أخاله من الشهداء المبطونين
فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغرِق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ).
وروى أحمد وأبو داود والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما تعدون الشهادة ؟ قالوا: القتل في سبيل الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد ، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد ، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمْع شهيدة) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود :
" (المطعون ) هو الذي يموت بالطاعون .
( وصاحب ذات الجنب ) وهي قرحة أو قروح تصيب الإنسان داخل جنبه ثم تفتح ويسكن الوجع وذلك وقت الهلاك ، ومن علاماتها الوجع تحت الأضلاع وضيق النفس مع ملازمة الحمى والسعال وهي في النساء أكثر . قاله القارى.
( والمبطون ) من إسهال أو استسقاء أو وجع بطن .
( والمرأة تموت بجُمع ) قال الخطابي: معناه أن تموت وفي بطنها ولد "انتهى باختصار.
وقال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " وَأَمَّا ( الْمَبْطُون ) فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن , وَهُوَ الإِسْهَال . قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي بِهِ الاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن , وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنه , وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا " انتهى .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ورد في الحديث أن المبطون شهيد ، ما معنى كلمة مبطون ، وهل يدخل في معناها من توفي من تليّف في الكبد ؟
فأجاب : "المبطون قال أهل العلم : من مات بداء البطن ، والظاهر أن من جنسه من مات بالزائدة لأنها من أدواء البطن التي تميت ، ولعل من ذلك أيضاً من مات بتليف الكبد لأنها داء في البطن مميت " انتهى من فتاوى الشيخ ابن عثيمين لمجلة الدعوة .
نسأل المولى تعالى أن يرحمه , وأن يكتبه من المبطونين الشهداء , وأن يغفر له و يُعلي درجته , فمثل الأستاذ / جمال ....لا يُبكى عليه ولا على حاله فإنّما نبكي على حالنا , فقد أخبر الحبيب المصطفى أن من فضائل الشهداء شفاعتهم في سبعين من أقاربهم
اللهم تجاوز عنّا ما قدّمنا وما أخّرنا وما أسررنا وما أعلنّا , وما أنت أعلم به منّا
ونسألك بمنّك وكرمك أن تشملنا برحمتك وعفوك ومغفرتك ,وأن ترحم موتانا وجميع موتى المسلمين