بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله أما بعد
أتكلم اليوم عن وظيفة تفرغ بعض المسلمين لها هذه الوظيفة المرموقة هي ما سماه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله بالوظيفة الإبليسة هذه الوظيفة الإبليسية هي تصنيف الناس بغير حق ولا برهان بين بل يصنفوا على حسب الهوى والوسواس ، وهو شغلهم الشاغل في مجالسهم ومنتدياتهم ، وعملهم الدؤوب الذي لا يحسنون غيره بإتقان ومهارة . نعم أيها المبارك فلقد بولينا في هذه الفترة بأناس شغلهم الشاغل هو التصنيف للدعاة الذين برزوا بالساحة وكان لهم الأثر العظيم على عباد الله فكم من ضال هدي بفضل الله وجهودهم وكم من ملحد عاد مؤمن بالله بفضل من الله ثم جهودهم ولكن يأبى بعض الجهال بل الحسدة إلا أن يعلن العداوة على هؤلاء متناسين حسناتهم وكما قيل إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ولكن أنى لهؤلاء أن يعقلوا هذا القول.وكالعادة أنقل لكم بعض أقوال أهل العلم فلننظر ماذا قال العلامة بكر أو زيد رحمه الله في هؤلاء .
قال رحمه الله قي كتاب تصنيف الناس بين الظن واليقين ، ص ( 7) طبعة دار العاصمة. < ولا يلتبس هذا الأصل الإسلامي بما تراه مع بلج الصبح ، وفي غسق الليل من ظهور ضمير أسود وافد من كل فج استعبد نفوساً بضراوة أراه : (تصنيف الناس ) وظاهرة عجيب نفوذها هي ( رمز الجراحين ) أو ( مرض التشكيك وعدم الثقة ) حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف ، فألقوا جلباب الحياء ، وشغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا وأضلوا .فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل ، وتدثروا بشهوة التجريح ونسج الأحاديث ، والتعلق بخيوط الأوهام ، فبهذه الوسائل ركبوا ثبج التصنيف للآخرين للتشهير والتنفير ، والصد عن سواء السبيل .
ومن هذا المنطلق الواهي غمسوا ألسنتهم في ركام من الأوهام والآثام ، ثم بسطوها بإصدار التهم والأحكام عليهم ، والتشكيك فيهم وخدشهم ، وإلصاق التهم بهم ، وطمس محاسنهم ، والتشهير بهم ،وتوزيعهم أشتاتاً وعزين في عقائدهم وسلوكهم ، ودواخل أعمالهم وخلجات قلوبهم ، وتفسير مقاصدهم ، ونياتهم ، كل ذلك وأضعاف ذلك ما هنالك من الويلات ، يجري على طرفي التصنيف الديني واللاديني > .
وقال في موطن آخر في الكتاب ص21 <فيا لله كم لهذه الوظيفة الإبليسية من آثار موجعة للجراح نفسه إذ سلك غير سبيل المؤمنين ، فهو لقى منبوذ آثم ، جان على نفسه ، وخلقه ، ودينه ، وأمته ، من كل أبواب سوء القول قد أخذ بنصيب ، فهو يقاسم القاذف ، ويقاسم البهات ، والقتات والنمام والمغتاب ويتصدر الوضاعين ، في أعز شيء يملكه المسلم عقيدته وعرضه> هذا ونكمل إن شاء الله في المرة القادمة وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
أخوكم/ muslm.1431.muslm@gmail.com