السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" جـمـعـة "
أبوعبدالله رجل مسن طاعن فيه , يخرج من منزله لأداء صلاة الجمعة منذ التاسعة صباحا , فهو يريد الأجر لعل الله أن يكتبه له ... ولكنه قبل أن يخرج يمرّ بكل غرف المنزل لإغلاق مكيفاتها وطرق أبوابها , حتى يفيق أبناءه لأداء الصلاة , وهو في هذا الأمر , يضيّع بعض الوقت ريثما يجهز البخور ودهن العود وتقصيف مسواكه , وهي المهمة التي تقوم بها أم عبدالله .... يذهب أبو عبدالله بالفعل بعد كل هذا إلى المسجد ....
يصحى عبدالله قبيل الصلاة بقليل وكذلك إخوته الذين لم " يسحبوها " ويغطى عليهم نومهم حتى تفوتهم الصلاة .... ولم يعلموا او لاأدري قد يكونون تجاهلوا بأن عدم حضور ثلاث جمع متتالية كفيلة بطمس قلوبهم , أسأل الله السلامة .
لم يكن الدش سريعا كفاية لأن يلحق عبدالله بالركعة الأولى ... يصل ركضا إلى المسجد متجاهلا كل الطمأنينة التي يجب أن يكون عليها .... يتفاجأ بوجود سيارة قد أوقفت بالضبط أمام مدخل المسجد مما يمنع المسلمين أن يدخلوا إلى المسجد بسهولة ... وبكل أنانية يتوقف صاحب هذه السيارة ليسد الطريق دون أي مراعاة لمشاعر الآخرين وحجته في ذلك أن يبحث عن ظل يضع سيارته تحت افياء مدخل المسجد المظلله ...
قال صلى الله عليه وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .....
يظلل سيارته ويعذب المسلمين في دخولهم وخروجهم من وإلى المسجد .... ولعله لم يجد هذا الموقف السانح بكل سهولة بل إنه قد يكون أتى مبكرا إلى المسجد ليحصل على ذلك الموقف الذي يتسابق عليه الكثيرون ... عجبي !!
" مكاسر وقلة حياء "
شي جيد أن يكون الإنسان مفاصلا أثناء الشراء وأن يكون مرنا أثناء البيع , ولكن لن يكون هذا معرض حديثي هنا .....
أنا أتحدث عن نوع آخر من " المكاسر " .....
ما إن تدخل سوقا أو تحنو منك إلتفاتة سريعة لا تحمل أي مفهوم سوى أنها نظرة خاطفة تجاه إحداهن , قد تكون غير مقصودة حتى تسارع هي لكسر نظرتك تلك بنظرة أقوى وأحدّ ولاتزيلها حتى ترفع بصرك عنها , حتى ليكاد الحياء أن يختفي عن بنات حواء ..... قلة حياء ....
والأكثر من هذا , تلك التي إتصلت على برنامج للشيخ الفوزان أستاذ الفقة بإحدى الجامعات لاأذكرها ولكن أذكر ذلك البرنامج التلفزيوني الذي ظهر فيه يفتي للناس ماأشكل عليهم من أمور دينهم .... حتى إتصلت تلك المرأة وأخذت تمدح صفات الشيخ من جمال في الأسلوب وجمال في " السحنة " وتثني على وسامته وتقول بأنه قد فتنهم معشر النساء ....
أين الحياااااااء .... حتى في برنامج ديني ؟ ....
أو تلك اللتي تناقش الشيخ السدلان على الهواء مباشر بزعمها " تحجر " له وتقوض أركان فتواه وتراهن بأنها تحمل من العلم الذي يخولها لأن تناقشه على الهواء مباشرة دون رادع أو حسيب أو رقيب ... هل أصبح علماؤنا عرضة للتشكيك في فتاويهم ؟ ... حسنا قد يخطيء العالم ولكنه لا يقوّم على هذا النحو , بل يكون الأمر من خلال محادثة أو رسالة خاصة يبين فيها الخطأ أو وجهة النظر ..... لا على الملأ .... عجبي !!