دموع الهلاليين على الروماني تتجمد .. والفرنسي يستدرجهم إلى الملاعب
جيريتس يسقط أسطورة كوزمين بعودة «المتعة»
عبد العزيز العجلان من الرياض
توقفت عيون الهلاليين عن فيض الدمع الذي سال مع الدقائق الأولى لإعلان رحيل الروماني كوزمين أولاريو مدرب الفريق السابق الذي غادر منتصف الموسم الماضي حتى ذهب بعض من محبي الهلال إلى الاعتقاد أن الفريق متوقف نجاحه على استمرار كوزمين، إلا أن الفرق الكبيرة، كما هو حال الهلال، هي التي تصنع النجوم ولا يتوقف عندهم مهما بلغوا من الأهمية كما يؤكده الأمير عبد الله بن مساعد عضو شرف الهلال ورئيسه السابق، وهذا ما أثبته الهلال هذا الموسم بقيادة الجنرال العسكري البلجيكي إيريك جيريتس حيث يقدم الأزرق حالياً مستويات ونتائج غاب عنها لفترات طويلة، كما أن العجوز الأوروبي أعاد المتعة الهجومية الهلالية من جديد. المتابعون والقريبون من البيت الهلالي سعداء بالعمل الكبير الذي يقدمه جيريتس ليس على مستوى نتائج الفريق الكروي الأول والأولمبي فحسب بل على الخطط الاستراتيجية وسعيه الجاد لتغيير المفاهيم الخاطئة وترسيخ وغرس مبادئ احترافية لدى اللاعبين، حيث طبق المدرب البلجيكي وبشكل جدي التمارين الصباحية على عكس من سبقوه الذين كانوا يركزون على التدريبات المسائية ولا يمنحون تدريبات الصباح الاهتمام الكبير إلا في بداية الموسم وخلال فترات التوقف.
وأجمع عبد العزيز الخالد، مدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الحائز على كأس العالم والمدرب الهلالي السابق مع عبد اللطيف الحسيني مدرب اللياقة الهلالي السابق المحلل الرياضي الحالي، على أن الأسلوب الذي يتبعه جيريتس بالتركيز على التدريبات الصباحية هو أسلوب علمي ناجح يهدف من خلاله إلى تنظيم برنامج اللاعبين من حيث اهتمامهم بالنوم والتغذية, ويقول الخالد ''الهدف من الأسلوب والعمل الذي ينتهجه جيريتس هو تنظيم يوم اللاعب. وهذه في الحقيقة ليس إشكالية اللاعب السعودي فحسب بل هي ثقافة مجتمع وهي السهر، لذا فإن هذه الإشكالية هي من أهم السلبيات والعقبات التي تواجه الاحتراف الرياضي بكل أمانة. وأعتقد أن الطريقة التي انتهجها جيريتس ناجحة لأن الهدف منها التنظيم وأعتقد أنه نجح في ذلك حيث إن السهر يتسبب في إهمال اللاعبين في التغذية مما يتسبب في غياب التركيز الذهني والإرهاق''. من جهته، شدد الحسيني على أن طريقة جيريتس نجحت مع لاعبي الهلال فيقول ''لا شك أن هدفه الرئيس من العمل الذي يطبقه هو تنظيم البرنامج اليومي من حيث ضبط النوم والتغذية وستساعده دون أدنى شك التمارين الصباحية على ذلك الأمر''. ويضيف الحسيني ''أعتقد أن أساليب المدربين وطرقهم تختلف من مدرب لآخر ولا توجد طريقة ناجحة وأخرى فاشلة ولكن هناك طريقة تتناسب مع اللاعبين وينسجمون معها وطريقة لا تتناسب ولا يتكيف معها اللاعبون وما ينجح مع فريق ولاعبين قد لا ينجح مع غيرهم، ولكن بما أن طريقة جيريتس نجحت مع الهلال حتى الآن فهي طريقة ناجحة''. ويتفق الحسيني والخالد على أن اعتماد جيريتس على التمارين الصباحية لن يؤثر في مستوى لاعبي الهلال خاصة أن اللقاءات تقام مساءً ويؤكد الحسيني ''جيريتس ينوع في تدريباته على فترتين صباحية ومسائية والتمارين الرئيسة التي تسبق المباريات تكون مسائية لذا لن يكون هناك تأثير بالغ في اللاعبين''. كما يذهب الخالد إلى التوجه نفسه عندما أكد ''لا شك سيكون هناك تأثير سلبي كبير على اللاعبين لو أهمل جيريتس التمارين المسائية ولكن هناك برنامج علمي يضعه المدرب البلجيكي للتوفيق بين التمارين الصباحية والمسائية حيث إن التمارين الرئيسة تكون مسائية التي تسبق المباريات لذا لا تأثير سلبي في اللاعبين''. وختم الحسيني والخالد حديثهما بأن لاعبي الهلال ونجومه يساعدون أي مدرب على النجاح لما يملكونه من فكر وإمكانات فنية كبيرة.