التاريخ: الاحد 29/06/1425
بعد الاحباط الذي عشناه كرياضيين عقب اخفاق المنتخب في مونديال 2002، انتظرنا طويلاً ما ستسفر عنه اجتماعات لجنة التطوير التي شكلت لهذا الغرض وعشنا على أمل أن تنتهي هذه الاجتماعات إلى قرارات قابلة للتنفيذ تعيد كرتنا الجميلة إلى سابق عهدها كزعيمة للقارة ومنافسة بقوة على الألقاب.
كما عشنا أيضاً على أمل مشاهدة المنتخب الجديد الذي أعلن عن تشكيله لكأس العالم القادمة التي ستقام في ألمانيا 2006م.
ولكن مر أكثر من عامين دون أن ترى أي نتيجة لاجتماعات لجنة التطوير.. وعشنا اخفاقاً آخر للمنتخب الأخضر في بطولة أمم آسيا الأخيرة.
لم تكن المشكلة في الخروج من البطولة، ولكن المشكلة في التراجع الخطير الذي شهدته الكرة السعودية بشكل عام. ففي الموسم الماضي فقط أخفقنا على المستوى القاري على كافة المستويات الناشئين والشباب والأولمبي والكبار بعد أن كنا أسياد القارة على كافة المستويات.
الاستغناء عن المدرب دائماً ما يكون القرار الأول التالي لأي إخفاق لأنه ببساطة القرار الأسهل! قد يكون للمدرب دور فيما حدث ولكن بالنسبة للوضع الذي تعيشه كرتنا قد لا يمثل دور المدرب فيه نسبة كبيرة، حيث تشارك بعض الأطراف ذات العلاقة بالفريق، إضافة إلى بعض الأنظمة واللوائح وكذلك الظروف المحيطة بالفريق فيما حدث من تراجع في المستوى.
نظام الدوري واللاعب الأجنبي ولائحة الانتقالات والمشاركات الخارجية أثرت سلباً على مسيرة الكرة السعودية.
فالدوري بنظامه الذي قد يحرم المتصدر جهد موسم كامل عندما يتعثر في مباراة واحدة كما حدث للاتحاد، نظام لم يعد يلقى القبول من الجميع، وأصبح المربع الذهبي هدفا سهلاً لفرق المقدمة مما أفقد مباريات الدوري بشكل عام، إثارتها وقوتها.
واللاعب الأجنبي أصبح تأثيره سلبياً على اللاعب السعودي حيث احتل الأجانب أماكن اللاعبين السعوديين الذين يفوقونهم فنياً. أما لائحة الانتقالات بأسلوبها الحالي فقد أسهمت في تجميع اللاعبين لدى الأندية المقتدرة مادياً والتي لا تتجاوز الأربعة مما قد يسهم في تضييق دائرة التنافس!
وتقنين الانتقالات وتحديدها بعدد محدد سوف يحمي الأندية التي تعاني مادياً، كما أن ذلك سوف يسهم في تفعيل نظام الإعارة الداخلية بين الأندية المشاركات الخارجية أيضاً وفي ظل تكدس النجوم في أندية معينة اسهمت في تراجع أداء الفرق السعودية بشكل عام بسبب الإرهاق، وإعادة النظر في هذه المشاركات وتوزيعها بشكل عادل يراعي المصلحة العامة بعيداً عن المجاملات أمر مطلوب.
أمام المنتخب العديد العديد من المشاركات أقربها تصفيات كأس العالم ودورة الخليج وخطوات الإصلاح يجب أن تسير باتجاهين الأول على المدى القريب يراعي مشاركات المنتخب القريب والثاني على المدى البعيد وهذا الأهم لكي تعود الكرة السعودية إلى الزعامة كما كانت سابقاً.
للمراسلة:الناقد