حوار هادئ مع د. عائض القرني
المشرف العام سلطان العمري
نشرت جريدة الجزيرة في الإثنين (1 – 6 – 1430 هـ) أن د. عائض القرني كتب قصيدة عن لا إله إلا الله, وأنه طلب من المطرب محمد عبده أن يلحنها.
وقال د. عائض القرني : " محمد عبده، سوف ينشد قصيدتي " لا إله إلا الله " بصوته نشيداً بلا موسيقى، ولا آلة عزف، وأحب هو أن يتوّج أعماله بها لعل الله يسقيه بإنشادها من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو رجل مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويستمع له الملايين ".
والخبر موجود في موقع الشيخ : اضغط هنا
ومن باب ( الدين النصيحة ) فإني أبعث للشيخ عائض هذه الهمسات حول هذا الخبر :
1- يا شيخ عائض! ألا يستحق محمد عبده ومن سار على شاكلته من المطربين الذين أفسدوا الشباب والفتيات ألا يستحق هؤلاء نصيحة بأسلوبك الجميل تكون على طريقة قصيدة.
2- أليس الأولى بك وبكل داعية أن يظهر البغض في الله لكل أصحاب الغناء من باب " البغض في الله " الذي هو من علامات الإيمان كما في الحديث ( أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ) . [صحيح الجامع: 2539].
3- عجباً لك أن تجعل ذلك الفنان الذي ملأ الدنيا بأغاني الفجور أن يؤدي قصيدة عن التوحيد الذي هو أعلى مقامات العبودية, وكان الأولى بك أن تهديها للخطباء والدعاة لتكون زاداً لهم على المنابر وفي المحاضرات.
4- يا شيخ عائض! ألا تخشى من هذا التساهل أن يقودك في المستقبل إلى القرب من مبدأ " التصوف " الذين من سماتهم التعبد بالألحان والرقص.
5- ويزداد عجبي من هذا التساهل الغريب مع رجالات الفن الذين لا يخفاك ماذا صنعوا في تاريخنا من دعوة للرذيلة عبر كلماتهم وألحانهم وأعمالهم.
6- ماذا لو طلبت منك يا شيخ عائض مطربة أن تكتب لها قصيدة عن الحجاب والحياء لكي تلحنها بدون موسيقى وآلات عزف, هل ستوافق أم لا؟.
7- يا شيخ عائض! إنك ممن يراك جمهور الناس " قدوة " فاتق الله أن يظهر منك هذا القرب من أهل الفسق, وكان الواجب أن يراك الجمهور في صف الدعاة الذين يواجهون تيار الغناء بكل أساليب الدعوة المشروعة.
8- قولك في رسالتك " ويستمع له الملايين " هل معنى ذلك إقرارك له على ما يصدر منه؟ أم أن هذه تزكية له وثناء على هذا الجمهور لذلك المطرب؟ أم أن هذا سكوت منك على جريمة الغناء؟ أم أنك ترى أن الغناء فيه خلاف ولا بأس من سماعه؟ أم ماذا تقصد من إطلاقك لهذه العبارة؟.
9- قولك: " لعل الله أن يسقيه بها من حوض النبي صلى الله عليه وسلم " نحن لا نكفر ولا نقنط الناس من رحمة الله تعالى, ولكن أليس في سهولة عبارتك وكبير رجائك نوع من التساهل في جانب الإفساد في الأرض وأنه مع قليل من العمل قد ينال الإنسان الرحمة الواسعة من الله تعالى.
وبالتالي لو جاءنا رجل له مجال كبير في الدعوة للرذيلة والإفساد والدعوة الغير صريحة للزنا عبر مقاطع الفيديو كليب وكلمات الغناء الفاحش التي تحرك الغرائز, فيا ترى هل نقول لهذا المفسد: إن تلحين قصيدة عن الله كفيلة بمحو الخطايا والذنوب؟.
10- لعلك تفرق يا شيخ عائض بين الفاسد والمفسد, وفرق بين صاحب الذنب الذي يقع فيه وهو يعرف خطأه وعظيم جرمه, وفرق بين من يدعو للفاحشة بطريقة غير مباشرة, ويحيي ليالي الناس باللهو والغناء والسهر على المحرمات.
11- أليس من محفوظاتك يا شيخ عائض ما قاله ابن مسعود : " الغناء بريد الزنا ". وقول الفضيل بن عياض: " الغناءُ رقيةُ الزنى " ، وما قاله يزيد بن عبد الملك : " يا بني أمية! إيَّاكم والغناء فإنَّهُ يُذهبُ الحياء، ويزيدُ في الشهوة، ويهدمُ المروءة، وإنَّهُ لينوبُ عن الخمر، ويفعلُ ما يفعلُ السكر ".
12- بصراحة يا شيخ عائض: لو سألك محمد عبده عن حكم الغناء فما هو جوابك؟ ولو قال لك: ماحكم الفيديو كليب؟ فما هو جوابك؟! إن كان " الجواز " فهذه مصيبة, وإن كان " لا " فكيف تتعامل مع من حياته في هذا العفن الفني بكل صوره وأشكاله.
13- إن الدعاة والعلماء قادة الأمة وأفعالهم ملاحظة, والتاريخ يسجل فاختر موقفاً تحب أن يسجله التاريخ.
14- إن الواجب على العلماء أن يقفوا في وجه المنكرات وأهلها ويبينوا للأمة الدواء والمخرج من كل الفتن والمصائب.
15- إن منصبك يا شيخ عائض يستوجب أن تتقي الله في كل ما يصدر عنك وتضع له دراسة قبل أن يخرج.
16- إن موقفك هذا مع محمد عبده يفرح الأعداء والمخالفين والعلمانيين؛ لأنهم يرون فيه قرباً منهم ومما يحملون، وهذا القرب له ضريبة كبيرة ستعرفها بعد حين.
17- إن فتاوى العلماء بتحريم الغناء وفسق أهله يستوجب هجر كل مطرب وداخل في هذا الفن إلا إذا استوجبت المصلحة القرب لأجل المناصحة.
18- إن مواقف العلماء على مر الزمان واضحة في العناية بالثوابت والحرص على الاعتزاز بالدين وعدم تعريضه أو تعريض أهله لأسلوب التمييع.
وختاماً: يا شيخ عائض! رويداً رويداً, وكن شجاعاً في الثبات على الحق.