الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين أما بعد :
هذه الإمة خصها الله بخصائص عن باقي أمم الأرض
لأنها أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه
فالله يحبها فيعاقبها لكي تعود إليه
ويُحسن إليها لتزداد طاعة ورفعة وعزة
والله إن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليال والناس نيام
وفي أحضان نساءئهم وفي نومهم سعداء مطمئنين
غير أن هناك صوت لم ينام بل يبكي وبشدة
يبكي وتخضل لحيته بالبكاء ويزداد بكاء ويقول : أمتي أمتي أمتي
فيقول الله له : سنرضيك في أمتك يا محمد !
ويردد صلوات ربي وسلامه عليه : أمتي أمتي أمتي
قال عليه الصلاة والسلام لما تلا قول الله عز وجل في إبراهيم ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) وقول عيسى عليه السلام ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى ، فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك ، فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم ، فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم ، فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك . رواه مسلم .
هذه الإمة عزيزة عند الله لأن نبيها محمد صلى الله عليه وسلم
فأبشروابالفرج فحكمة الله تعالى في الحياة تقول :
كلما ضاقت أتى الفرج وكلما أتى الفرج أتى الضيق
كلما أتى الضيق فلا تيأس بل انتظر الفرج بالصبر والإستغفار
وتتقلب بك الحياة من ضيق وفرج
ففي الضيق تأتي عبادة الصبر والإستغفار والتوبة ا
وفي الفرج تأتي عبادة الشكر والزيادة في العبادة والحمدلله
ولقد روي أن أحد التابعين رأى رجلاً عامي يقول :
استغفر الله والحمد الله ويكرر
فقال له : لماذا تقول هذا ؟
قال : لأن العبد يتقلب بين ضيق وفرج
فقال : سبحان الله هذا العامي أفقه مني !
قُلت : العبد يتقلب بين ذنب وطاعة
بين ضيق وفرج
بين صبر وشكر
لأن الله يريد أن يستخرج منك عبادة السراء والضراء
فإن كنت معافى فهناك عبادات تخص المعافاة وعلى رأسها الشكر
وإن كنت متضرراً فهناك عبادات تخص الضرر وعلى رأسها الصبر
كم من رجل تعذب ورأى الأهوال وتمنى الموت
وتمنى الخلاص من الشقاء ثم أتى الفرج فنسي الله عز وجل
فلم يؤدي عبادة الفرج بل استمر في طغيانه وكأن الله
لم يخلصه من جحيم أو عذاب أو شقاء بل استمر في طغيانه
ولهذا على المسلم أن يرى نفسه ويفتش فيها
فإن رأى الضيق ؟ سأل نفسه : هل أذنبت ؟
فيستغفرالله عز وجل ثم ينتظر الفرج بالصبر
وإن رأى فرجاً لا يفرح لأن وراء هذا الفرح ضيقاً
فيتواضع لله عز وجل ولا يطغى ولا يتجبر ولا يتكبر
فيشكر الله عز وجل ويزيد في عبادته
لأن الذي لا ينسى الله في الفرج
لن ينساه الله في الضيق
ومن رأى الضيق عليه بتكرير دعاء الكرب
وهو ( لا اله إلا انت سبحانك أني كنت من الظالمين )
فتوحد الله عز وجل ثم تنزه الله عز وجل وتعظمه
ثم تعترف بظلمك فإن استشعرت هذه المعاني العظيمة
فأبشر بالفرج القريب والسعادة
ابشروا والله إن الفرج قريب ابشروا والله إن الفرج قريب
ابشروا والله إن الفرج قريب
فمن كان في ضيق فليبشر فإن الفرج قريب
ومن كان في فرج فليحمد الله ولا يفرح فإن الضيق آتي
وهكذا حتى يموت العبد ويأتي عمله يوم القيامة إما يدافع عنه
وإما يخاصمه
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال: المستشرق الألماني جولد تزيهر :قد زرع ابن تيمية ألغاما في كل عصر ينفجر منها لغم..
ابن تيميه الصغيرمشاهدة ملفه الشخصيالبحث عن جميع مشاركات ابن تيميه الصغير