فقه القلوب
(1)
ليس في الدنيا نَعيم ُشبه نَعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان بالله ومعرفتهبأسمائه وصفاته وأفعاله ,
وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة اللهومعرفته , والتقرب إليه بما يحبه ويرضاه ,
ولاتمكن محبته الكاملة إلا بعد معرفتهوالإعراض عن كل محبوب سواه
وكل من أحب الله أنِسَ به , وَمن أحب غير الله عُذببه
(2)
وحاجات القلوب في الدنيا إلى التوحيد والإيمان أعظممن حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب
بل لانسبة بينهما.!
وكل نقص خارجي فيالعمل سببه نقص الإيمان داخل القلب ,
لذلك فاللذي لايُسلم نفسه لله داخل الصلاةلايستطيع أن يسلمها لله خارج الصلاة
(3)
الذوق يُولد الشَوق فمن ذاق طعم الإيمَان اشتَاقَ إلى تكميل الإيمان والأعمال الصَالحَة
وتلذذ بعبادة الله , وظهرت شعب الإيمَان في حيَاته , وتعلقت روحه إلى الملأ الأعلَى ,
فأحبَه الله , وأحبَه من في السَمَاء, وجعل الله له القَبُول فيالأرض
(4)
إن فقه القلوب هوَ الأصل الذي يقوم عليه فقه الجَوَارح وفقه الجَوَارح بالنسبَة لفقه القُلوب كالذرة بالنسبة للجَبَل ,
وإنكان كلاهمَا مهمًا , وكل واحد مكمل للآخَر فلا قبُول لأي عمل إلاباجتمَاعهمَا!
إلا أن فقه القُلوب وهو التَوحيد والإيمَان وشعبه لم يجمع في كتابشَامل مستقل,
بينمَا فقه الجَوارح امتلأت به بطون الكتب ولله الحَمد , فتعلمأكثر النَاس الأحكام وقعدوا عن الأعمال
بسبب ضعف الإيمَان في القُلوب ! فكثرالجهل والجدل والخلاف! وقل العمل والإخلاص واليقين !
نفعنا الله و اياكم
م //// ن