بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله شرع الشرائع وأحكم الأحكام أحمده سبحانه وأشكره وهو ولي كل إنعام وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام ،
أوضح المحجة وأظهر معالم الشريعة وبين الحلال والحرام صلى الله عليه وبارك وعلى آله وصحبه البررة الكرام ومن تبعهم بإحسان أما بعد :
فاتقوا الله أيها المسلمون وعظموا أمره واشكروا نعمه وبذلك تدوم وتستمر وبالكفر بها والتبذير تزول وتضمحل
إذا كنت في نعمة فارعها .. فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله .. فإن الإله سريع النقـــــــم
عباد الله .. إن توفر الأمن ضرورة من ضرورات الحياة وقد تفوق ضرورة الغذاء والكساء ، بل لا يستساغ طعام إذا فقد الأمن
والأمان في جوهره ومعناه لا يكون إلا مع الإيمان فالإيمان مركب الأمان ،
والسلام لا يكون حقيقته إلا مع الإسلام قال تعالى : " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " الأنعام
قال صلى الله عليه وسلم : "لا دينَ لمن لا عهدَ له ولا إيمانَ لمن لا أمانةَ له " أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ورواه ابن حبان وهو حديث صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " البخاري ومسلم
و قال صلى الله عليه وسلم " المؤمن من أمنه الناس ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجرالسوء ، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه "
ومن دخل في الإسلام فقد دخل في دائرة الأمن والأمان قال صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل " رواه أحمد ومسلم
بل ويدخل من كان ذميا أو معاهدا أو مستأمنا في دائرة الأمن في بلاد الإسلام قال صلى الله عليه وسلم " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما "
ومن هنا كانت الشريعة الإسلامية عقيدة ومنهج حياة ومعاملة في هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين ومصدر أمن وأمان وطمأنينة وسلام ورغد عيش ووئام
منذ تأسيسها على يد الملك المغفور له إن شاء الله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه
و في الخضم المائج في فتنه وإرهابه والتي تشاهد اليوم في بلدان حولنا عبر القنوات أصلح الله شأنها نقول هنيئا ثم هنيئا لبلاد الحرمين الشريفين بأمنها وأمانها واستمساكها بدينها واعتزازها بدستورها كتابا وسنة
تحل حلاله وتحرم حرامه وتقيم حدوده زادها الله صلاحا وإصلاحا بتحكيم شريعة الله إيمانا واستسلاما
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته