وهذا فصل هام وكبير .ويحتاج إلى مزيد عناية واهتمام
والآن خذ ورقة وقلماً وسجل هذه الأوصاف واجعلها نصب عينيك
تأملها طويلا ، وفتش عنها في نفسك .. وتحل بما ينبغي لك أن تتحلى به منها وتخلّ عما يجب عليك أن تتخلى عنه منها ..
هذه نصوص من كلام ربنا جل جلاله .. يذكر لنا صفات يحبها وعلينا أن نجاهد أنفسنا من أجل التحلي بها وصفات أخرى في المقابل لا يحبها ، ولا يحب لنا أن نتصف بها فلينظر كل امرئ منا أين هو من هذه وتلك :
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
وخلاصة الآيات المتقدمة :
كن محسنا .. صابراً .. متوكلاً .. وسيحبك جل في علاه وفي المقابل : لا تكن ظالما لنفسك أو للناس .. وسيحبك أيضا فهنا إذن صفات إيجاب .. عليك أن تتحلى بها وهناك صفات سلب عليك أن تجاهد نفسك للتخلص منها .
وهكذا .. وعلى ضوء هذا قس الآيات الآتية وتدبرها :
( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )
( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً )
( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً )
( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ .. أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ .. فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً .. وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
( وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
( كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ.. وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا.. إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ )
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )
( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )
( لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ.. إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ )
( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )
( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )
( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ .. وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً .. إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . )
( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ )
( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ .. وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا . أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ.. فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ .. وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ .. فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ.. أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ .. يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ .. ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) .
ولا زالت الرحلة المشرقة تتواصل .. وبالله التوفيق ومنه الهداية
نسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى أن يملأ قلوبنا بشوارق محبته
حتى نتذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه