[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.awaldamah.com/kleeja/uploads/13291284161.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
حينما أنس الشيخ أبو سعيد المُخَرِمي من تلميذه عبد القادر غزارة العلم ووفرة الصلاح عقد له مجالس
الوعظ في مدرسته بباب الأزج في بداية 521 هـ، فصار يعظ فيها ثلاثة أيام من كل أسبوع،
بكرة الأحد وبكرة الجمعة وعشية الثلاثاء. واستطاع الشيخ عبد القادر بالموعظة الحسنة أن يرد كثيراً
من الحكام الظالمين عن ظلمهم وأن يرد كثيراً من الضالين عن ضلالتهم،
حيث كان الوزراء والأمراء والأعيان يحضرون مجالسه، وكانت عامة الناس أشد تأثراً بوعظه،
فقد تاب على يديه أكثر من مائة ألف من قطاع الطرق وأهل الشقاوة، وأسلم على يديه
ما يزيد على خمسة الآف من اليهود والنصارى. وبحسب بعض المؤرخين،
فإن الجيلاني قد تأثر بفكر الغزالي حتى أنه ألف كتابه "الغنية" على نمط كتاب "إحياء علوم الدين".
وكان الشيخ عبد القادر يتمتع بشخصية فذة ونفوذ روحي فكان يسيطر على قلوب المستمعين
إلى وعظه ويستهوى نفوسهم في التلذذ بحديثه، حتى أنه استغرق مرة في كلامه وهو على كرسي الوعظ
فانحلت طية من عمامته وهو لا يدري فألقى الحاضرون عمائهم وطواقيهم تقليداً له وهم لاشعرون.
وبعد أن توفي الشيخ أبي سعيد المبارك المخزومي فوضت مدرسته إلى خليفته الشيخ عبد القادر الجيلاني
فجلس فيها للتدريس والفتوى، وكانت شخصيته الفذة وحبه للتعليم وصبره على المتعلمين
جعلت طلاب العلم يقبلون على مدرسته إقبالا عظيما حتى ضاقت بهم فأضيف إليها ما جاورها من المنازل
والأمكنة ما يزيد على مثلها وبذل الأغنياء أموالهم في عمارتهم وعمل الفقراء فيها بأنفسهم
حتى تم بناؤها سنة 528 هـ الموافق 1133م. وصارت منسوبة إليه.
وكان الشيخ عبد القادر عالما متبصرا يتكلم في ثلاثة عشر علماً من علوم اللغة والشريعة،
حيث كان الطلاب يقرأون عليه في مدرسته دروسا من التفسير والحديث والمذهب والخلاف والاصول واللغة،
وكان يقرأ القرآن بالقراءات وكان يفتي على مذهب الامام الشافعي والامام أحمد بن حنبل.
قال الإمام النووي : ما علمنا فيما بلغنا من التفات
الناقلين وكرامات الأولياء أكثر مما وصل إلينا من كرامات القطب شيخ بغداد
محيي الدين عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه,
كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد وانتهت إليه رياسة العلم في وقته,
وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر وانتهى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق وتتلمذ له خلق
لا يحصون عدداً من أرباب المقامات الرفيعة, وانعقد علية إجماع المشايخ والعلماء بالتبجيل والإعظام,
والرجوع إلى قولة والمصير إلى حكمه, وأُهرع إليه أهل السلوك - التصوف - من كل فج عميق.
وكان جميل الصفات شريف الأخلاق كامل الأدب والمروءة كثير التواضع دائم البشر وافر العلم والعقل
شديد الاقتفاء لكلام الشرع وأحكامه معظما لأهل العلم مُكرِّماً لأرباب الدين والسنة, مبغضاً
لأهل البدع والأهواء محبا لمريدي الحق مع دوام المجاهد ولزوم المراقبة إلى الموت.
وكان له كلام عال في علوم المعارف شديد الغضب إذا انتهكت محارم الله سبحانه وتعالى
سخي الكف كريم النفس على أجمل طريقة. وبالجملة لم يكن في زمنه مثله رضي الله عنه.
قال الإمام العز بن عبد السلام : إنه لم تتواتر كرامات أحد من المشايخ
إلا الشيخ عبد القادر فإن كراماته نقلت بالتواتر.
قال الذهبي : الشيخ عبد القادر الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة
شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي
دوست الجيلي الحنبلي شيخ بغداد..
قال أبو أسعد عبد الكريم السمعاني: هو إمام الحنابلة وشيخهم في عصره فقيه صالح،
كثير الذكر دائم الفكر, وهو شديد الخشية, مجاب الدعوة، أقرب الناس للحق، ولا يرد سائلا ولو بأحد ثوبيه.
قال الإمام ابن حجر العسقلاني : كان الشيخ عبد القادر
متمسكاً بقوانين الشريعة, يدعو إليها وينفر عن مخالفتها ويشغل الناس فيها مع تمسكه
بالعبادة والمجاهدة ومزج ذلك بمخالطة الشاغل عنها غالبا كالأزواج والأولاد,
ومن كان هذا سبيله كان أكمل من غيره لأنها صفة صاحب الشريعة صلى الله علية وسلم.
قال ابن قدامة المقدسي: دخلنا بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة
فإذا الشيخ عبد القادر بها انتهت إليه بها علما وعملا وحالا واستفتاء, وكان يكفي طالب العلم
عن قصد غيره من كثرة ما اجتمع فيه من العلوم والصبر على المشتغلين وسعة الصدر.
كان ملئ العين وجمع الله فيه أوصافاً جميلة وأحوالاً عزيزة, وما رأيت بعده مثله
ولم أسمع عن أحد يحكي من الكرامات أكثر مما يحكى عنه, ولا رأيت احداً يعظمه الناس
من أجل الدين أكثر منه.
قال ابن رجب الحنبلي : عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ثم البغدادي,
الزاهد شيخ العصر وقدوة العارفين وسلطان المشايخ وسيد أهل الطريقة, محيي الدين ظهر للناس,
وحصل له القبول التام, وانتصر أهل السنة الشريفة بظهوره, وانخذل أهل البدع والأهواء,
واشتهرت أحواله وأقواله وكراماته ومكاشفاته, وجاءته الفتاوى من سائر الأقطار,
وهابه الخلفاء والوزراء والملوك فمن دونهم.
قال الحافظ ابن كثير : الشيخ عبد القادر الجيلي، كان فيه تزهد كثير
وله أحوال صالحة ومكاشفات.
قال الإمام اليافعي : قطب الأولياء الكرام، شيخ المسلين والإسلام
ركن الشريعة وعلم الطريقة, شيخ الشيوخ, قدوة الأولياء العارفين الأكابر أبو محمد عبد القادر
بن أبي صالح الجيلي قدس سره ونور ضريحه, تحلى بحلي العلوم الشرعية وتجمل بتيجان الفنون الدينية,
وتزود بأحسن الآداب وأشرف الأخلاق, قام بنص الكتاب والسنة خطيبا على الأشهاد,
ودعا الخلق إلى الله سبحانه وتعالى فأسرعوا إلى الانقياد, وأبرز جواهر التوحيد من بحار علوم
تلاطمت أمواجها, وأبرأ النفوس من أسقامها وشفى الخواطر من أوهامها وكم رد إلى الله عاصياً,
تتلمذ له خلق كثير من الفقهاء.
قال الإمام الشعراني : طريقته التوحيد وصفاً وحكما وحالا
وتحقيقه الشرع ظاهرا وباطناً.
قال الإمام أحمد الرفاعي : الشيخ عبد القادر من يستطيع وصف مناقبه,
ومن يبلغ مبلغة, ذاك رجل بحر الشريعة عن يمينه, وبحر الحقيقة عن يساره من أيهما شاء اقترف,
لا ثاني له في وقتنا هذا.
قال الشيخ بقا بن بطو : كانت قوة الشيخ عبد القادر الجيلاني
في طريقته إلى ربة كقوى جميع أهل الطريق شدة ولزوما وكانت طريقته التوحيد وصفا وحكما وحالاً.
قال ابن السمعاني عنه: إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، فقيه صالح،
ديِّن خيِّر، كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة.
قال عنه محيي الدين ابن عربي: وبلغني أن عبد القادر الجيلي كان
عدلاً قطب وقته.
قال الشيخ ابن تيمية: والشيخ عبد القادر ونحوه من أعظم مشائخ
زمانهم أمراً بالتزام الشرع، والأمر والنهي، وتقديمه على الذوق والقدر، ومن أعظم المشائخ
أمراً بترك الهوى والإرادة النفسية.
استمر الشيخ عبد القادر مثابرا في دعوته إلى الله تعالى وجهاده في سبيله،
حتى وافاه الأجل ليلة السبت 10 ربيع الثاني سنة 561 هـ، فرغ من تجهيزه ليلا وصلي عليه
ولده عبد الوهاب في جماعة من حضر من أولاده وأصحابه، ثم دفن في رواق مدرسته،
ولم يفتح باب المدرسة حتى علا النهار وأهرع الناس للصلاة على قبره وزيارته وكان يوما مشهودا،
وبلغ تسعين سنة من عمر .
ذكر العلامة سالم الالوسي ، ان الرئيس احمد حسن البكر في بداية حكمه ،
طالب إيران باسترجاع رفات الخليفة هارون الرشيد ، كونه رمز لبغداد في عصرها الذهبي،
وذلك بدعوة وحث من المرحوم عبدالجبار الجومرد الوزير السابق في عهد عبدالكريم قاسم ،
ولكن إيران امتنعت ،وبالمقابل طلبت استرجاع رفات الشيخ عبدالقادر الكيلاني ،
كونه من مواليد كيلان إيران ،وعندها طلب الرئيس من العلامة مصطفى جواد ،بيان الامر ،
فاجاب مصطفى جواد : ان المصادر التي تذكر ان الشيخ عبد القادر مواليد كيلان إيران ،
مصادر تعتمد رواية واحدة وتناقلتها بدون دراسة وتحقيق ،اما الاصوب فهو من مواليد
قرية تسمى (جيل) قرب المدائن ،ولاصحة كونه من إيران او ان جده اسمه جيلان ،
وهو ما اكده العلامة حسين علي محفوظ في مهرجان جلولاء الذي اقامه اتحاد المؤرخين العرب
وكان حاضرا الالوسي ايضا سنة 1996،وفعلا اخبرت الدولة الإيرانية بذلك ولكن بتدخل من دولة عربية ،اغلق الموضوع .
المصدر : موسوعة المعرفة
• المصدر كتاب :الشيخ عبدالقادرالكيلاني رؤية تاريخية معاصرة ،دكتور جمال الدين فالح الكيلاني ،
مؤسسة مصر مرتضى ،بغداد،2011
[/align][/cell][/table1][/align]
[/align][/cell][/table1][/align]