..
وشريان العطاء..
ودعت تلك اللحية البيضاء..
المتوهجة بخيوط السكينة ..
وصمت الحكمة والوقار..
ودعتكَ في ذلك المسجد..
وكان معي أخي وأختي..
وغيم الحزن كان يشهد..
ودعتك يأبي..
ولملمت بقايا روحي..
وشظايا لوعة..
وإشلا مآسي..
ودفنتها هنا..
في قلبي الصغير..