قصة البرازيل الرائعة مع كأس العالم
لا احد ينكر ان الانكليز هم من اخترعوا لعبة كرة القدم لكن لا يمكن لاحد ان ينفي ان هذه اللعبة الشعبية تتحدث البرتغالية بنكهة برازيلية وتتحرك على انغام موسيقى السامبا التي تعيشها شواطىء ريو. لقد فرض البرازيليون انفسهم "ملوك" كرة القدم دون منازع وفوزهم بلقب كأس العالم 5 مرات ما هو الا تأكيد على الصفة "الملكية"، وها هم يتوجهون الى مونديال المانيا واللقب السادس نصب اعينهم كما هي الحال في كل مسابقة يشاركون فيها قارية كانت او عالمية.
ان الغرام والعشق اللذين يربطان البرازيل بكأس العالم ابديان، فيكفي السؤال من هو المنتخب الوحيد الذي شارك في النسخات ال17 السابقة؟ او من هو المنتخب الذي يحمل الرقم القياسي من حيث عدد الالقاب؟ او من سجل اكبر عدد من الاهداف في النهائيات؟ او من المنتخب الذي توج في القارة الاوروبية والاميركية والاسيوية، ليأتي الجواب واضحا ومن دون مغالطات انها البرازيل التي تملك الاغلبية العظمى من الارقام القياسية لكن رقمها الاساسي هو كرة القدم بمفهومها الجمالي والاستعراضي.
لقد الهب البرازيليون حماس الجماهير بمهاراتهم الفريدة وصبغوا النسخات ال17 السابقة بصبغتهم الخاصة ويكفي ان يتسائل عشاق الكرة المستديرة بماذا تميز مونديال 1970 فسيكون الجواب واضحا: باسطورية بيليه وتميز غارينشا وريفيلينو، او بماذا تميز مونديال 1994، فسيكون الجواب: بعبقرية روماريو وحنكة دونغا ومثابرة بيبيتو.
اما الجواب عن مونديالي 1998 و2002، فسيكون بانطلاقات رونالدو ومهاراته ومراوغاته، دون التغاضي عن لاعبين اخرين تركوا بصمتهم في "الموندياليات" مثل زيكو وسقراطيس واليماو وفالكاو، واللائحة طويلة.
والتسأول الاساسي لمونديال المانيا هو ماذا سيقدم لنا الساحر رونالدينيو؟ الجميع ينتظر "روني" بفارغ الصبر بعدما ابدع على الساحة الاوروبية مع فريقه برشلونة الاسباني حيث قاده للاحتفاظ بلقب الدوري المحلي والى الفوز بلقب دوري ابطال اوروبا ليؤكد علو كعبه واحقيته بجائزتي افضل لاعب في العالم وفي اوروبا.
ولن يكون رونالدينيو وحيدا في مشواره المونديالي هذا الصيف اذ سيرافقه في عزف موسيقى السامبا رونالدو الذي يشارك في النهائيات للمرة الرابعة (لم يخض اي مباراة عام 1994)، والى جانبه ادريانو، ومن خلفهما خط وسط يعج بالنجوم في مقدمهم كاكا لاعب ميلان الايطالي.
لقد اثبتت البرازيل انها بلد "الكرة المستديرة" شعبا ومنتخبا واندية، ولطالما نسي ابناء "السامبا" فقرهم واوضاعهم الاجتماعية المذرية لفترة 30 يوما كل 4 اعوام، عندما يكون منتخبهم الاصفر في واجهة الحدث الكروي الاعظم.
الفوز باللقب يرتدي الطابع الاجباري بالنسبة للبرازيليين، فالحلول في مركز الوصيف هو ان تكون في المركز الاول عند الخاسرين، هذا ما صرح به مدرب البرتغال حاليا ومنتخب البرازيل في مونديال 2002 لويس فيليبي سكولاري، عشية قيادته منتخب ال"سيليساو" للفوز باللقب في اليابان وكوريا الجنوبية على حساب المانيا 2-صفر.
ولم تكن طريق البرازيل وردية في بداياتها "المونديالية" اذ ودعت الدور الاول في النسختين الاوليين عام 1930 و1934، ثم اصبحت عام 1938 من المرشحين بقوة للظفر باللقب لكن جلوس الفنان ليونيداس على مقاعد الاحتياط تسبب في خروجها في نصف النهائي امام ايطاليا.
وكانت الهزيمة الامر في تاريخ البرازيل الخسارة في نهائي عام 1950 امام الاوروغواي على ارضها وبين جماهيرها في ملعب "ماراكانا" الشهير، قبل ان يولد لهم منتخب "الاحلام" الذي ضم الاسطورة بيليه والساحرين غارينشا وفافا فكان لقبهم الاول في مونديال 1958 في السويد ثم الثاني بعد 4 اعوام في شيلي.
وتطور منتخب "الاحلام" في مونديال 1970 بانضمام جيرزينيو وريفيلينو الى بيليه ليتوجوا بلادهم بلقبها الثالث على حساب ايطاليا (4-1).
عاشت البرازيل بعد منتخب "الاحلام" فترة ركود كروي في مونديالي 1974 و1978، وعادت الامال اليها في مونديال 1982 بتواجد نجوم من العيار الثقيل امثال زيكو وسوقراطيس وجونيور وفالكاو وبقيادة مدرب يشجع الاسلوب الهجومي هو العبقري تيلي سانتانا، لكن سرعان ما اطاحت ايطاليا بهذه الامال.
ولم تكن حال البرازيل في نهائيات مونديالي 1986 و1990 افضل من النسخات الثلاث التي سبقتها، ليكون مونديال 1994 في الولايات المتحدة مفتاح العودة الى العظمى ولو عبر ركلات الترجيح على حساب ايطاليا في المباراة النهائية.
واكد البرازيليون في النسخة التي تلتها في فرنسا عام 1998 انهم عادوا الى ساحة كبار المونديال ليبقوا هناك، الا ان المباراة النهائية التي جمعتهم مع البلد المضيف لم تكن على مستوى طموحاتهم لسقوطهم بثلاثة اهداف نظيفة.
ووجدت البرازيل ضالتها مجددا في مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية بفضل ثلاثيها رونالدو ورونالدينيو وريفالدو الذين قادوها للقبها الخامس.
وسيشكل رونالدينيو مع رونالدو هذا الشهر العمود الفقري لمنتخب "الاحلام" بنسخته الثانية، حسب ما يطلق عليه في الوقت الحاضر، الى جانب العديد من النجوم الكبار الذين يسعون لقيادة ال"سيليساو" الى لقبه السادس، ليؤكدوا بالتالي انهم "ملوك" الكرة دون منازع.