تستقلّين قطار الرحيل ..
وتلوّح شمس الفرح مودعةً بلا مشرِق ..
وتطل في سماء عيناي غيمةٍ سوداء لتملئ دُنياي سوادا ..
غيمةٍ سوداء ..
كـ سواد أيّامي المُقبلة من بعد رؤية عيناكِ ..
غيمةٍ سوداء ..
لاتحمل في طيّاتها سوى الأسى والحزن ..
غابت أشعّتك المُشرقة التي تُنوّر ظُلمة حياتي وتُحيي جسدٌ أنهكته الوحدة ..
غابت أشعّتك المُشرقة الدافئة لـ جسدٍ تلوّى من البرد ..
..
والهدوء ..
أصبح باهتاً ..
لا مذاق نُلذّذ بهِ أفواهنا ..
بات الهدوء صامتاً ومُملاً وقاتلاً ..
عُودي لـ نستمتع بـ صمتٍ لا نسمع فيهِ سوى حكاوي أعيننا ..
ومدّي أكفّة عيناك وأحضني بها عيناي ..
وأنعشي بها عينٍ أصابها القحط ..
فـ غدوت أعمى البصيرة عن رؤية الناس عندما رحلتي ..
..
عندما رحلتي ..
عيناي لم تعُد تعزف الناي برؤيتك ..
برحيلك أمتص حزني جُلّ ألوان الحياة ..
ولم يتبقى الإ رماديّة الأشياء ..
برحيلك أمتص حزني جميع نكهات الحياة ..
وجعل من الحياة باهتة الطعم ..
برحيلك أمتص حزني كُل مافيني ..
ولم يبقى الإ جسدٍ من رماد ..
..
وذاك الطريق ..
لاقيمة له .. بعد غياب خطواتكِ عنه ..
سأجلس على أرصفة الإنتظار ..
لا أطلب من المارّة مالاً أنتفع بهِ ..
ولا غذاءاً آكل منه ..
ولا غطاءاً أتدفىء بهِ ..
أريد الإنسانة التي كانت كل شيء في حياتي ..
أريد أن أعيش في صفحات عمرك ..
وأن أستقر في مساحة حياتكِ ..
وأن أدنو إليك متدفئاً في حضنك المعمُور ..
أريدك أنتي يا أجمل منة من الله ..
يا أجمل ماخُلِق في الكون ..
إما أن تأتي وتسعدي إنساناً أثقلته الأحزان ..
أو أظل حبيس الأرصفة إلى حين الممات ..
..
ونافذتي التي تحتضنني ..
تشتكي من غيابك العلقم ..
أشفقت علي من شدة شكواي لها ..
أشفقت علي من مواساتها لي ..
وأرسم على جداري تفاصيل الألم المُنتاب ..
وتذوب من نيراني التي تصلاها ..
فلا جدارٍ يحميني .. ولا سقفٍ يغطيني ..
ولا نومٍ يُداهمني .. ولا حزنٌ يدعني ..
..
إسقطي ياقطرة ندى على خدّاي ..
وأحيّي مدينةٍ بعدما أصبحت رميم ..
وأشعلي قناديل اللقاء .. وأطمسي نيران الفراق
غيابك أغرقني في بحر الوحدة ..
وأبحث عن شجرتك أستظل بحبها ..
فقد أرتويت من غيابكِ ..
ولكني عطشاً بكِ ..
أحيّيني برؤيتك ..
وما أنا الإ لاشيء .. بدونك ..
ترحلين .. أعشقك أكثر ..
تغيبين .. أجنّ بكِ أكثر ..
تودّعيني .. أقبّل خطواتك بـ نهم ..
..
دعيني أرحل فيكِ ..
وأسري في مجرى دماؤكِ ..
وأرتديني في جسدكِ أو أكون مرآتك ..
دعيني أرحل فيكِ ..
أكون وتراً لـ موسيقتكِ ..
فـ أحكي بها الآلآمي لـ رحيلكِ ..
دعيني أرحل فيكِ ..
أكون وردةً لا تنبت الإ في أراضيكِ ..
ولا تُسقى الإ بلمسة أياديكِ ..
..
وإن رفضتي أن أرحل بجواركِ ..
أجمعيني .. ثم أنفخيني
وإذا بـ جسدٍ من رمادٍ يتلاشى ..
ويتطاير من حولك
ثم يختفي للأبد !!
:
:
:
أحبك !!
..
~ : خآلد آلشمري