جعل رسولنا الكريم القرآن الكريم أنيسه وجليسه .. لأنه تلذذ بقراءته .. ولأنه تطعم حلاوته ..
هذا الكتاب قال عنه الجن : (( إنا سمعنا قرآناً عجبا )) ..
إي وربي إنه لعجيب .. (( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ))
كثير من الناس يتذمر حين يسمع أن مديره في العمل يريد فصله .. وتجده يحزن ويستاء كثيراً وتتقلب حالته النفسية كل هذا لأنه لا ينزل المشاكل على الكتاب والسنة .. ولو عرضها على الكتاب والسنة لاستقرت نفسه ولهدأت أنفاسه .. كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عقب الصلوات .. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت .. مع الرغم من قصر هذه الجملة إلا انها تحمل بين طياتها الكثييير من المعاني .. فلا فصل من الوظيفة إلا إذا شاء مالك الملك سبحانه ..
فمادام أن القضية في السماء والأمر ليس بيد المدير .. لم هذا التذمر والقلق ..
الله يقول في كتابه : (( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا ))
وفي حديث النواس بن سمعان في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي أخذت السماوات السبع رعدة شديدة فيخر كل ملك في السماء .. فإذا تكلم الله يكون أول من يرفع جبريل عليه السلام فيأخذ الوحي وينزل إلى السماء السادسة فيسأله الملائكة ماذا قال ربنا فيقول قال الحق وهو أصدق القائلين ))
فتنزل الآية وتفعل بالنبي صلى الله عليه وسلم الأعاجيب .. يكون على الراحلة .. فتخر حتى تضع عنقها على الأرض .. يقول زيد بن حارثة رضي الله عنه كانت فخذ النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه فكاد أن يفرم فخذي من شدة ضغط فخذ النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه
أو كما قال الصحابي رضي الله عنه
لماذا لا نحس بهذا الثقل .. ؟؟ مع أن الله قال : (( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ))
حتى الجبال تخشع وتتصدع لقول رب العزة سبحانه وأنا وأنت أيها العبد الضعيف خلقنا من لحم وعظم .. ولا نحس بهذا الثقل
الحل في قوله تعالى : (( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ))
فبسبب المعاصي والذنوب يجعل على القلب غطاء وغشاء .. فتأتي القوارع من الآيات فلا يتذوقها هذا القلب لأنه محصن بالمعاصي والشهوات والشبهات .. فلا مكان لهذه الآيات ..
وفي يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه "
والمقصود به القلب يصبح كالكأس المقلوب .. فلو صببت عليه أنهار الدنيا لما امتلأ هذا الكأس
فالقلب حين ملئ بالشهوات أعرض عن القرآن الكريم .. ولم ينتفع به .. لأن هذا الكتاب كتاب عزيز
والعزيز من البشر إذا أعطيته فضلة وقتك ولم ترحب به ببشاشة وأظهرت له عدم مبالاتك به لن يلحقك بل سيتركك كما تركته
وهذا الكتاب قال عنه الله سبحانه : (( وإنه لكتاب عزيز )) فإذا لم تجلس مع القرآن جلسات وتتعاهده فلن تستفيد منه .. لأنه لا يذوق العسل من ليس له لسان .. فلن تتطعم حلاوة ولذة مناجاة الله بكلامه وأنت لاه عنه
فضح الله المنافقين والمتربصين بالأمة بهذا الكتاب ..
يقول تبارك الله تعالى عن أوصافهم : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنا يؤفكون )
و يقول : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر )) هل انتهت الآية ؟؟
والله لا يختم الله الآية حتى يفضحهم (( وما هم بمؤمنين ))
(( يخادعون الله )) ما يقدرون يخدعون يحاول يخادعون (( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما هم بمؤمنين ))
(( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )) هذا واقع إعلامنا اليوم .. والله لا نريد إلا الإصلاح للدولة .. ونريد أن نحرر المرأة المسكينة .. التي أهانها الإسلام .. هذه مصطلحاتهم صدق سبحانه حين قال (( وإن يقولوا تسمع لقولهم )) كلام جميل يصفصف فيه طوووول الليل ..
قال بعدها (( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ))
أرأيتم كيف فضح الله هؤلاء الشرذمة القليلة كيف علمنا خطر المنافقين ؟؟
حين رجعنا وتدبرنا كلام ربنا .. علمنا خطر هؤلاء ..
في نهاية المطاف .. أقول الفلاح والنجاة في تدبر كلام ربنا سبحانه .. فلنرجع لهذا الكتاب العظيم
(( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ))
والهجر له أنواع كثيرة منها : هجر تدبره ..
أسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا .. فهو نعم الربيع ..
هذا ما يسر الله كتابته .. وأسأل الله أن ينفعنا بما قرأنا وبما قلنا ..
//
كان معكم :قروب التفاؤل << بقلم .. " نور الإسلام .
[/frame]