شذراتٌ لمَن تفيَأ أفيَاءَ الإجَازة
بسم الله الرحمن الرحيم
نتفيأُ أفيَاءَ إجَازةِ لا تربوا على الثلاثة أشهُر ..
لكنها والله كفيلة بأن تحْدث في حيَاتكَ تغيُرا جذريَا ..
كَافيَة أن تكُونَ نقطة تحَول في عمْرك , مِن بلقَعٍ يبَاب إلى مرْبع خصْب ..
إذا مَا أصْلتَ على نفسِك صمْصَامَ العَزم, وسَللت عليْها حُسَامَ الهمَة ..
فالنفسُ ماحمَلتها تتحمّل , وماعودتهَا تألف !!
والأيَامُ تعْدوا سِراعا , والليالي تركضُ ترجُوا لحَاقها , وكأنهمَا في مضْمار سِباق ..
والصُحُف تخط , والأزمانُ تطوى , والأعمالُ ترْقم , والأعمارُ تسْلب .!!
وكُن عَلى بيّنة ويقين أنكَ ما تسْمُو في الدُنى ولا الأخرَى , وأنتَ عَلى سَنَنِ هواكَ تمضي .
لا بُد أن تأطًر نفسَك على ماتقليه , وترْغمُها عَلى ماتبْغضه , وتقودهَا إلى مالمْ تألفه ,
وان تخلصْ تفزْ بوعد الله إذ وعَد اللذين جاهدُوا فيه أن يهديَهُم سُبله .. والله لا يخلفُ الميعاد !!
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } .. ( العنكبوت :69 ).!
ولـَعلي أشيرُ هنُا لـِشذراتٍ يَشتمُ شذاها العابِر , ويبلغُ سَناها القاعِد , ويُوقظ صَداها الراقِد ..
فإن تكُ هذه الكليمَات نميراً عذباً وصَواباً خالصاً .. وفقَ مايُرتجى فتلكَ عطايا الرحمنُ وماتعدُ ولاتحَد ..
وإن تكُ رثة هشّة , هلهلة مُترهلة .. فـ غضُوا الطرْفَ عنها كمَا يغضُ عنِ الغِيد إذ يَمرُرن !
وأخيرآ ..
أيما كلالٍ أصَابك , أو لغوبِ تغشاك , أوْ ملل اعتراك ..
فإن الله يَأجُركَ عليْه !
ومَاترافقِ المجْد إلا بـ مفارقة مضاجعِ الدعَة ..
ومَاتصَاحبِ العُلا إلا بمجانبَة لــُجج الوسَن والكَرى !
..
هذه الشذراتْ
نهْديهَا لـِ أنفسنا ولمَن عَلى شاكلتنا , فإن يُوفقنا اللهُ للعمَل بهَا ويقبَلها فذلكَ ذرى مايُبتغى !
وإن تحُل ذنوبنا بيْننا وبيْنَ العمَل بهَا - أعُوذ بالله -
فإننا نطلبُ الله أن لا يَسْلبَنا أجْر الدلالة على الخيْر !
وسَلوا الله لنا الهِدايَة والقبٌول والرِضا .!!