{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل18كما انعم الله علينا بنعمة الصحة والعقل البصر والنطق فقد انعم علينا بنعمة النسيان ..
فالنسيان هبة من الله تعالى ونعمة عظيمة فطر الإنسان عليها وقد سمي الإنسان إنسانا لكثرة نسيانه .
من منا لم يتعرض لأحداث مؤلمة .. كفقد عزيز كنا نظن أن الحياة لن تستمر بعده .. وان استمرت فإنها ستكون كئيبة بلا طعم .. ولن تعرف السعادة لها طريقا .
كنا نظن أن العبرات لن تفارق مأغينا وأن الحزن سيفطر قلوبنا إلى الأبد .. وان ما نحن فيه من الم ومصاب لم يمر على أحد غيرنا .
قد نصل إلى قمة الحزن والهم ونعتقد أن الحياة توقفت عند هذه النقمة .ولكن ... الحقيقة .. أن الحياة ستستمر وعجلتها ستدور .. وتحملنا معها
مخلفين ورائنا ذلك الحزن وتلك الهموم التي كنا نظن أننا لن نفارقها .
ولن يبقى لنا منها سوى ذكرى قد تهزنا بين حين وأخر ثم ما تلبث أن تمر .. لنجد أنفسنا في خضم الحياة نصارع أمواجها من جديد .
أليست هذه نعمة من الله علينا . فقد وهبنا الله .. نعمة النسيان .. لننسى ألامنا وأحزاننا وجروحنا وكل ما يسكن في ذاكرتنا من أحداث مؤلمة ومواقف عصيبة
ونتذكر فقط أن كل مصيبة عدا الدين تهون . ننسى ما قد يعترض طريقنا من عقبات نتعثر بها وقد نسقط .. ثم ما نلبث أن ننهض لنواصل السير من جديد .
ننسى أخطاء من حولنا واسائتهم لنا وتكديرهم لصفونا . فنسامحهم .. ونغفر لهم زلاتهم .. ونبدأ معهم صفحة جديدة بلا أحقاد .
لماذا لا ننسى العصبيات القبيلة والتفاخر بالحسب والنسب ونتذكر أننا عباد الله كلنا من أدم وأدم من تراب
( ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى )
لماذا لا ننسى عيوب وزلات أصدقائنا ... ونتذكر مواقفهم الايجابية ومميزاتهم .
ولكن هناك سؤال :-
هل يمكن أن يكون النسيان ... نقمة ؟
نعم يكون النسيان نقمة
قد يتحول النسيان من نعمة عظيمة إلى نقمة وصفه مذمومة يتميز بها الإنسان ...
ويكون ذلك عندما :-
ننسى أن عباد الله ضعفاء لا حول لنا ولا قوة إلا باللجوء والاستعانة برب السموات والأرض .
ننسى أن الله يهمل ولا يهمل .. فنتمادى ونجاهر بالمعصية يقول الله تعالى :-
َ{ ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125}
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }{126}
ننسى عيوبنا وزلاتنا وننشغل بتتبع عيوب الآخرين , ننسى فضل من أحسنوا إلينا ونقابلهم بالجحود والنكران وأولهم الأقربون .
خلاصة القول :-
أن نعمة النسيان كفيلة بمنحنا السعادة وراحة البال ..
إذا سخرناها في نسيان الماضي وما يحتويه من عناء وحزن وإساءة وأحقاد وفـــــــــرقه وتشتت ...
فلماذا لا نطهر قلوبنا ونغسلها بماء النسيان ...
ونجلو عنها غبار الأحقاد والضغائن ...
فأسعد الناس من بات بلا حقد أو حسد لأحد ...
وأكثرهم راحة من يلتمس للآخرين العذر في أخطاءهم وينسى زلاتهم ...
البسيط شكرا لك على الرسالة وعذرا فإنني لا أستطيع مراسلتك فالنظام لا يسمح إلا بعد المئة رد .
كذلك قسم ( منتدى المقالات ) لا أملك التصريح بالكتابة به إلا بعد المئة .
أخي العزيز :-
أشكر لك ثناءك وثقتك في قلمي وبإذن الله لن تقرأ من هذا المعرف إلا ما يسرك .
أبهجني مرورك الراقي .
بحفظ الرحمن ,,,
oOo
..السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
بالفعل النسيان نعمه ونقمه في ذات الوقت
حينما أفكر بـ لو ان الإنسان لاينسى أي شيء
أجد أن عيشه سيكون صعباً جداً في هذه الحياة
والكثير من الأمور ستتغير للأسوأ
...
سلمك الباري
وغفر لك
وهنيئاً لك أن أصبحت من كُتاب المقالات هُنا
االجــــــــــــوري مرورك راقي دائما .
بل هنيئا لي بالمنتدى بأكملة وهنيئا لقسم المقالات بقلم أبو مزون .
أخيتي الجــــــــورى إنتظري القادم من قلم أبو مــــــــــزون بإذن الله ستزدادي .
شكرا لإضافتك القيمة .
بحفظ الرحمــــن ,,,,
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما .
::
وفقك الباري
.. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. ..
[ كن في الدنيا كأنكـ غريب أو عابر سبيل ]
الدنيا .. لم تكن يوماً دار إقامة ، أو موطن استقرار ، حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل .. ..!
ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ،
حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها .. ..!
وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له .. ..!
وصدق الله العظيمـ إذ يقول : " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "