إبراهيم الحضراني
الشاعر اليمني الكبير إبراهيم بن أحمد بن محمد الحضراني، ولد في خربة أبو يابس في محافظة ذمار في السنة الميلادية 1917م على الأرجح ويقال 1918م، والده العلامة الكبير والراوية الأديب أحمد بن محمد الحضراني، لم يدخل مدارس منتظمة, ولكن درس على والده الأدب القديم, والنحو, والتاريخ, والعلوم البلاغية والشرعية, ثم أقبل على الكتب المترجمة فقرأ الآداب العالمية, واتصل بكبار الأدباء والشعراء العرب واستفاد من اتصاله بهم، عضو الوفد اليمني في الجامعة العربية بالقاهرة, ومستشار ثقافي في سفارة اليمن بالكويت, وفي وزارة الثقافة اليمنية، كتب عنه كثير من النقاد والشعراء, منهم عبد الله البردوني, وهلال ناجي, وأحمد بن محمد الشامي, وعبدالعزيز المقالح, كان الشاعر الكبير إبراهيم الحضراني من أوائل من قاموا على النظام الإمامي وسُجِنَ في نافع بعد فشل حركة الدستور 1948م، ويعد من أهم المناضلين اليمنيين، وكذلك المنسيين من قبل المجتمع، ولكن في عهد الأستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة السابق كان هناك بعض الاهتمام الثقافي بالتكريمات والاحتفاءات، جمع له الشاعر والأديب والمؤرخ الكبير أحمد بن محمد الشامي ديوان شعر بعنوان (القطوف الدواني في أشعار إبراهيم الحضراني)، ثم أعاد الجمع علوان مهدي الجيلاني في كتاب بعنوان (ديوان إبراهيم الحضراني)، توفي الشاعر الراحل إبراهيم الحضراني في العام الميلادي 2007 وقد طُبع كتاب يتناول سيرة حياته وبعض كتابات الكُتّأب عنه، بعنوان (الحضراني يعانق الخلود). ومن قصائده
حبُّكِ ما أَقْوى, وما أعمقا قد علّم الأشياءَ أن تنطِقَا
قالت لي الصخرة: لا تنسه وكيف أنسى حبي الأسبقا
والنهر لما جئته مفرداً.. يسألني عن موعد الملتقى
والروض حتى الروض ما لم تكن بجانبي ينظرني محنقا
نسْمته في مسمعي عاصف وزهره يوشك أن يحرقا
والعطر يأبى كلما رمته من غير أنفاسك أن يعبقا
علمت ما حولي حديث الهوى وكيف يُضني قلبِيَ الشيّقا
****
الندامى; وأين مني الندامى ذهبوا يَمْنة, وسرت شآما
يا أحباءنا تنكَّر دهر كان بالأمس ثغرُه بسَّاما
ما عليكم في هجرنا من ملام قد حملنا عن الليالي الملاما
وطوينا على الجراح قلوباً دميت لوعة, وذابت غراما
سوف يدري من ضيع العهد أنا منه أسمى نفساً وأوفى ذماما
نحن من لقّن الحمام فغنى ومن الشوق عطَّر الأنساما
والندى في الرياض فيضُ دموع من جفون لنا أبت أن تناما
كم سجا الليل والجوانح هيمى بتباريحها تُناجي الظلاما