كانت لورا وجيمس يتناولان الطعام عندما فتح الباب ودخلت سيدة حسناء
اتجهت لها أنظار لورا وجيمس الذي شعر بصدمة قويه لرؤيتها
جيمس : ساندرا
ابتسمت ساندرا وتقدمت بخطوات بطيئة باتجاه جيمس وقد اطفى عليها ثوبها
الأبيض مزيد من الشحوب الظاهر على وجهها الجميل فشعر جيمس بالقلق عليها
فتقد وأمسك بيدها لمساعدتها بالجلوس على اقرب كرسي
ابتسمت ساندرا بتعب واضح : شكرا جيم
شعر جيمس بقلبه يعتصر : لا داعي لشكر
كانت لورا تغلي وهي تراقب الذي يحدث وهي تكاد تنفجر من الغيض لرؤية ساندرا
لورا : كيف حالك ساندرا تبدين متعبه
نظرت ليها ساندرا : اشكر أنا بخير
ثم نظرت باتجاه جيمس زوجها : جيم من فضلك أريد أن نتحدث قليلا
شعر جيمس بأنها تبذل جهد شاق لتماسك ,كم شعر بالخوف من الحديث الذي احظرها
إلى هنا ودفعها لترك عملها الذي فضلته عليه لتتحدث إليه: حسنا فلنتحدث في غرفة
المعيشة "ومد يده يساعدها على الوقوف " تفضلي
أمسكت بيده وتكأة علية قليلاً
نظرا جيمس إلى لورا التي كانت تراقب الذي يحدث بتوتر وغضب : استأذنك لورا
حاولت لورا أن ترسم ابتسامه لطيفه على وجهها : اجل يجب أن تذهب, سأكون بخير لا تقلق
خرج جيمس وساندرا إلى غرفة المعيشة الصغيرة والتي يقضيان فيها الفترة الصباحية عادةًًً
وأجلسها على كرسيها المفضل فشعرت ساندرا بالحنين إلى تلك الفترة وقد شجعها موقفه
على الحديث برغم صحة ما اخبرها به ديفيد بأن هناك من تسعى للحصول على جيمس
ولا كنها دعت الله أن لا تكون قد جاءت متأخرة
جلس جيمس على الكرسي المجاور لها وقد زاد شعوره بالقلق على صحتها : تبدين متعبة
جداً ألا يحتمل الأمر الذي أتيت من أجله الانتظار قليلاً حتى تتحسن صحتك
نظرت إليه ساندرا بحزن : كلا لا يحتمل أي تأخير, بل أتمنى أن لا أكون قد تأخرت في الحضور
(( في هذه الأثناء استبد القلق الفضول بلورا لمعرفة الأمر الذي حضرت ساندرا من اجله
فخرجت من شرفة المطعم المتصلة بشرفة الغرفة التي بها جيمس وساندرا والتي تطل على الحديقة حتى أصبحت تقف خلف احد أبواب الشرف المفتوحة وأصبح بقدورها أن تستمع لما يجري من حديث في الداخل ))
شعر جيمس بدقات قلبه تتسارع فبرغم انه مر أكثر من شهر على انفصالهم
إلا أنهم لم يتحدثوا عن الطلاق بعد أن رفضت ساندرا ترك العمل والخضوع لرغبته
فبدأ يشعر بالقلق فهو لا يزال يحبها بجنون استجمع جيمس شجاعته
جيمس : وما هو هذا الأمر المستعجل
جمعت ساندرا بقايا قوتها وشجاعتها المنهارة : انه يتعلق بنا و...
شعر جيمس بقلبه ينتفض : و ماذا ساندرا ؟
خرج صوت ساندرا ضعيفا ً :و... وطفل الذي احمله "نظرة ساندرا إليه فرأت المفاجأة
انطبعت على وجهه " فأكملت قائلة وقد تملكها الحزن فقد بدا لها انه غير راغب بهذا
الطفل : لا تقلق استطيع التكفل به ولكن كان من الواجب أن تعرف بأمر قدومه
" كان جيمس لا يزال صامت وعلامات المفاجأة بادية عليه , فشعرت ساندرا لوهله
انه لم يكن يستمع لها "
كانت كلمة طفل تتكرر في مسمع جيمس كأنغام الموسيقى " طفل ,,يا ألاهي أشكرك
طفلي وساندرا لن تتركني ساندرا لن ترحل عني فهناك ما يجمعنا الطفل
سأصبح أباً , طفل , طفل
قام جيمس من مكانه وجلس على الأرض أمام ساندرا وامسك بيديها : هل قلتي طفل
شعرت ساندرا بسعادة فقد بدا واضحا انه سعيد ويحاول أن يستوعب الأمر
ابتسمت ساندرا بحنان : اجل طفل , أنا احمل طفلك في داخلي وقد بغل الشهر الثاني
هل أنت سعيد جيم
كان لذهول لا يزال مسيطر على جيمس : سعيد لااا أنا في قمت السعادة أكاد أطير من الفرح
وبتردد هل استطيع أن المسه
كانت السعادة ترفرف في قلب ساندرا الحزين فسالت دمعه فرح على وجنتيها
فكم تمنت أن يفرح جيمس بهذا أطفل وان تحل مشاكلهم فقد اشتاقت إليه كثيرا
ساندرا : اجل تستطيع
وضع جيمس يده بتردد على بطن ساندرا وبدأت عينيه تبتل بدموع التي جاهد لحبسها
جيمس : ابني يرقد هنا طفلنا حبيبتي يرقد هنا لا اصدق
ثم صمت وكأنه تذكر شيء ما : لن تتركيني , لن تحرميني من ابني قولي انك لن ترحلي
من هنا ولن تتركيني مرة أخرى أنا احبك ساندرا بل مجنون بحبك لا ترحلي أرجوك
احتضنت ساندرا رأس زوجها الذي وضعه في حجرها لخفي دموعه
ساندرا : كلا يا حبيبي لن ارحل وسأبقى هنا ولن أتركك ابدآ بل سأترك التمثيل
وأتفرغ لطفلنا ولك أنت حبي فأنتم أغلى شيء في حياتي سامحني يا عزيزي
كنت خائفة أن يكون هناك شيء بينك وبين لورا اخبرني ديفيد أني قد أخسرك
فحضرت مسرعة متمنيه أن لا أكون قد تأخرت في العودة وطلب العفو
نظر جيمس إليها وقد بدا الحب واضح بهما : لم أكن لا اسمح أن تحتل واحدة أخرى
مكانك حتى لو اخترتي الطلاق كنت سأضل احبك أنتي فقط
في هذه الأثناء كانت لورا متوجهة بسيارتها إلى بيتها ودموع القهر وغضب
تسيل من عينيها بعد أن سمعت الحديث الذي دار بين جيمس وزوجته
(c)؛°¨¨°؛(c)(c)؛°¨¨°؛ (c)الجزء الرابع عشر (c)؛°¨¨°؛(c)(c)؛°¨¨°؛(c)
أيـــن أش؟؟؟
ظل المطر يتساقط في اليومين الماضيين, ولم يتوقف سوى فترات بسيطة ليعود
السحاب, ويعتصر دموعه من جديد لتغرق الأرض بسيولها التي انتشرت في كل مكان
تغسل الأرض
وفي القصر كان الوقت يمر ثقيلا يجر عقارب الساعة ببطء قاتل, في جو مشحون
بالتوتر والقلق,الأمر الذي أثار الضيق في نفس ليزا والين كثيرا, فكانتا تقضيان
الوقت بالقراءة والتنزه والعمل, وبتجهيز الطعام والكثير من المشروبات الساخنة
وإرسالها بواسطة احد أرعاة الموجودين في المزرعة, لكن هذا لم يكن كافياً, فكان
القلق يعود من جديد وهن في انتظار عودة الراعي للحصول على بعض المعلومات
عن الذي يحدث في المرعى, وعن بيير وأش ولكن الراعي كان حريصاً في نقل
الأخبار, فكان يردد في كل مره بأن كل شيء على ما يرام وينقل لهم شكر السيدان
على ما تبذلانه من مجهود وبعض الأوامر لليزا بشأن العمل.
أما لورا فكانت تقضي يومها بالكامل في القرية وتعود في وقت متأخر من الليل لتسأل
عن أخر التطورات ثم تذهب لنوم متحججة بالتعب , الأمر الذي أراح ليزا من البقاء
بصحبتها
&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&
و في المرعى كانت الأحداث تسير بسرعة, فعند وصول أش بدا يستطلع المكان حول
المرعى, برغم من غزارة المطر المتساقط وخطورة الانزلاق, لا انه واصل السير ليتفقد الوضع
بينما توجه بيير إلى الحظائر يتفقد الماشية, شعر أش بالقلق لمنظر
النهر, كان الطين ينزلق على طول مجرى النهر الذي ارتفع منسوبه, فأخذ يتسرب إلى
الأماكن المنخفضة الغارقة في بركة المطر الكبيرة ,فتوجه مباشره إلى السد القديم
ليتفقد منسوب الماء فيه, فوجده متماسكاً ومستوى الماء ليس خطراً فعاد إلى المرعى
وعند اقترابه منهم لاحظ تجمعا ًالرعاة في حظيرة الأبقار المريضة, نزلا بسرعة
من على الحصان وتوجه نحوهم, بينما كان بيير يأمرهم بسحب عدد من الأبقار النافقة
التي لم تحمل الطقس البارد والماطر بسبب المرض
أش: ما الذي يحدث ؟
رفع بيير رأسه وهو يسحب أحدا الأبقار بمساعدة العمال والمطر يبلل وجهه : كما ترى
لقد نفقت وليست هي وحدها فهناك المزيد
نظر أش إلى حيث أشار بيير, ثم توجه إلى حيث تجمعت الجثث كان عددها يتجاوز الـ 10
فشعر بالضيق أشار أش لبيير بالحضور فأتى مسرعاً : ماذا؟
كان القلق مطبوعا ًعلى وجه أش المقطب: اذهب إلى القرية وبحث عن الطبيب, وتأكد
من نتائج التحاليل, المفروض أن تجهز غداً لكن اذهب وتأكد منها واحضر معك الطبيب
عند العودة
هز بيير رأسه : حسنا , لن أتأخر
ونطلق بيير على حصانه جهة القرية
كانت الساعة الثانية فجراً عندما استلقى أش على فراشه البسيط, والمكون من غطاء
سميك يقيه من البرد, تحت شجرة كبيير تحميهم من المطر الذي خف قليلا ,هو ومجموعة صغيرة من العمال الذي تفرقوا تحت الشجر لأخذ قسط من الراحة لكن
القلق الذي استبد بأش لتأخر بيير وللوضع السيئ في المرعى والشجار الذي وقع بعد
العشاء جعل نومه متقطعاً قلقاً وزاد من خوفه نفوق الأبقار
&*&*&
برغم من أن الصباح قد حل؛ إلا أن السماء ظلت معتمه ,والغيم يطبق بكفيه الثقال
عليها ليمنع تغلغل أشعة الشمس من بين أصابعه, بينا أرسلت الرياح زفيرها لتحمل
قطرات المطر وأوراق الشجر المتساقطة في كل مكان, وزاد من قسوة الوضع أنفاس
الشتاء البارد تعلن عن قرب وصوله
وضع أش قدح القهوة الساخنة وهو ينظر باتجاه الشخص القادم ,فوقف يستقبل أخاه بيير
أش: لقد تأخرت
نزل بيير وسلم الحصان لراعي : لقد اضطررت للمبيت في القرية كان الطقس سيئاً ولم أعثر على الطبيب حتى الصباح
أش: وماذا قال عن التحاليل
هز بيير رأسه في نفس ألحظه التي اقتربت فيها سيارة جيب قديم من المكان : ها قد حضر وسيخبرك بنفسه
اقترب أش من السيارة يتبعه بيير : مرحبا دكتور ألبرت كيف حالك
الطبيب : بخير كيف حالك سيد ماكينون
هز أش رأسه محيياً: بخير ماذا عن الماشية
عدل الطبيب من وضع النظارة على عينيه : يؤسفني أن أخبرك أنها بحال سيئة
ومع طقس مثل هذه قد يسوء الأمر أكثر
أش : لقد نفق عدد منها بالأمس, هل أخبرك بيير
الطبيب: اجل, ولهذا أحظرت معي بعض ألأدوية و المضادة و العقاقير للوقاية
يجب أن نبدأ بحقن الأبقار السليمة في البداية, ومن ثم نبدأ العلاج مع الأبقار المريضة
هز أش رأسه: أفعل ما تراه مناسباً
الطبيب: حسناً أريد المساعدة من بعض الرعاة لإنزال صناديق الأدوية والإمساك
بالأبقار لحقنها