بفظاظة مُحتلّ .. يأتي الغياب
(جمرة) تلظِّي بسعيرها (غَضَى) القلب
وتغدو صباحاتنا كئيبةً كأغنيةٍ جَهْمةٍ
مملِّة كخريفٍ شاحبٍ .. لم يعُد في وسع أصابع حيرتِنا
أن تلملمَ حُطامَ رجاءاتنا بِبَقاءْ كلُّ ما هنالك أشلاء أمانٍ مخذولة
ومسافات مروِّعة خلّفت وراءَ أغنياتنا غصصاً مريرةً
وسْط كوم هذا الضياع ينسلُّ نصلُ سؤالٍ مسنونٍ :
ما ذا لو كان ألمُ هذا الغياب طفلاً صغيراً ..؟؟
تسكتهُ تهْويدة .. وربْتةٌ حنون ؟
أي رياحٍ تلك التي تعبر بحدود أمسنا إلى غدنا
(لتمد) تيهنا و(تجْزر) لهفة إنتظارنا على شاطيء الوجدْ ؟
كنا قد حذّر كلانا صاحبه :
أن لا يغدو قلب أحدنا كعصفورةٍ في كفّ طفلٍ عابثٍ
يُهينها .. تذوقُ مراراتِ الموتِ فيما هوَ يلعب !!
الآن تأتين بعد غياب وتطلبين :
( أكتب إملأ هذا الفراغ ببهجةِ حرفك ..
أكره هذا الإنتظار .. ولا أريد المزيد منه !!
أفعل ما يجعل التنفس ممكناً
أفعل شيئاً لهذا الملل الذي يحيط ولا يُحاطْ )
.
.
أنتِ تعلمين أن رشاءَ أملي فيك .. قد ضاع في بئر خيبة عميقة !!!
وأني أيضاً غدوتُ كغَمَرٍٍ أنهكه تُعْسُ الحظ دونَ أمانيه ؟
كل يوم تلوح أطياف أحسبها أنتِ .. لا تلبث أن تتلاشى ..!
أيَا مَنْ أبوحُ لها بكل انفعالاتي
شعراً .. نثراً
ودثاري الجميل الذي يجعل براكين دمي تتدفق دافئة .. .
في ظماءة جوف أجّ شوقاً ..!!
أنتِ التي كانت لا ترضى لها شريكاً في الوجدْ !!
طويل هو الليل حين ترفرف روحك من غير أجنحة المواعيد
ومن غير ما يبعث الدفيء في بردها والشتاء على مرمى .. .
قَدَرْ !!
تُرى :
أتستعيدُ الحقول مواسِمها بعد عَهد جفاف ؟
هكذا نحن نصل لأمانينا بعد أن يبرد الفرح في صدورنا .. .
ويصبح كل شيء .. مطرزاً بالأسى ..!!
الآن فقط نجرب أن :
نعيش الحلم في قطعة حلوى صغيرة دون قلق !!
وربّي إني أشعر بالسكر يذوب في فمي ..!!؟
أتيقّظ للمرارة في قلبي ..
ستغمر البحار اليابسة .. كلها فتتركنا في قلقٍ وذُعْر .. .
نجمع الأصداف .. نبني لها موطيء قدم واحد .. لا تقتلعه الأمواج !!
أنت الجهات وإن نأيت ..
كلما غرست جذعي كنت .. أنت الملاذ !
وكلما تباسق سهوي .. كنت السماء !
لا أصُدَّ عنكْ ولا أبتعد ..!!
فقط :
أضيع في الغياب .. .
.
.
.
.
.
.
لأجِدَكِ كُلَّ الجِّهَاتْ