السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد .. ومهد الأرض وثبتها بالوتد ..
الحمد لله الذي شق البحار ,, وأعذب الأنهار ,, وخلق الليل والنهار ,,
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته المصطفين الأخيار ,,
أما بعد :
هذه مقتطفات من محاضرة قيّمة للشيخ " صالح بن عواد المغامسي " حفظه الله
بعنوان : وما قدروا الله حق قدره
يقول حفظه الله :
** الشواهد على أن العبد لا يعرفُ قدر ربه _ عــــافانا الله وإيـاكم من هذا البلاء _ :
أعظمُ ذلك :
الشركُ بالله فمن أشرك مع الله غيرهُ لم يعرف له جل وعلا قدره البتة ولهذا حكم الله
على هؤلاء بأنهُم خالدون في النار لا يُمكن أن يخرجُوا منها حتى إذا استسقُوا إنّما
يُسقون ماءً حميما وعلى هذا فالشركُ باللهِ جل وعلا كما بيّنّا آنفا مفسدةٌ لا تعدلُها
مفسدة
رتب الله جل وعلا عليها أربعة أُمور : ــ اثنان في الدُنيا واثنان في الآخرة ــ
قال الله جل وعلا ( لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعُد مذموماً مخذولا ) هذا في الدُنيا .
وقال بعدها بآيات ( فلا تجعل مع الله إلهاً آخر فتُلقى في جهنّم ملوماً مدحورا ) .
فهذهِ الأربعة رتبّها الله جل وعلا نكالاً على من أشرك بهِ .
فإذا انتهينا ممّن تلبس بالكُفر يأتي دونهم من عرف قدر الله من حيث الأصل
ويأتي عُصاة المؤمنين الذين ما قدروا الله جل وعلا حق قدرهِ لكنّهم لم يخرجوا
عن دائرة الإيمان ...
ومن القرائن على هذا نسأل الله لنا ولكـم العافية :
قســــوةُ القلب .
تكبُر على الخلق .
البُعد عن قيام الليل .
بخسُ الناس حقوقهُم .
وظلمُ العباد وهذا تبعٌ للأول ، فبخسُ الناس حقوقهم وظلمهُم من أعظم الدلائل
على أن العبد لا يعترف بسُلطان اللهِ جل وعلا عليه .
المُجاهرة بالمعاصي ، يقولُ اللهُ موبخاً من عصاه ( ألم يعلم بأن الله يرى )
اليأس من رحمة الرب تبارك وتعالى .
القنوط من روحهِ جل وعلا .
هذهِ وأضرابها - أعتذرُ عن التفصيل فيها - تدلُ من حيث الإجمال
على أن العبد ما عرف قدر ربهِ تبارك وتعالى ...
أيها المؤمنون :
كُلنا نملكُ أشياء لا يلبث أن تنفذ , والله جل وعلا وحدهُ من لا تنفذ خزائنهُ
وحريٌ بعبدٍ نفذت خزائنهُ أن يسأل رباً لا تنفذ خزائنهُ .
الإلحاحُ على الله جل وعلا في الدُعاء وانقطاعُ العلائق إلى الرب الخالق جل جلالهُ
وأن يجمع الإنسانُ شتات أمرهِ ويضعها بين يدي اللهِ وأن يفزع الإنسانُ إلى ربهِ
في المُلمّات مع شُكرهِ تبارك وتعالى في حال السراء قرائنُ عظيمة على أن العبد
يعرفُ ربهُ جل وعلا .
**(( فاللجوء إلى الله تبارك وتعالى واستغفارهُ وكثرةُ التوبة
تُعين على طاعة الرب جل وعلا ))**
وهذهِ فائدةُ نختمُ بها :
ذكر القرطبيُ رحمه الله :
أن الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم وأرضاهم اجتمعوا يتدارسون القرآن
** فقال الصديق رضي الله عنه وأرضاه لقد قرأتُ القرآن كُله من أولهِ إلى أخرهِ
فلم أرى آيةً أرجى من قول الله ( قُل كلٌ يعملُ على شاكلتهِ )
ثم قال الصديق قال فإن شاكلة العبد العصيان ولا يُشاكلُ الرب إلا العُصاه
أي أن الله جل وعلا حقيقٌ بهِ أن يغفر كما أن العبد عُرضة لأن يعصي الله جل وعلا ..
** فقال عُمر رضي الله تعالى عنه لقد قرأتُ القرآن كلهُ من أولهِ إلى أخرهِ
فلم أجد آيةً أرجا من قول الله
( حم * تنزيلُ الكتاب من الله العزيز العليم * غافر الذنب وقابل التوب )
قال إن الله قدّم غُفران الذنوب على قبُول التوبة ...
** قال عُثمان رضي الله عنه وأرضاه قرأتُ القرآن كلهُ من أولهِ إلى أخرهِ
فلم أجد آيةً أرجا من قول الله تعالى
( نبىء عبادي أني أنا الغفُور الرحيم )
**وقال عليٌ رضي الله عنه وأرضاه و قرأتُ القرآن كُله
فلم أجد آية أرجا من قول الله
( قُل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفُسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعاً )
قال القرطبيُ رحمه الله بعد أن حكى هذا الخبر والأقوال الأربعة قال :
وأنا ــ أي القُرطبي ــ وأرجا آية في كتاب الله قول الله
( الذين آمنوا ولم يلبسُوا إيمانهُم بظلم أُولئك لهم الأمنُ وهو مهتدون )
ومن أراد الإستزادة من الموضوع فهذا الرابط للمحاضرة كاملة
http://www.liveislam.net/browsearchi...?sid=&id=33844
والله يجزاك كل الخير يانور الاسلام ..وجعل ماقدمت بميزان حسناتك..
واعتذر عن الاطالة......بارك الله لنا ولكم في القران العظيم