اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-2012, 06:10 AM   رقم المشاركة : 11
اهل الصفاء
ـ عضو موقوف ـ
الملف الشخصي






 
الحالة
اهل الصفاء غير متواجد حالياً

 


 

البشرى الرابعة والخمسون حديث الأنس والبشريات عند العودة إلى خالق النسمات
والبشارات لا تنتهى وكلما تناولنا منه بشارة واحدة قادتنا إلى عشرات ووالله لو جلسنا نتحدث فى أسرار بشارة واحدة مما أعد الله لأحبابه من أهل الإيمان لمكثنا أياماً وأيام لأن فضل الله ومنته فوق حدود الزمان والمكان وسنتناول هنا حديث البشارات الجامعة والمعروف بحديث البراء بن عازب إذ يروى البراء فى الحديث الشريف الجامع فيقول{خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ، قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلاَ يَمُرُّونَ، يَعْنِي بِهَا، عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللهُ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى، قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنَ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الإِسْلاَمُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ:أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي}[1] والحديث مشروح يا إخوانى والبشارات فيه فوق الكم والعد والحصر ولكن الشرط الأول لنحظى بالبشارات أنه عبد مؤمن فى إنقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، وهذا ببساطة أنه عبد مؤمن قائم لله بما يحب ويرضى من القول والعمل فهو منقطع من الدنيا ولم يقل عن الدنيا فلو قال ذلك لكان إنقطاعاً كلياً وليس الأمر هكذا وإنما "من الدنيا" -ومن فى اللغة للتبعيض- أى فى إنقطاع عن بعض الدنيا أى عمَّا يبعده منها عن آخرته وهو فى إقبال من الآخرة وهذا التعبير أيضاً تعبيرٌ نبوىٌ معجز فهو ليس فى إقبال على الآخرة وإنما هو يعيش فى إقبال من الآخرة عليه الله أكبر أى يرى الآخرة دائما فى كل وقت وحال مقبلة علية آتية إليه وأقرب إليه فى كل وقت من الوقت الذى قبله فهو لا ينساها فيتعدى حدوده ولا ينغمس بالكلية فيها فيضيِّع واجباته التى استخلفه الله عليها فى الدنيا واسترعاه فيها فهو على النسق الشرعى الذى ارتضاه الله وبينه رسول الله بلا إفراط ولا تفريط أما بشائر هذا الحديث المبارك فهاكم إشارات إلى بعضها:
1-بشارة صفة الملائك الموكلين به: إنما هى فرقة من حرس التشريفات الربانية فى أجمل صورة وأبهى هيئة ومعهم الأكفان السماوية الجنانية والروائح الملكية البهية أفلا تشتاقون لرؤيتهم ياإخوانى
2-بشارة خروج الروح بالرحمة والحنان: وهذه بشارة فوق العقل بمكان فالملك ينادى الروح متحنناً ومتلطفاً فتخرج طائعة وتفارق جسدها مشتاقة إلى مغفرة الله ورضوانه هى التى تخرج ولا تنزع وإنما كقطرة الماء التى تسيل من السقاء بنعومة وليونة وسلاسة أفى ذلك ما يخيف أهناك شدة أو رعب أو تخويف هيهات هيهات إنما هى تحننات وإغراءات من الملك الموكل بخروجها بأمر ربها فيتحنَّن لها كما تتحنَّن الأم الحنون العطوف الشفوق لإبنها ليخرج لها ويأتى فى أحضانها ألا تشتاقون يا محبون
3-بشارة طابور العرض السماوى والتشريف: هل رأيتم استقبال الملوك عندما يزورون مكاناً فيصطف لهم حرس الشرف ووجهاء وأكابر المستقبلين للتحية والتكريم والمقابلة والتسليم: هذا بعينه يحدث للروح الكريم فيأخذونها من حضن الملك الذى دللها حتى خرجت ويلبسونها ثياب التشريف ويعطرونها بطور التكريم فيزول عنها كل ما لاقت فى دار التكليف وتستعيد كامل حضورها وتتضوع منها روائح أصلها، ثم يأخذونها فى طابور العرض الإلهى والتشريف الربانى من سماء إلى سماء فيرحبون به فى كل سماء بل ويعرفونهم به ثم يصطحبونه إلى منازل السماء التالية حتى يصلون به إلى السماء السابعة فتنتهى عندها طابور فرقة العرض والتعريف والتشريف
4-بشارة الأمان الربانى من الله: وعند نهاية طابور التشريفات يأمر ملك الملوك بأن يكتب كتابه فى عليين فيختم عليه بخاتم الأمان والتأميين.
5-بشارة سؤال الملكين للتأييد والتكريم: ثم يعود الملائكة بالروح للقبر ليسأل صاحبها فهل ترون يا إخوانى أن مثل هذا المؤمن يعانى عند سؤاله بعد كل ما كان من التشريف والتكريم وختم كتابه بختم عليين وإنما هو سؤال لإظهار شرف وكرامة أهل الإيمان الذين اختارهم الله لخلافته فى الأكوان لسرٍّ بينه وبين الرحمن فتأتى لحظة الإعلان التى يبيحون فيها للملائكة الكرام كيف حافظوا على سرِّ الإيمان الذى استودعه الله فى قلوبهم طوال الزمان وبه استحقوا علوَّ الكرامة والمكان عند الملك الديَّان وعندها لا تؤيد الملائكة على قوله وإنما ينزل التأييد له والتصديق من المليك الحنان.
6-بشارة نعيم القبر إلى قيام الساعة: ويختم الحديث ببشارتين الأولى أن ينقلوا له نعيم الجنة فى قبره فيتنعم بحسنها فيه ثم بشارة الأنس والودِّ إذ يتمثل له عمله الصالح ببشر يحادثه و يؤانسه فى قبره ويجالسه حتى تقوم الساعة التى يشتاق إلى ساعتها ويدعو الله أن يعجل بها ألا تشتاقون يا أحباب ولذلك قال الحكيم يدعو الله بالفضل العظيم من مقعد الصدق والأنس والبشائر عند لقائه :
عند موتي هب لي البشائر تترى واقبض الروح مسلمًا في شهود
واجعل القبر روضة من جنان منه أرقى لحظوة المعبود
في جمال في الأنس مقعد صدق عند ذي الفضل والغفور المريد
وصلاة على الحبيب وآل وعلى الصحب اعطني تأييدي

البشرى الخامسة والخمسون بشرى خاتمة الحسنى
وهنا البشرى التى نتذاكرها كثيرا ونقول اللهم اختم لنا بخاتمة الحسنى وكثيرا ما أوردها النبى فى دعائه وعلَّمها لأحبابه فأول أسباب السعادة وبشريات الهناءة والسرور هى خاتمة الحسنى التى يختم الله بها لإهل الإيمان قبل لقاء الرحمن وهى بشرى عظيمة وكريمة من أعظم البشريات وهى تسبق الموت فلا يأتى الموت إلا وقد تحققت وهى إن الله يختم للمؤمن على حال طيبة ويختم له بخاتمة الحسنى وهذه الدرجة التى كان يسأل الله فيها الأنبياء المعصومون مثل سيدنا يوسف الصديق{تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}فهذه أعظم بشرى للمؤمن أن يثبته الله عند خروج الروح{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}{لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللّهِ عَزَّ وَجَلَّ}[2] فيقيض له موتة طيبة فهناك من المؤمنين مثلاً من يخيّرهم الله كيف يموتون؟ فمنهم من يريد أن يموت ساجداً أو وهو يحجُّ أو وهو يقرأ القرآن فيميتهم الله كما أرادوا فأول بشرى تقدم من الله للعبد المؤمن التقى النقى عند موته أن يختار للمؤمن أن يموت على حالة طيبة أو فى أوقات صالحة طيبة فمن المؤمنين من يتوفاه الله عقب آداء الطاعات كمن يموت عقب صيام رمضان أو عقب آداء فريضة الحج او العمرة أو عقب عمل صالح قدمه وهؤلاء هنيئاً لهم هذه الموتة لأن الله يتوفاهم صالحين ويدخلون فى قول الله تعالى فى الكتاب عن الأولياء الأحباب{لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ} ويقول الحكيم ذاكراً سابقة الحسنى وخاتمة الحسنى :
مولاي هذا رذاذ من مواجهة أسعد بسابقة الحسنى لسآل
توبي من التوب في التقريب بي أدلى للنسبتين بلا فصل وإيصال
لكنني أسأل التواب يغفر لي كل الذنوب وأحوالي وأعمالي
لم ينفعك اقترابي لم يضرك ما أحدثته من جهالات وإضلال
والفضل فضلك يا مولاي تعطيه لمن تشاء بلا قيد وأقوال
نزهت عن علة فيما تمن به والفضل والعدل وصفا المنعم الوالي
أرجوك خاتمة الحسنى وسابقة حسنى أمنحنها بإحسان وإقبال
والحمد والشكر مني لأني بهما جمل عبيدك من إحسانك العالي

البشرى السادسة والخمسون بشريات أصناف الشهداء فوق العد والإملاء
والبشرى العظيمة هنا من آية كلنا نسمعها ونعرفها وسنجعلها باب البشرى{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ}إذاً من آمن بالله فهو من الشهداء وهذا كلام الله ولذلك قال النبى{ أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش}[3] وهنا البشرى تكاد تملأ الأرض والسماء بأسماء وأصناف وأعداد من يحظون بنيلها من الشهداء السعداء وليس هذا من قبيل التخيل أو التمنى والرجاء ولكنه واقع حقيقى بنص كلام سيد الأمناء هى بشرى حق ناصع واضح لا مراء وهنا السؤال :كيف نحظى بتلك البشرى وننضم لذلك الركب من أهل الهناء؟والجواب يأتينا من عند الحبيب المحبوب قد جعل تقريباً كلَّ أمته يأخذون درجة الشهادة ولن يحرم الشهادة إلا قلة قليلة جداً احسبوا معي ولا تملوا من المتابعة وعندما تحسبون ستقولون فمن بالله عليك من أمة رسول الله لن ينل فضل الشهادة وعدَّد العلماء الأجلاء أصناف من يعتبرون أو يحسبون من الشهداء للذكر لا الحصر - علماً بأنه لا تجرى عليهم أحكام الشهداء فى الدنيا فهم يعاملون بالأحكام المعروفة للموت- فسوى قتيل الحرب والمعركة نذكر{ ولا يختص الشهيد ذلك بقتيل المعركة، ففي حديث الموطأ: «الشهداء سبعة سوى قتيل المعركة وعددها المطعون والغريق وصاحب ذات الجنب، أي وهو الميت، بقرحة ذات الجنب والمبطون، أي الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء» ، وقيل: صاحب الإسهال، وقيل: المجنون، وقيل: صاحب القولنج والحريق والميت تحت الهدم والمرأة تموت بجمع أي التي تموت بالولادة ألقت ولدها أو لا وصححه النووي، وقيل: هي البكر، وفي رواية: المرأة يجرها ولدها بسررها إلى الجنة ومن الشهداء صاحب السل، رواه أحمد والطبراني والغريب، وصاحب الحمى رواه الديلمي، ومن لدغته هامة أو افترسه سبع والشريق والخار عن دابته والمتردّي من رأس جبل، رواها الطبراني وغيره ومن قتل دون ماله أو دمه أو دينه أو أهله، رواه أصحاب السنن الأربعة. ومن قتل دون مظلمة، رواه أحمد والنسائي. والميت في حَبْس ظلماً، رواه ابن منده . ومن عشق فكتم فعف، رواه الخطيب الديلمي . والميت وهو طالب للعلم، رواه البزار . والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، رواه أبو داود . ومن مات مرابطاً، رواه ابن حبان . و من صبر في الطاعون وإن لم يمت به، وأمناء الله تعالى على خلقه قتلوا أو ماتوا رواه أحمد ومن قرأ حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات آخر سورة الحشر ومات في يومه أو حين يمسي ومات في ليلته، رواه الترمذي. ومن مات على وصية ، رواه ابن ماجه. ومن مات على وضوء ، رواه الآجري. ومن صلى الضحى وصام ثلاثة أيام من كل شهر ولم يترك الوتر في حضر ولا سفر، رواه أبو نعيم. ومن قال: اللهم إني أشهدك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك أبوء بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرك حين يصبح ومات في يومه أو يمسي ومات من ليلته، رواه الأصبهاني وغيره. ومن مات ليلة الجمعة أو يومها ، أخرجه جماعة وفي حديثه: أنه يوقى فتنة القبر ومن دعا في مرضه بأن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت الظالمين أربعين مرة ومات في مرضه ذلك، رواه الحاكم. وفي حديثه: وإن برىء برىء وقد غفر له جميع ذنوبه ، ومن مات عقب رمضان أو عمرة أو غزو أو حج نقله جمع عن الحسن. ومن سأل الله سبحانه وتعالى الشهادة بصدق، أخرجه مسلم، وورد بسند حسن كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد، ومن مات مريضاً، رواه ابن ماجه، وفي حديثه: ووقى فتنة القبر وغدى عليه وريح برزقه من الجنة ، وظاهره شمول جميع الأمراض وهو كذلك وهذه الخصال الزائدة على الأربعين ورد في كل منها أن صاحبها شهيد أي يعطى أجر الشهداء ومراتبها في ذلك متفاوتة كما دلت عليه الأحاديث، وللشهداء خصوصيات: منها: أنه يغفر له أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار ويزوّج اثنين وسبعين من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه، رواها الترمذي بسند صحيح غريب ومنها { أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }كما في القرآن وأن أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش رواه مسلم}[4] إذاً فما أكثر شهداء هذه الأمة الذين رحمهم الله بما ألهم به رسولها فى حديثه{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}وفى نهاية بيانى أسلط الضوء على رأس بشريات الشهادة من حديث الحبيب وإنا على يقين أننا سوف ننالها جميعا إن شاء الله بلا عناء لأننا أتباع سيد الأنبياء{كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد}[5]ولكن البشرى لا تنسينا الحذر لأنه جعل بشراه للمسلم، فلابد أن يلقى الله محافظا على الفرائض مبتعداً عن المعاصى! حتى يمنَّ الله عليه فيجعله فى مقام الشهداء.

[1] عن زاذان عن البراء بن عازب، المسند الجامع، أخرجه الإمام أحمد، وفى الحديث روايات عدة بتطويل وإختصار، وقد أوردنا بشارة المؤمنين عنا فللحديث كمالة فة تناول أهل الجحود والعصيان أعاذنا الله منهم فى كا زمان ومكان
[2] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الأَنْصَارِيِّ صحيح مسلم
[3] عن عبدالله بن مسعود المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء
[4] بتصرف عن فتاوى ابن حجر الهيثمي وغيرها.
[5] وروى الحسن بن علي الحلواني في «المعرفة» بإسناد حسن من حديث على، فتح الباري شرح صحيح البخاري







رد مع اقتباس
قديم 27-02-2012, 06:25 PM   رقم المشاركة : 12
اهل الصفاء
ـ عضو موقوف ـ
الملف الشخصي






 
الحالة
اهل الصفاء غير متواجد حالياً

 


 

البشرى السابعة والخمسون المغفرة لكل من شارك من القضاء إلى العزاء
وهنا بشرى من أحداث كل يوم عندما تحضرنا وفاة أحد من حولنا أو نسمع عنها وفى الأغلب تنقبض نفوسنا وتتحرك مشاعرنا بالحزن والألم لكن الحبيب يعلمنا كيف ننفذ لما وراء الظاهر ونرى البشرى التى حلَّت فبشرى للميت بالمغفرة ومثلها لكل من حضر أوشارك فياليت شعرى من نهنىء ومن نُبشِّر الميت أم المصلين أم المشيعين أم الملائكة والمؤمنين المستقبلين{إذا سمعتم بموت مؤمن أو مؤمنة فبادروا إلى الجنة فإنه إذا مات مؤمن أو مؤمنة أمر الله جبريل أن ينادي في الأرض: رحم الله من شهد جنازة هذا العبد فمن شهدها فلا يرجع إلا مغفورا له} [1]هل جاءتكم البشرى إذا سمعتم بموت أحد فأسرعوا فثمَّ الجنة لمن شاء أو أحب وتمنى يا للعجب والفضل ليس له حد والكرم لا يوقفه أحد فقد فتح أبواب الإنعام من لدن الحنان ذى الإكرام بل قال النبى فى الحديث الذى يبين سعة عطاء الله وكرمه{من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط}[2]{إِنَّ أَوَّلَ مَا يُتْحَفُ بِهِ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ أَنْ يُقَالَ لَهُ ابْشِرْ فَقَدْ غُفِرَ لِمَنْ تَبِعَ جَنَازَتَك}[3] {إِنَّ أَوَلَّ مَا يُتْحَفُ بِهِ الْمُؤْمِنُ إِذَا دَخَلَ قَبْرَهُ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ صَلَّىٰ عَلَيْهِ }[4]والله إن البشريات فى كل لفظة تحتاج إلى صحف لشرح ما فيها من هدايا{مَنْ غَسَّلَ مَيِّتاً فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً}{وَمَنْ كَفَّنَ مَيِّتاً كَسَاهُ اللّهُ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْراً فَأَجنَّهُ فِيهِ أَجْرَى اللّهُ لَهُ مِنَ الأجْرِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } [5] { مَنْ حَفَرَ قَبْراً بَنى الله لَه بَيْتاً في الجَنَّةِ ومن غَسَلَ مَيِّتاً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كيومَ ولدتهُ أُمُّه ومن كَفَّنَ مَيِّتاً كسَاهُ الله من حُلَلِ الجنَّةِ ومن عزَّى حَزيناً ألبَسَهُ الله التقوى وصلَّى على روحِه في اَلأرواحِ ومن عزّى مُصَاباً كَسَاهُ الله حُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَلِ الجنَّةِ لا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنيا ومن اتَّبعَ جِنَازَةً حَتَّى يُقضى دَفْنُها كُتِبَ له ثلاثةُ قَرَاريطَ القيراطُ مِنها أعظمُ من جبلِ أحد ومن كَفِلَ يَتيماً أو أَرْمَلَةً أَظَلَّهُ الله في ظِلِّهِ وأدخَلَهُ الجنَّةَ}[6] {مَنْ عَزَّىٰ مُصَاباً فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ}[7]فهل تتبعتم البشريات أم أدركم التعب من القراءة أما رسولنا فلم يشتك يوماً من كثرة ترديد تلك الألفاظ أو هذه العبارت بأساليب منوعة مرات بالليل وأخريات بالنهار فتأتينا أحاديث عديدة فهل تنبهنا أو تابعنا وأعددوا الأصناف معى من أول هذه البشرى لنهايتها: من حفر قبراً -من غسل ميتاَّ -من غسَّل ميتا فكتم عنه -من كفَّن ميتاً -من حمله -من صلًّى عليه -من شهد جنازته -من أتبع جنــازته -من أتبع جنازة حتى يصلى عليها -من أتبع جنازة حتى يصلى عليها وتدفن -من أسكنه فى قبره -من عزَّى حــزينا -من عزَّى مصابا(وهذا غير ذاكَ) من كفل يتيما ( من تبعات الموت)من كفل أرمـلة(من تبعات الموت أيضاً)وأنا أريد منكم أن تعيدوا قراءة الأحاديث السابقة عدة مرات وتفهموا منها جزاء كل فعل من الأفعال التى ساقها حبيب القلوب لكل واحد من الأصناف العديدة التى ذكرت بالأحاديث ولا تنسوا أبداً إذا سمعتم بموت أحد فماذا؟فثمَّ الجنة فثمَّ الجنة فادخلوها آمنين ولذلك كان الصالحين يذكِّرون كثيراً بعبر الموت لنتعظ به فثم الجنة فقالوا :
فطر النفوس تقودها لعناها واللـه بالشرع الشريف هداها
لولا الشريعة بينت سبل الـهدى ضلت نفوس في سحيق هواها
نفسي تميل إلى الحظوظ بطبعها والقهر والإفساد كل مناها
والجسم آلات لـها تسعى بها وبريدها الحس الذي أرداها
تسعى لتقوية الجسوم وكم رأت موتى تشيع صبحها وضحاها
ترجو الخلود ولا خلود وتشتهي نيل الحظوظ وفي الحظوظ بلاها
تلك القبور لذي البصيرة عبرة يفنى بها عن غادة وحلاها
وي والقصور مع القبور وكم ترى مَنْ نفسُه بحظوظه دساها
تلك القصور من التراب مشادة بئس الصنيع صنيع من أعلاها
لو شام عاقبة الأمور لفر من تلك القصور ونفسه زكاها

البشرى الثامنة والخمسون إستقبال الرسول والملائكة للمؤمن
وهنا بشرى الحبيب المحبوب وهو يطئمن على وصول أحبابه من أرباب الصدق والقلوب إذ وصلوا لمحطة النهاية فالآن الميت بين يدى الله هو عندنا ميت وعند مولاه فى شأن آخر وتتوالى البشريات وتتعدد فملائكة الله تكون فى إستقبال أهل الإيمان أى تصطف كتائب من حرس الشرف الملائكى وربما كان مع هؤلاء الملائكة رسول الله وصحبه الكرام فإذا كان ذلك جاء معه كبار ملائكة الله ولكن كيف يعلم أهل السماء بنعى هذا الرجل المؤمن حتى يتجهزوا لإستقباله؟ هذا ما أجاب عليه الحبيب فى حديث البراء بن عازب(ذكرنا أغلبه سابقاً){وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ على مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا: مَا هذَا الرُّوحُ الطَّيبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا}فينعى إليهم فى هذه الساعة، فيقال لهم مات فلان بن فلان ثم قال النبى{ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحِونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُ، فَيُشَيعُهُ مِنْ كُل سَمَاءٍ مُقَربُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِليينَ}فأفصح أنه وقت ما تخرج الروح تطلع رائحة طيبة تهب على السموات العلى فتشمها الملائكة وهذا هو النعي بالنسبة لخاصتهم فيتساءلون أي مقرب يأتي إلينا؟ ثم تفتح أبواب السموات ويقف على أبواب كل سماء مقرَّبوها يستقبلوا هذه الروح الطيبة يقفون منتظرين حتى يروه ويستقبلوه ويهنئوه بسلامة الوصول وهذه من أعظم البشريات للمؤمن عند موته أن يرى سيدنا رسول الله أو ملائكة الرحمة أو إذا كان من أهل الكمال والجلال مع الله، يري أنوار حضرة الله{يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ} وهنا الذي يبشرهم هو ربُّ العزة جلَّ وعلا ولذلك سيدنا بلال في لحظات الموت كانت زوجته تجلس بجواره وتبكى وتقول واكرباه واحزناه فقال لها{لا تقولي واكرباه ولا تقولي واحزناه ولكن قولي: واطرباه وافرحتاه واسروراه غداً ألقى الأحبَّة محمداً وحزبه }[8]أنا ذاهب إلى أين ؟ أنا ذاهب عند رسول الله الذي يذهب لرسول الله في الدنيا يا إخواني ماذا نفعل له ؟ نحن نهنِّيه ونزفه إذاً الذي يذهب لرسول الله في الحياة الدائمة الباقية ماذا نفعل له؟ نفرح له ونزفه لأنها المنزلة العظمي وإذا شيعوا جنازته فإن الملائكة تحضر تشييع جنازات المؤمنين ولذلك يجب علينا ألا نتحدث إلا بما يرضى رب العالمين لأن رسول الله شيع جنازة ماشياً فرأى أناساً ركباناً فقال{ألا تستحيون!إن ملائكة الله يمشون على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب}[9]وللشيخ الشعراوى قصيدة طويلة أسماها "رسول الله ضاق بى الفضاء" أخذ فيها أبياتاً من قصيدتين لحسان بن ثابت إخترنا منها بعض الأبيات، يقول فيها :
رسول اللـه ضاق بي الفضاء وجلّ الخطب وانقطع الأخاء
وجاهك يا رسول اللـه جاه رفيع ما لرفعته انتهاء
رسول اللـه إني مستجير بجاهك والزمان لـه اعتداء
وحاشى أن أرى ضيما وذلا ولي نسب بمدحك وانتهاء
وأنت أجلّ من ركب المطايا وشيمتك السماحة والحياء
رسول اللـه إني في عناء عسى بك ينجلي ذاك العناء
وما لي حيلة إلا التجائي لجاهك إذ يعز الالتجاء
رجوتك يا ابن آمنة لأني محبّ والمحبّ لـه رجاء
عسى بك تنجلى عني كروبي وكم كرب لـه منك انجلاء
وكم لك يا رسول اللـه فضل تضيق الأرض عنه والسماء
أقلني من ذنوب أثقلتني فأنت لعلتي نعم الدواء
وخذ بيدي فإني عبد سوء على كسب الذنوب لي اجتراء
وكن لي شافعاً في يوم حشر إذا ما اشتدّ بالناس البلاء
وحقق يا رسول اللـه ظني فجودك ليس لي فيه امتراء
وحاشى أن يخيب لديك سعيـي وليس لجود راحتك انقضاء
وها أنا بالذنوب ظلمت نفسي وجئتك والكريم لـه وفاء
وحاشى أن تعود يداي صفرا وفضلك ليس ينقصه الدلاء
قرأنا في الضحى ولسوف يعطي فسرّ قلوبنا هذا العطاء
وحاشى يا رسول اللـه ترضى وفينا من يعذب أو يساء
رسول اللـه فضلك ليس يحصى وليس لقدرك السامي فناء
سمعنا فيك مدحاً فابتهجنا وصار لنا بمعناه اكتفاء
خلقت مبرّأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء
وأجمل منك لم تر قط عين وأكمل منك لم تلد النساء
عليك صلاة ربي ما توالت دهور تلا صبحا مساء

البشرى التاسعة والخمسون بشرى صلاة رسول الله علي الميت
أما هنا فبشرى أخرى ولون عجيب رسول الله يحضر للصلاة علي المؤمنين الله أكبر أين نجد ذلك؟ذلك فى أمر الله له{ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ}وحتى لا يقول أحد أن هذا لم يحدث وكيف يكون، فإنه كان يخبر عن رجل من أمته سيتكلم بعد الموت وكانت الصحابة تترقب ذلك حتى حدث فى عهد سيدنا عثمان وهذا يا إخواني وارد في كتب السيرة يروى سيدنا الربعى بن حراش{قال: كنا إخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الأوسط منا(الربيع)فغبت غيبة إلى السواد ثم قدمت على أهلي فقالوا: أدرك أخاك فإنه في الموت فخرجت أسعى إليه فانتهيت وقد قضي وسجي بثوب فقعدت عند رأسه أبكيه قال:فرفع يده فكشف الثوب عن وجهه وقال: السلام عليكم قلت: أي أخي أحياة بعد الموت؟قال: نعم « إني لقيت ربي فلقيني بروح وريحان ورب غير غضبان وإنه كساني ثيابا خضرا من سندس وإستبرق وإني وجدت الأمر أيسر مما تحسبون(ثلاثا)فاعملوا ولا تفتروا ثلاثا إني لقيت رسول الله فأقسم أن لا يبرح حتى آتيه فعجلوا جهازي ثم طفئ (أى سكت فجأة)فكان أسرع من حصاة لو ألقيت في الماء قال: فقلت:عجلوا جهاز أخي وفى رواية قال: مات أخ لي كان أصومنا في اليوم الحار وأقومنا في الليلة الباردة فذكر القصة وزاد فيها قال: فبلغ ذلك عائشة فصدقته وقالت: كنا نسمع أن رجلا من هذه الأمة سيتكلم بعد موته }[10]فهل سيصلى على الذين في عصره فقط؟هل انتهت هذه الصلاة أونسخت هذه الآية من كتاب الله؟لا لكنه سيصلي على كل المؤمنين إلى يوم الدين فحذارِ أن تقول أن صلاة النبي المختار والملائكة الأبرار لهذا الفرد فقط أو فى زمن الحبيب فقط فإن هذا أمر مستمر ليوم الدين ليس هناك مؤمن على مقام كريم من المقربين إلا وسيصلي عليه سيد الأولين والآخرين فوالله يا أخوانى إن صلاته مستمرة إلى يوم الدين على المؤمنين والصالحين بنص كلام الله وعندها تنادية ملائكـة الله{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
البشرى الستون صلاة المسلمين وشهادة المصلين سرُّ مغفرة ربِّ العالمين
وهنا تأتى بشرى الصلاة على الميت! وشهادة المسلمين له ويالها من بشرى فيها الذكرى والعظة والعبرة والفرح والهنا بالبشرى كيف ذلك؟أقول لكم مباشرة وفى سهولة ويسر إذا مات المؤمن وصلى عليه إخوانه المسلمون فيا بشراه فقد غفر له مولاه اسمعوا إلى الحديث الذي يبشرنا فيه أجمعين إذ يقول{ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ شُفعُوا فِيهِ وَالأُمَّةُ أَرْبَعُونَ إِلى مِائَةٍ}[11]فإذا لم نجد الأربعين نطبق عليه النص الآخر من كلام الصادق الوعد الأمين{مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ صُفُوفٍ فَقَدْ أَوْجَبَ }[12]ولو كان فى كلِّ صف رجلٌ واحدٌ، فإذا صلَّى عليه المؤمنون وجبت له الجنة فمن يملك أن يمسك فضل الله أو يخوِّف عباد الله فقط لا تغتروا و لا تتكاسلوا قد جعل الله المؤمنين يرحمون بعضهم ويشفعون فى بعضهم فإذا صلينا على مسلم صلاة الجنازة كانت شفاعة منا له عند الله يجعل الله له بها الجنة مثواه ومأواه ويعطينا بعد ذلك أجراً عظيماً وهنا تتضح وتشرق البشرى التى أري أن أبينها هنا بشرى إحتياج المسلمين لبعضهم فى الشهادة عليهم بأعمالهم وهو ما أكثر المسلمون من نسيانه هذه الأيام فأصبحت الناس كأنها استغنت عن بعضها ولكن هيهات سيأتى اليوم لا محالة وتكون شهادتهم لك بابك للجنة وهذه هى البشرى أفلا نستطيع أن نحافظ عليها فى الدنيا والسر يسير والباب سهل قريب ليشهد لكم الناس بالصلاح وسأدلكم على الباب وكيف تلجون ولذا نسأل الحبيب لمن نشهد يا رسول الله؟قال صلوات ربى وتسليماته عليه{إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسْجِدَ – يواظب على الجماعة فيه – فَاشْهَدُوا لَهُ بالإِيْمَانِ }[13]وفى رواية{ فاشهدوا له بالصلاح} لقول الله{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بالله وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ}[14]أفلا يمكننا ذلك؟وعندها إذا صلينا وشهدنا لأخينا بالصلاح لأنه كان يتابع الصلاة معنا بالمسجد فإذا شهدنا له بالصلاح والتقى فياهناه فقد كان جالساً بين صحبه كما ورد فى صحيح البخارى ومسلم رضى الله عنهما{أن أصحاب رسول الله مَرُّوا بجنازةٍ فأثْنَوا عليها خيراً، فقال النبيُّ وَجَبَتْ ثمَّ مَرُّوا بأُخرى فأثْنَوا عليها شَرّاً فقال:وَجَبتْ فقال عمرُ بن الخطاب:ماوَجَبتْ؟ قال:هذا أثَنيتُم عليهِ خيراً فوَجَبتْ لهُ الجنَّةُ وهذا أثنَيتُم عليهِ شرّاً فوَجَبتْ لهُ النارُ أنتم شُهَداءَ اللهِ في الأرضِ}وهذه نقطة قصَّر فيها المؤمنون الآن بالكسل في الذهاب إلى المسجد لذا يجب أن نذهب ونعرف من فيه ونتعرف بهم وإليهم وقد أصابتنا عادات غريبة علينا أننا نصلى في المسجد سنين وقد لا يعرف بعضنا بعضا؟ ويقول لماذا أعرفه وأنا لا أحتاج إليه؟وعندي كل شئ فلماذا أتعرف عليه؟أنا لست محتاجاً إليه ربما يكون ذلك هنا فى الدنيا ولكن هناك تحتاج إليه لا شك فاستعد لذلك وحتى لو كان أحد على سوءٍ ولا نعلم بذلك قال النبى{إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ، وَاللّهُ يَعْلَمُ مِنْهُ شَرّاً، وَيَقُولُ النَّاسُ خَيْراً، قالَ اللّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادَي عَلى عَبْدِي وَغَفَرْتُ لَهُ عِلْمِي فِيهِ}[15]ولذلك النبي أمرنا أن نشهد للميت والصلاة علي الميت شهادة له وإذا شهدنا للفرد المؤمن يدخل الجنة وفى الحديث الشريف روى أن جبريل قال للنبى{إن هذا الرجل ليس كما ذكروا ولكنكم شهداء الله في الأرض وأمناؤه على خلقه فقد قبل الله قولكم فيه وغفر له ما لا تعلمون} [16]إذاً سيدخل الجنة بشهادة إخوانه، وبشهادتنا يدخل الجنة وينال المنَّة، ولله الفضل من قبل ومن بعد وله الحمد فنحن نصلى على الميت لكي نشفع فيه، فحن بذلك نؤجر وهو يؤجر والكل يسعد ويبشر قال{وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يبشِّر بِهِ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ وَلِيَّ اللَّهِ بِرِضَاهُ وَالْجَنَّةِ، قَدِمْتِ خَيْرَ مَقْدِمٍ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمِنْ شَيَّعَكَ، وَاسْتَجَابَ لِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَكَ، وَقَبِلَ مَنْ شَهِدَ لَكَ }[17]ولأحد الأئمة فى الموت ومواقفه ولحظاته وعبره وآياته قصائد فى أرقى المعانى والصياغة التى يعجز عنها فحول اللغة والدين ومن ذلك أنه عندما حضرت المنية زوجته قال حال احتضارها قصيدة عجيبة جمع فيها بين أسرار وأنوار اللحظة العظيمة لخروج الروح إلى بارئها وبين تسجيل الشهادة الصادقة بالأخلاق الحميدة لتلك السيدة النقية الذاهبة للقاء ربها فيصفها بالصفات الراقية التى يعلمنا فيها كيف نذكر من يفارقونا بالخير ونشهد لهم بالبر كما ورد بالسنة فشهادتنا لهم باب سرِّ نجاتهم أو باب رفعة شأنهم وعلو قدرهم إن كانوا مرضياً عنهم من ربهم فقال:
يا أم محمود لقد عشت في التقى تحبين أهل العلم والزهد والبر
خدمت لوجه الله عمراً بهمة تريدين وجه الله في بذل الخير
ومضيت عمرك في عفافٍ وفي تقىً محافظة يا أم أحمد في سر
تطيعين ربك ترقبين جلاله تطيعين زوجك في الشئون بلا عذر
أيا أم عبد الله كم لك موقف شديد به أقدمت بالحزم والبشر
خدمت أبي وأمي وواسيت إخوتي توالينهم بالفضل منك وبالصبر
إلى جنة الفردوس أم محمد عليك سلام الله منى ومن غيرى
نعم أنت أرضيت الجميع بحكمة بها نلت رضوانا من المنعم البر

ثم وقف على قبرها داعياً لها مما يذكرنا كيف كان رسول الله يذكر السيدة خديجة بأحب صفاتها ولا ينسى عهدها أبداً ولا حتى صواحبتها اللائى كن يزرنها فى حياتها إنه خلق الوفاء الخلق العظيم الدى نحتاجه اليوم وكل اليوم الوفاء الوفاء الوفاء يا أهل الإيمان فلنتعلم قال :
أيا أم محمود لقد عشت في هدىً مسارعة لله بالصدق والقصد
نقلت إلى دار البقاء أم أحمد مرادك وجه الله والفوز بالمجد
وإن أنسى ما الأشياء لم أنس رحمة تواسين مثلي في رخاء وفي جهد
لك الله من موف بعهدك إنني وحقك واف بعد موتك بالعهد
إلى جنة الفردوس سيري بسرعة فمثلك أخرى بالجنان وبالرفد
حفظت حدود الشرع في طول عشرة خدمت بني أمي خدمت بني جدي
وقد كنت للفقراء خير ذخيرة تجودين يا أختاه بالمال والود
عليك سلام من وفىَّ ومن أخ ومن كل أبنائي ومن مخلص فرد
أيا ربَّ أسكنها بروضات جنة أيا رب واقبلها بصدقات في الوعد
أيا ربَّ وامنحنا عطاياك رضنا أيا رب جملنا بدنيا وفي العَود

[1] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ
[2] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
[3] ابن أبي الدُّنيا عن أبي عاصم الخبطي رضيَ اللَّهُ عنهُ
[4] للدارقطني في الأَفراد عن ابن عبَّاسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُمَا، جامع المسانيد والمراسيل
[5] الأول: رواه الطبراني في الكبير عَنْ رَافِعٍ والثانى: رواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر
[6] عن جابر بن عبد الله، مجمع الزوائد، رواه الطبراني في الأوسط
[7] للترمذي وعمسلم ن ابنِ مسعُودٍ رضَي اللَّهُ عنهُ.
[8] إيقاظ الهمم بشرح الحكم، والشفا بتعريف حقوق المصطفى وغيرها
[9] الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: البخاري - المصدر: سنن الترمذي
[10] من عاش بعد الموت (ابن أبي الدنيا)، ومصادر أخرى واختلف هل المتكلم الربعى أم الربيع أخوه.
[11] جامع الأحاديث والمراسيل عن أبى المليح .
[12] رواه الترمذي عن مالك بن هبيرة.
[13] سنن الترمذي عن أبي سعيد.
[14] عن أَبي سَعِيدٍ سنن الترمذي وابن ماجة
[15]رواه البزار
[16] الراوي: يزيد بن شجرة المحدث: ابن منده - المصدر: تاريخ دمشق
[17] لابن أبي شيبة وأَبُو الشَّيخ في الثَّواب عن سلمانَ رضيَ اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل







رد مع اقتباس
قديم 29-02-2012, 04:51 AM   رقم المشاركة : 13
اهل الصفاء
ـ عضو موقوف ـ
الملف الشخصي






 
الحالة
اهل الصفاء غير متواجد حالياً

 


 

البشرى الحادية والستون بشرى الأنس والروح والريحان فى قبور أهل الإيمان
وهى بشرى الروح والريحان ولندخل لنشم الورود والرياحين وعبير سيد المرسلين فلا تخافوا مما يزعمون أو فى القبر يقولون! فإنهم لا يعلمون ولنسمع الحبيب{أَوَّلُ مَا يبشِّر بِهِ الْمُؤْمِنُ رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ }[1]فأين زعمهم أين وحشة قبور المسلمين طاش ما يدعون الغربة والحزن هذا الكلام لغير المؤمن لأن المؤمن قال فيه الله{وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً}أين يذهب؟يذهب لأهله فالرجل المسافر فى الخارج وسيصبح راجعا إلى أهله وزوجه يكون سعيداً أم حزينا ياأخوانى؟والمؤمن أهله هناك ينتظرونه وعلى رأسهم محمدٌ وحزبه الأحباب قال تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}ويأتى عمله الصالح يؤنسه العمل الصالح فى قبره إلى يوم القيامة وذلك أول أول ما يضعونه فى القبر ويجلس وصف ذلك رسول الله فقال{ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثيَابِ طَيبُ الرَّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكِ، هٰذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فَيَقُولُ: رَب أَقِمِ السَّاعَةَ، رَب أَقِمِ السَّاعَةَ، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي}وهذا الكلام للمؤمن الأقل منزلة أما المؤمنون الأعلى منزلة فيأتنسون برسول الله لأن هناك مجالس ولكن ليس فيها تكليف وإنما العبادة تلذذ وتفكُّه لحضره الله ويكون معه أهله وأصحابه وأحبابه يذهب إليهم ويأتون إليه ويزورهم ويزورنه إلى ما يشاء الله ومعه حرية حركة لا يحبس فى قبره كما يظن الناس قال عليه أفضل الصلاة وأتم السلام فى أكثر من حديث{إنَّ أرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ في طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ أو شَجَرِ الْجَنَّةِ}[2]{ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولانِ نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ}[3]فالمؤمن حاله فى {وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ}وحتى تتم بشرى الورود والروح والريحان والأنس فى قبور أهل الإيمان أريد أن أوضح ما يقوله البعض ليعكروا الصفو أن ضمَّة القبر تعمل كذا فأقول أن الضمَّة التى تختلف منها الأضلاع وفيها إيذاء تكون لغير المؤمن أما ضمَّة القبر للمؤمن فهى ضمَّة ترحيب مثل الذى يسلم على أخيه وهو آت من سفر بعيد، يضمه ويرحب به ويهنئه بسلامة الوصول ضمَّة لا تعب فيها ولا شدة وأما ما حكى عن سعد أنه ضمَّ في قبره ضمَّة فعلت به كذا ولو عوفى أحد منها لعوفي منها سعد، فقد حقق الكثير من أهل الحديث أنه لا يعتدُّ بتلك الرواية، بل وأوردها بعضهم فى كتب الموضوعات[4] ولكن حال الهناء والسعادة والسرور والحبور لأهل الإيمان فى القبور فيه روايات محققة مليئة بالفضل والنور كقول النبى{قال:فينادي مناد من السماء أن صدق عبد فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره}[5]اللهم اجعلنا منهم وبشرنا ببشراهم آمين يارب العالمين وفى أحوال وبشريات البرزح والقبر ونعيمه مئات القصائد نختار قطعاً من بعضها
في حياتي الدنيا أقمني مقاما في الرضا عنك فالرضا مقصودي
في حياتي الأخرى بمقعد صدق أدخلني في مشهد التوحيد
صحبة المصطفى مع الآل فاجعل لي مقام الإحسان فضل المزيد
أعط كل الأولاد والأهل نعمى من عطايا الوهاب فضل الجود
عند موتي هب لي البشائر تترى واقبض الروح مسلمًا في شهود
واجعل القبر روضة من جنان منه أرقى لحظوة المعبود
في جمال في الأنس مقعد صدق عند ذي الفضل والغفور المريد
وصلاة على الحبيب وآل وعلى الصحب اعطني تأييدي

البشرى الثانية والستون بشرى ولاية الله لأهله من بعده
وكلما تتوالى البشريات يسعد المؤمن بها ويفرح ولكنه وهو فى الدنيا تكون بقلبه غصَّة إذا ذكر أولاده وأهله؟ماذا يفعلون من بعدى وأنا لهم المعين والسند صحيحٌ أن الأمر كله لله ولكنه يريد من الله أن يطمئنه عليهم من بعده وهنا تأتى البشرى الكريمة فالله يبشِّر المؤمن بعد موته بأنه يتولى أهله وأنه تعالى خير لهم منه كما ورد بالحديث الشريف كما يبشره بصلاح ولده من بعده فيقال له لا تخف علي ولدك من ورائك نحن سنصلح شأنه ونتولى أمره وإياك أن تشك فى هذا مادمت من أهل{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً}فالله أرسل نبياً من أولى العزم من الرسل وولياً من الأولياء ليبنيا جداراً كان قد تهدَّم من أجل ذرية الرجل الصالح وكانت هذه الذرية من الجيل السابع وليس الأب المباشر الصالح ولكنهم أحفاد أحفاده إلى سبعة فأرسل الله النبى (موسى) والعبد الصالح (الخضر)عليهما السلام ليبنيا الجدار ويظل الكنز كما هو لا يعرف به أحد من الناس ليستخرج الأبناء الكنز بأنفسهم عندما يكبروا وهذا لم؟ليعرفنا الله أن العمل الصالح لا يبقى للولد فقط ولكن لولد الولد ويزيد إلى ما يشاء الله ولذلك فالأنصار عندما أكرموا النبى دعا لهم {اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار}وفى رواية أخرى قال{اللهم أغفر للأنصار} [6]وهذا لم؟ لأنهم أكرموا النبى فدعا لهم ولذرياتهم ولذا فإن الله يبشِّر العبد الصالح وهو خارج من هذه الدنيا بأنه سيتولى أهله وذريته جميعا ولا يحمل لهم هماً من ناحية الأرزاق أوالعمل الصالح ولذلك بشرنا العلماء العاملون بأن الرجل الصالح لو ابتعد واحد من أولاده قليلاً عن الطريق فسيعود ثانية ببركة صلاح والده ليحظى بحسن الختام إكراماً له ومن بركة البشريات الشرعية الخفية فى تلك الآية ما قاله سيدنا عبد الله بن عباس واسمعوا لقوله وأنظروا أين بلغ فقههم وفهمهم قال فى تفسير الآية{{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً}يعني الرجلَ يَحْضُرُهُ الموتُ فيقالُ لهُ: تَصَدَّقْ من مالِكَ وأَعْتِقْ وأَعْطِ منه في سبيلِ اللَّه فَنُهُوا أَنْ يَأْمُرُوهُ بذلكَ يعني مَن حَضَرَ مِنْكُمْ مريضاً عندَ الموتِ فلا يَأْمُرْهُ أَنْ يُنْفِقَ مالَهُ في العَتْقِ والصَّدَقَةِ وفي سبيلِ الله، ولكِنْ يَأْمُرُهُ أَنْ يُبَيِّنَ مالَهُ وما عليهِ من دَيْنٍ ويُوْصِي من مالهِ لِذِي قَرَابَتِهِ الَّذِيْنَ لا يَرِثُونَ ويُوْصِي لَهُمْ بالخُمُسِ أو الرُّبُعِ يقولُ: أَيَسُرُّ أَحَدُكُمْ إذَا ماتَ ولَهُ ولدٌ ضِعَافٌ يعني صغاراً أَنْ يَتْرُكَهُمْ بغير مالٍ فيكونُوا عِيَالاً على الناسِ، فلا يَنْبَغِي أَنْ تَأْمُرُوهُ بما لا تَرْضَوْنَ بِهِ لأَنْفُسِكُمْ ولأَوْلاَدِكُمْ ولكِنْ قُولُوا الحَقَّ من ذلكَ}[7]أى من ضمن بشريات حفظ الأهل والولد من بعد الموت أن الله يأمر المؤمنين بتذكير أحدهم عند الموت بحقوقهم فلا يجور عليهم ولا يقولون له عليك بالصدقة إلا ما شرع منها فلا يظلم من وراءه من أهله ومن بركة الحفظ أيضاً أن الله أمر المؤمنين بالوصية تكون دائماً مكتوبة ومحفوظة وهم فى حياتهم فلا يحتار من خلفهم فى معرفة ما لهم من حقوق عند أحد و ما عليهم من حقوق نحو أى أحد وقال أحد الصالحين :
يا رب صلي على المختار سيدنا في القبر وسعه لي واجعل به وصلي
كونوا مع الله في أدواركم فعسى أن تمنحوا فضله بالحول والطول
وقبري جمله بنورك والرضا ويوم اللقا آنس بوجهك يا ربي
أيارب أولادي ففرحني بهم بدنياي والأخرى لأسعد بالقرب
ووسع لإخواني العطايا عميمة وعلمًا به الكشف الصريح بلا حجب

البشرى الثالثة والستون إستمرار أعماله الصالحة
ومن أجلِّ البشريات للمؤمن عند الممات استمرار أعماله الصالحات لأن الرؤوف الرحيم علم من عبده أنه لو أحياه إلى يوم الميقات ما تخلف عن طاعته ولو تقطعت به النياط فجزاه أن كتب له جزاء ما كان يواظب عليه من لدن موته إلى ساعة بعثه أضعافاً مضاعفات فإذا علمنا ذلك ونحن أحياء قبل الفوات أفلا نداوم على أكثر ما يمكن ليكتب لنا حتى يوم العرض والجزاء أين البشرى إذاً أسمع إلى الحديث الذى ورد عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قاله حضره النبى قال{ إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ، التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ. يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ. لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ. تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ، أَوْ لاَ يَزَالَ لَهُ، مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ؟}[8]فعملنا الذى يرفع لنا بعد الموت يكون أضعاف أضعاف ما عملناه فى حياتنا الدنيا؟ لأن الله سوف ينمِّيه لنا فمثلا عندما نقول سبحان الله أو الحمد لله أو الله أكبر فهذه الكلمة تذهب وتطوف حول العرش وتظل تكرر نفسها إلى يوم القيامة وبهذا يظل رصيدك فى زيادة وهذا هو الوارد أما بشرى مضاعفة الصدقات وتنميتها إلى يوم الميقات؛ فلهذا شأن آخر لأن الله يأخذها ويربيها وينميها وهذا ربح ليس فيه شك أو خلاف لأنه ربحٌ من عند ربِّ العزة فكيف يكون ذلك؟قَالَ رَسُولُ اللّهِ{مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ وَلاَ يَقْبَلُ الله إِلاَّ الطَّيِّبَ إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمنُ بِيَمِينِهِ. وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَـٰنِ حَتَّىٰ تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ. كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ}[9]وبذلك لا يكون العمل قد انتهى بوفاة الرجل الصالح ولكنه يستمر، وكما يكتب للواحد فى مرضه ما كان يعمله فى صحته، كذلك الفرائض التى نحافظ عليها : إذا مت أنا آخذ أجر الصلاة عن كل فريضة إلى يوم القيامة والرجل الذاهب إلى الحج ومات يكتب له كل عام حجة إلى يوم القيامة ويقيض له ملكاً فى صورته وفى هيئته يحج عنه كل عام إلى يوم القيامة أما لو مات الرجل ولسانه مشتغل بالتسبيح فيا هناه ! يظل هذا التسبيح شغال إلى يوم يبعثون أما من عاد المريض فأجره عجيب ومن حافظ على تلك السنة فهناك كتائب من الملائكة تكون فى ركابه كلما غدا أو راح و إذا كنت تذهب لزيارة أخ فى الله ترسل التشريفات الملائكية سبعين ألف ملك يزفونك ويحرسونك حتى تعود، قال النبى{مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضاً مُمْسِياً إلاَّ خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ وَمَنْ أتَاهُ مُصْبِحاً خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونُ ألْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ }[10]وأحب أن أضيف أن استمرار الأعمال بعد الموت لا يعارض الحديث المعروف أنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وهى العلم النافع، والصدقة الجارية، والولد الصالح، لأن هذا الحديث يورد الأعمال التى تنقطع من التكاليف وهذا يتوقف بالموت لاشك أما الأعمال الأخرى التى تعملها الملائكة وتكتب له والصدقات التى يربيها الله له وكثير غيرها فكل هذا يأتيه من عالم البرزخ وأهله، وليس من عالم الدنيا وأهلها الذين يأتيه منهم الدعاء والصدقة الجارية وغيرها نفعنا الله بها كلها آمين وأختم لكم تلك البشرى بشىء عجيب من باب تأكيد معنى بشرى استمرار صالحات المؤمن بعد موته ولذلك أسألكم سؤلاً بسيطاً؟كم ملك من الملائكة موكلة بكل واحد منا؟أعرف أنه بسرعة سيجيب أكثرنا ويقول أثنان مللك اليمين أو الحسنات وملك اليسار أو السيئات لا ليس هذا فقط فحتى هذان الملكان يتعاقبان فينا بالليل والنهار يعنى ورديات كما جاءت الآيات والأحاديث لكن دعونى أخبركم إنَّ أقل مؤمن معه عشرين موظف من الملائكة، وهناك من معه مائة ألف، ومؤمن معه مليون، ولكن كل واحد معه على الأقل عشرون ملكا موكلون به إثنان فقط من الصبح إلى العصر وإثنان من العصر إلى العشاء ومثلهما من العشاء إلى الفجر وهذا غير الذى من الأمام ومن الخلف ومن فوق، ومن تحت، والذى يحرسك وأنت نائم، والذى يأتى لك بالأرزاق والموكل بأنفاسك والذى على عينك ومن يحفظك من الجن غيرها وغيرها فهؤلاء الملائكة بمجرد أن يموت الشخص تنتهى وظائفهم ولا يبدل الله لهم بخدمة أحد آخر فيحتارون فصاحبهم قد مات ماذا يفعلون يذهبون إلى الله ويقولون له: انتهت مهمتنا فأين نذهب يا رب؟ قال النبى{إِنَّ اللَّهَ تَعَالٰى وَكَّلَ بِعَبْدِهِ المُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ، فَإِذَا مَاتَ قَالَ المَلَكَانِ اللَّذَانِ وُكلاَ بِهِ: قَدْ مَاتَ فَأَذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلٰى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلاَئِكَتِي يُسَبحُوني فَيَقُولاَنِ: أَفَنُقِيمُ فِي الأَرْضِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبحُونِي فَيَقُولاَنِ: فَأَيْنَ ؟ فَيَقُولُ: قُومَا عَلٰى قَبْرِ عَبْدِي فَسَبحَانِي وَاحْمِدَانِي وَكَبرَانِي وَهَللاَنِي وَاكْتُبَا ذٰلِكَ لِعَبْدِي إِلٰى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}[11]وهذا فقط إثنان فما بالكم بالجيش من الملائكة يخدمه خدمة ليس فيها رياء ولا سمعه ولا يزالون على ذلك حتى يزفونه من الموقف العظيم إلى حيث الجوار الكريم

تم نقل الموضوع من كتاب(بشائر الفضل الإلهى)
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...هى&id=66&cat=7
[1] لابن أبي شيبة وأَبُو الشَّيخ في الثَّواب عن سلمانَ رضيَ اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل
[2] عن ابنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ عن أبيهِ سنن الترمذي
[3] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رواه الترمذي، و صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة "
[4] موضوعات إبن الجوزى رقم 3/544.
[5] البراء بن عازب ، المحدث البيهقى ، المصدر شعب الإيمان.
[6] عن أبى سعيد الخدري، العراقي، محجة القرب.
[7] سنن الكبرى للبيهقي، عن ابن عباس
[8] ورواه الأمام الترمذي وفى سنن ابن ماجة
[9] عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أعن أَبَى هُرَيْرَةَ صحيح البخارى ومسلم
[10] عن عَلِيَ كرم الله وجهه سنن أبى داود
[11] عَنْ أَنسٍ : المروزي فِي الْجَنَائز، وأَبُو بكر الشَّافعِي فِي الْغَلاَنِيَّات وأَبو الشَّيخ فِي الْعَظَمَةِ وللبيهقي في شعب الإيمان والدَّيلمي، وأَوردهُ ابْنُ الْجُوزِي فِي الموضوعات فَلَمْ يُصِبْ)، جامع المسانيد والمراسيل







رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشائر الفضل الإلهي في [العبادات] اهل الصفاء المنتدى الإسلامي 45 26-02-2012 02:24 AM
بشائر الفضل الإلهي فى المعاملات اهل الصفاء المنتدى الإسلامي 10 19-02-2012 02:44 AM
بشائر الفضل الإلهي في (الأخلاق) اهل الصفاء المنتدى الإسلامي 10 11-02-2012 08:14 AM
بشائر الفضل الإلهى فى العقيدة اهل الصفاء المنتدى الإسلامي 13 08-02-2012 12:02 PM
مقال للشيخ العالم / عبدالعزيز الطريفي " حفظه الله " خبرعاجل :: المنتدى العام :: 5 27-05-2011 05:10 PM



الساعة الآن 12:52 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت