الحمد لله ما بقي علي اكتمال نضج وجبة العشاء إلا القليل …….هكذا قالت الام لنفسها وهي جالسة في المطبخ
وأخذت تسبح في عالم خيالها وتتذكر الأيام الخالية التي كان عندها من الفراغ ما تحتاج اليه الآن وأخذت تضع برنامج لما بعد العشاء .... سأذهب الى غرفتي وأقرأ بعض المجلات أوأتصل بصديقاتي اللائي يئسن من عدم اتصالي بهن... وأطمئن على صحة أمي التي لم أزورها من أسبوع وبينما هي على هذا الحال الا وتعالت الأصوات والصراخ ...الصغير يبكي ...الكبير عاد من الصلاة .. الجدة تنادي أين العشاء ...وكأنه كما يقولون ....كان هدوء ما قبل العاصفة..
أسرعت الأم تجري يميناً ويسارًا ..تضع العشاء وترضع الصغير وتلبي طلبات الكبير والصغير واذا بالزوج يدخل مسرعاً معي ضيوف جهزي القهوة والضيافة بسرعة وبعض لحظات ينادي أين البخور ... ثم ينادي مرة أخرى أحضري المناديل... الأم : حمودي حبيبي اذهب وأعطي الوالد علبة مناديل من الخزانة
وما هي إلا دقائق معدودات ودخل الزوج عليها وكأنما هوت به الريح من مكان سحيق
.... فظنت الزوجة أنها تأخرت في احضار القهوة ولكن شئ بداخلها يحدثها أن كارثة قد وقعت ولم يكن يخطر ببالها أن حمودي الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره أحضر لأبيه علبة الفوط الصحية بدلاً من علبة المناديل
وبدلاً من ان تستجم في غرفتها ذهبت للاستجمام عند أمها التي لم تزورها من أسبوع فقد أرسلها الزوج الى بيت أهلها بعد أن انهال عليها ضرباً ....ولولا فضل الله ثم تدخل بعض الحكماء من الأهل ....لظلت عند أهلها إلا أن يشاء الله
تعلمت من هذه القصة: أولاً لا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله لأنها إذا قالت بإذن الله سأذهب الى غرفتي ما كانت ذهبت الى أمها
ثانياً ثقي في الصغير ولكن على قدر استطاعته