إن القلوب الكبيرة قلما تستجيشها دوافع الأضغان، فهي أبدا إلى الصفح أدنى منها إلى الانتقام، وتأمل حال النبي الذي حكى عنه نبينا "أنه ضربه قومه حتى أدموه فجعل يسلت الدم عنه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" كيف جمع في هذه الكلمات أربع مقامات من الإحسان قابل بها إساءتهم العظيمة إليه،
أحدها: عفوه عنهم
الثاني: استغفاره لهم
الثالث: اعتذاره بأنهم لا يعلمون
الرابع: استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال اغفر لقومي
:::::::
إن الخصومة إذا نمت وغارت جذورها، وتفرعت أشواكها شلت زهرات الإيمان الغض، ولم يكن في أداء العبادات المفروضة خير، لأنها لا ترفع لله، ولا يغفر الله للمسلم مالم يغفر لأخيه، وفي مسلم (6711) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا "
:::::::
من رفق بعباد الله رفق الله به ..
ومن رحم خلق الله رحمه الله ..
ومن أحسن إليهم أحسن الله إليه ..
ومن جاد على الناس جاد الله عليه ..
ومن نفعهم نفعه الله ..
ومن ستر عباد الله ستره الله ..
ومن صفح عن خلق الله صفح الله عنه ..
فالله سبحانه وتعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه ..
منقول