ضاري الشمري
.
.
إن للهجر عبق ٌ ، كما أن للوصل عبق ٌ ...
وكلا العبقين أزاهيره في الروح فاحت ْ.
00كما أوردت سابقاً إنه الفقد الذي
يزلزل الأرواح 00إنه كالحرمان من ماء الحياة
إنه العلم يا ضاري
بدأت أطوف به منذ فترة ليست بالقريبة
فالتطواف في عالمه ليس سهلاً ..!
وأنا ما زلت على جدران الازقة
يرسمني الشارع متاهات للذكرى
أرْعبْتَني .. هل مضت ست سنوات على أول لقاء..؟!
لم أشعر بها .. !
هل تذكرها سنوات طويلة لكنها لم تتيبس ..!!
هذا هو جمال الكلمة فحين يبتعد بنا الزمن تنهض هي كعروس تزينت بفستانها لملاقاة من تحب ..
يُخيّل لي أني أحلمْ ..!!
وقد قيل "اذا كانت أحلام الحالم لا تضرّ الناس فاتركوه يحلم كيف يشاء " !!
يا ضاري ..
سُئلت سابقاً عن سعادتي .. فجمعتها بين قوسين " .. قلت : كأنها طفل يتمنى لُعْبَة .. " !!
يا ضاري ..
لقد أغرقتني وإياك ثناءً وتسليماً ..
لقد أثقلتني في تقديمك بما تنوء به نفسي من حسن ظنك الذي أتمنى أن أستحق بعضه ..
أخي ضاري ..
يا من تصرّ أن تتنفس الحب والجمال , والصفاء والنقاء , في زمن يصرّ الكثير على جعله زمنا ملوثاً ..
أخي ضاري ..
يا من تصر على نثر الفل والياسمين والريحان في أوقاتنا المثخنة بالتعب , وفي دروبنا المزروعة
بالأشواك السامة ..
أخي ضاري ..
يا من تربُت على كتفيّ لأنهض من كبوتي وتضمد انكساراتي المتراكمة ..
أخي ضاري ..
يا من تحملت في ضميرك قضية الانتصار على إقناعي بالعودة .. التي تعشش في مخابيء لها رؤوس
وأقدام تمشي بيننا ..
أخي ضاري ..
لا أدري ماذا أقول وأنا تحت هذا الوابل من المشاعر الناصعة التي تهطل من سمائك . ربما تغضب مني
إذا قلت إن لغة الكلام تعطلت , لأنك تريدني أن أتكلم . أنا فعلا أشعر بدفء وارف يغمرني , لا أجد
تعبيراً لائقاً بالمقام وبك ..
في خضم الحيرة بسبب ما طلبت .. استدعيتُ الصمت وفرضتُ عليه إقامة جبرية فغادرني الكلام مكرها ..
وكنتَ أجود وأكرم مني .. لأنك قلت وكتبت كل ما عندك ..
أما أنا فكتبت وقلت بعض ما عندي ..!
أنت دائما تغدق القلب باللطف وتفرحه بورد قربك
فكلماتك المورقة بالحنين إلى خوالي الأيام جعلتني أستغرق في صمت مهيب يكلله حضورك البهيج هنا ..
كم أتسامق بك وبهذه المشاعر التي تجعلني أتحمل وعورة الطريق ..
شكرا لبقائك معي رغم فضاضتي أحيانا .. لكن قلبي أبيض ..
كتبتُ هنا في صفحتك
لعلها تفي ..