فيما يعد ظاهرة نادرة، وكسرا للتقاليد والعادات، قامت ثلاث فتيات سعوديات بالالتحاق بالعمل في أحد الفنادق السعودية للعمل فيه كنادلات. وهو ما يعد خرقا للأعراف الاجتماعية التي تعيب وتستنكر اقتحام المرأة لعدد من المهن.
وحسب مراسلة صحيفة "الشرق الأوسط" اللندية في جدة سميرة سعيد بدأت عواطف المالكي فخورة بعملها الجديد الذي اعتبرته مناسبا للفتاة السعودية، وأنه لا يمثل عيبا أو نقصا في قيمة الفتاة. معتبرة وظيفتها "إضافة جيدة وخبرة لا يستهان بها في مجال الأعمال". وتقول المالكي "بدأت منذ شهر، أنا وزميلتان، ونحن أول ثلاث سعوديات يعملن في مجال الضيافة وفي فندق، وأنا حاصلة على الشهادة الثانوية وكنت أدرس في كلية التربية قسم اللغة العربية وحاولت دراسة تخصص آخر ولم يسمح لي بالنقل فتركت الكلية واتجهت إلى مركز عبد اللطيف جميل لأحصل على دورة في أي مجال مهني وأعجبت بموضوع دورة الضيافة وحصلت عليها مجانا بعد دراسة نظرية وعملية لمدة ثلاثة أشهر".
وتعبر عواطف عن سعادتها مؤكدة أنها اجتازت المقابلة الشخصية في عملها الجديد مع زميلتين وفزن بالوظيفة من بين 13 فتاة تقدمن للعمل. وتعمل الآن بمعدل تسع ساعات يوميا مع إجازة يوم واحد في الأسبوع، "وأحصل على بعض الميزات مثل التأمينات والتأمين الصحي وبدل مواصلات وبدل سكن ومكافأة معقولة".
تؤكد عواطف: أنا مستمتعة في عملي وأشعر بأنني أقدم أسلوبا خاصا في الضيافة والخدمة لبنات جنسي من السعوديات وأخدم في بلدي وأنا أولى من الأجنبية في خدمة بلدي ورد الجميل كأقل واجب وطني أقدمه".
وعن الصعوبات التي واجهتها تقول: "قبلت التحدي وواجهت الصعاب بقوة ولم أكترث لكل التعليقات التي سمعتها من أقاربي وصديقاتي ومنها مثلا: على آخر الزمن تعملين جرسونة" و"ما صارت.. تخدمين وتحملين الأكواب وتقدمين الماء والعصير" وغيرها.
ويتنوع عمل عواطف في الفندق بدءا بصالة الطعام إلى مكان العباءات أو دورة المياه، لكنها حسب قولها تكتسب في كل منها خبرات مختلفة، "وفي بداية العمل تعرضت إلى مضايقات ممن لا يعيرون للعمل الشريف قيمة وممن لا يدركون مكانة الفتاة السعودية، باختصار من بعض الجهال، إلا أنني بفضل الله تعالى ثم بفضل إيماني وتمسكي بمبادئ وقيم لا أقبل التفاوض عليها تغلبت على تلك المضايقات وفرضت عليهم احترامي وتقديري كفتاة سعودية قبلت العمل في هذا المجال الحرج بعض الشيء".
وعن طموحاتها قالت "أطمح لأن أصبح مديرة ومسؤولة كبيرة في مجال عملي الذي تعلمته وعملت فيه عن قناعة تامة".
أما زميلتها أمنة الزين التي شجعها أهلها على عملها الجديد خاصة أنها لم تتم دراستها فتشير إلى أنها حصلت كذلك على دورة الضيافة مع نفس المجموعة، وأنها لم تواجه أية صعوبة فيما يتعلق بموافقة أهلها، مؤكدة أنها تشعر بالرضى التام عن نفسها وعن عملها الذي تكسب منه قوت يومها.
وفي المقابل قالت أميرة مدني الحاصلة على الشهادة المتوسطة ودبلوم في اللغة الانجليزية من مركز نيوهورايزن "سمعت عن برامج عبد اللطيف جميل التدريبية والمهنية فذهبت إلى المركز وتعرفت على الدورات المتاحة وأعجبتني دورة الضيافة وحصلت عليها لأبدأ العمل في الفندق ولم يكن الأمر غريبا علي فوالدتي تعمل مستخدمة منذ سنوات طويلة في المدارس وقد أحسنت تربيتنا وتعليمنا".
وتضيف "نشأت على حب العمل أيا كان بشرط أن يكون شريفا يحافظ على قيمة الإنسان وكرامته، وبطبيعة الحال يكون الأجر ضروريا ولكن لا يقارن بقيمة الإنسان كانسان صاحب مبدأ وفكر وثوابت مستمدة من الكتاب والسنة، وقد دفعني إلى العمل في مجال الضيافة لرغبتي في افتتاح مطعم خاص كمشروع أسعى إلى تنفيذه وإدارته بشكل مميز". واختتمت بقولها "أجدها فرصة لأوجه رسالة إلى الفتيات السعوديات الخريجات وغيرهن ممن لم يتمكن من إكمال الدراسة أن يسعين إلى العمل ويتدربن، وسوف تشعر كل واحدة منهن بطعم آخر للحياة، فلن تتوقف الحياة عند الحصول على الشهادة وعدم وجود فرصة عمل اعتيادية، فهناك الكثير من الوظائف في بلدنا تنتظر من السعوديات أن يباشرنها بحب وإرادة قوية".
وشددت على أن "العيب كل العيب في قضاء الوقت فيما لا ينفع من مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الأغاني وأن تكون الفتاة عالة على مجتمعها وأسرتها، خاصة إذا كانت الأسرة محتاجة".
العربية نت ...