اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > :: المنتدى العام ::
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-2011, 03:49 AM   رقم المشاركة : 1
رباب
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية رباب
الملف الشخصي






 
الحالة
رباب غير متواجد حالياً

 


 

طفوله وهم




،

نُولد دون أن نتخذ قراراً في ذلك ، نبكي دون أن يُسمع صوتنا ، نتوّجع ونبكي ونكبر
فقط لأننا أطفال ، أنا سأخبركم بماذا أشعر ، ومَن أكون وإلى مَن أنتمي.
لكن هل لي أن اطلب منكم أن توصدوا أبواب البُكاء..؟
لا أُريد شفقة من أحدكم ولا يُعجب أصدقائي أن تدعوهم بالمساكين.
نحن أطفال / هم
وهذه حكاياتنا.





،
هذا أنا ، وأحلامي القصيرة لم يخلقها الله مشوّهة أو عقيمة ، لكنني وُلدت لأرضع من ثدي الحُزن
لم أُذنب بحجم جريمة والدي ، هو من جاء بي إلى هذه الحياة وأنا أجهله.
أيها الصغار في عمري ، لاتبكوا بعد أن تُولدوا فأنتم تُحملون لتوضعوا من فوق صدور أمهاتكم
أما أنا فكنت أنام على رصيف شارع ممتلئ بالغبار ، أتدثر بصفيحة من القرطاس والخوف ينهش جسدي.
يا أبي الذي لاأعرف شيئاً من تفاصيل وجهك ، لاأعرف شيئاً عنك سوى أنكَ وهبتني هوية اللقيط لأُنادى بها
أنا اتوسّد حسرتي الآن وأبكيك .
صدّقني لا أشعر بأنني غريب ، لأنك لاتعلم أن الله قريب وأن فمي ممتلئ بالصراخ ولا أتذكر أنني فعلت
سألوني ، إبن مَن أنت..؟ وفي أي منزل تقطن..؟
هل تعلم ماكان جوابي..؟
لم أتبرأ منك كما فعلت بي.. بل أخبرتهم أنك جئت بي لتقذفني في شوارع الحُزن بلا أقدام.
أجبتهم وأنا أبكي حسرة على ماتفعله بنفسك..
فوالله ياأبي الذي لاأعرفك.. لن أغفر لكَ حتى وإن غفر الله لك.








الصورة تم تصغيرها تلقائيا . اضغط على هذا الشريط ليتم عرض الصورة بحجمها الأصلي. حيث أن ابعاد الصورة الأصلية هي 652×430.

،
لاتندب حظك ياصديقي..
فأنا سُلبت من حُضن أُمي ، كبّلوا أيدي الفرار بي
شردوا الأمن في صدري ، أوصدوا أبواب الزنزانة على روحي
حتى أكون عبداً لـ امراة :
هي زوجةٌ لـ أبي ، أقدامُها هي منامي
و شرابُها دمعي ، و أبناؤها بنو الأحلام بـ دمي !
أنا :
ذلك الذي مضى يبني نفسه من مُكعبات سُكر !
تدهورة إلى أن أصبحت حبَّات قهوةٍ مُره ، لا تعرف لـ أُمها محلا . . .
إلى أن أصبحت رُكاماً باكي
يلتقط السمع تارةً و تارةً اخرى يُرمم
دمه كي يبكي من جديد . .
لـ أبي لستُ كارهاً ، و لستُ ممن يبني في ترهلات قلبة أكوام حقد
و لـ أُمي لستُ وفياً كذلك !
أنا مُشردٌ تائه ، في يدي وشمة سلاسلٌ قد كبلوا يداي حتى تجرحت / !
و دماؤها سردت تفاصيل بُكائي ، و بُكائي حائدٌ عن مسامع والدي !
لا تبكوا ، فـ بُكاء شقائي لم يُشفي أوجاعي . . .













،
ياصديقاي.. ماعاد الثوّار أولي بأس شديد..
لاتُثيرا من حولي شعب الحنين فأنفجر ، أنا أُشبه قنبلة نووية..
إن كنتما تشتكيان من وجع الحياة فماذا أقول أنا..؟
وجبة افطاري في الصباح دبابة تدهس ، ووجبة الغداء طائرة تقصف ، ووجبة العشاء لغم ناسف.
أنا رضيت بأن لا أملك إلا أمي ، ولو كان الأمر عائداً إليّ ، لتخليّت عنها كي لايستثير الفقد بكائي.
لاتبكوا على مالم تجدوا ، لأنني بكيت على مالم أفقد.
سأربط من حول خصري هذا الحزام وأصرخ بأعلى صوتي في وجه العدو..
سأرسم بقلمي خوفاً أرميهم به ، فلستُ صديقاً لأحصنة طروادة كي أمتهن أساليبها الملتوية..
ولستُ بنبي أحمل قول الله ، ولستُ بكاهن كي أتعرّى من نفسي..
أريد حجراً يا أرضي ، ولتخبري أصدقائي في الأعلى أنني لم أبكي..
أنا جائع للفرح ، لكنني شبعت من أكل الصبر المُر..
سأسير يارفاق وأضرب بحجر من سجيل حتى يأخذ الله مايُريد.





،
لا أعرف كيف تُحمل خُطاكُم ، لا أعي كيف تُمسكوا بـ أكوابكُم ،
لا أُدرك كمية الوجع في صدور أُمهاتِكُم / . . / ولا أُجيد كذلك فهم تعرجات جبين والدي !
أستمع أنا لـ نياحكُم / !
لا تُحدقوا النظر بـ أطرافي ، لا تدمع أعيُنكُم فوق أقدامي ‘
أستمع لـ صُراخه في وجهها فاقداً لـ عقله ، وهو يشرب من سُمه !
أستمع لـ / ضرب كأسه ، و تتساقط رائحة عفن خمره ، فأرسُم سُخريته مني ..
لا تبكوا !
فـ البُكاء لم يعُد كافياً لأن نهرب !
اصبحت في كُل ليلةٍ أنام فوق دماء أُمي ، و يُدثرنا سياطٌ كان خادشاً لـ جلدها ،
و أناملٌ قد حملته !
سألويها يوماً و أشرب دماؤها ، سأمتصُها ، و أُعيد الدمع لـ أُمي ،
سأرسُم من سُخريته ثُغراً باسماً لها !
لا تيأسوا يا اصحاب ، فلا أحد مِنهُم يمتلك شُروق صباحنا !
غشّوا أمانيكُم في الصدور !
فـ صدري / ضاق من رصاصٍ خبأتُه لـ وجهٍ ما زادني إلا حسرةً و نداما !
أما قلبي / فـ رُكام حُقده سيتفجر يوماً لـ لأمحو من إغتال أُمي بـ يداي !
و الجسد عندي لا قيمة له !
فـ إني لا أعرف كيف أُحرك أقدامي ، ولا كيف أقذف الرصاص بـ وجه والدي
أرأيتُم :
إنتهيت كـ ركام حُلم ، قبل أن تُبنى أحلامي ..










،
مهلاً.. كيف تتناوب حناجركم بالصراخ واحدة تلو الأخرى دون أن أفعل
ألستُ أنا صديقة حُزن قديمة..؟

بل أنا أكلت من علقم العُمر ماهو أقسى ، مم**ة ، حزينة ، وتائهة.

طائفة من مدينة يقطر منها الغضب بعد أن أصبح الحقد يلطّخ جدائلي خصلة خصلة.

لم أفعل أكثر من كوني طفلة بريئة..

أنا ضحية شهوة ليت الله لم يخلقها ، أو ليت الموت أخذني قبل أن اسقط على فراش الإنكسار.

كنت أمشي إلى أُختي الكبرى لأخبرها بأنني لم أعُد تلك الطفلة البيضاء..

تعثرت بعجزي عن السير وسقطت، عُدت لأمشي لكنها لم تتكمل لأكثر من خطوتين فعُدت لأسقط

بكيت أمام بابها طويلاً إلى أن رأت ظليّ المكسور..

كانت تُحاول أن تغرس في صدر بكائي سكاكين الإطمئنان..

حتى أنهيت ليل البكاء بحسرة على ماأصبحت الآن به.

لم يبقى لي غيرك ياإلهي كي ينصفني منه.

فيا الله، أنت تعلم أنني لم أرتكِب مايجعلني ساقطة ، ولم أرتفع إلا بحبي لك..

ويا الله، أنت تعلم أنني لم أكُن أكثر من كوني طفلة إغتصبها حقير زاني، فلم يترك لها بالأرض سوى الموت المعلّق.

ويا الله، أنت تعلم أنني لم أكن أرى في وجهه إلا صورة أبي ، لكنه أسقطني في بئر خداعه وانتهك قداسة طفولتي..

ماذا أفعل يا الله بعد أن أصبحت طفلة غير قابلة للحياة ، كل ذنبها أنها كانت تظن بأن كل الرجال اباء.












،
أنا أحفظ القرآن كاملاً ، وأتذكر بأن أمي كانت تقول لي سأمنحك مقابل كل جزء تحفظه هديّة.
حفظت 29 جزء من القرآن لكن الجزء الأخير كنت أحفظه بمكان مختلف..
مكان ممتلئ باللون الأبيض ، أتذكّر أنها قالت بأنه مكان قد خُصّص للمصابين بالسرطان..
وكأن الحياة تركتها لي هدية أخيرة ، ربما يظن البعض أنني أبكي مثل اصحابي السابقين..
لكنني أبتسم وأنا سعيد جداً ، فالله لم يختارني لهذا الإمتحان إلا لأنه يعلم أنني متميز عنهم جميعاً ، هكذا كانت تخبرني أميّ..
أما الآن قد صبحت أكثر تميّزاً ، هل تصدّقون؟؟
أعلم أنكم لم تصدّقوا ماقلته، لكن أنصتوا لأخبركم ماتميّزت به:
أولاً : جميعكم تملكون فوق رؤوسكم شَعر كثيف ، إلا أنا، لا أملك إلا رأس مستدير فارغ كما يُسميني صديقي (أصلع).
ثانياً : أنتم تخافون في البحر من السرطان ، أما أنا فأحمل بداخلي سرطان لم أخاف منه.
ثالثاً : أنتم لاتمتلكوا هدية الأجر في الصبر عليه ، بينما أنا سأناله بفضل الله ورحمته.
رابعاً : عندما تتعرضون في المستقبل إلى الآم لن تتحملّوها أما انا فسأكون قد إعتدت على هذا الألم.
خامساً : أنتم تبكون على حياتكم التعيسة ، أما أنا فلا أبكي إلا على الموت ، في حال أخبروني بأن أحد اصدقائي المصابين في المستشفى قد مات
بالإضافة الى أن أمي قد أخبرتني بأنني سأكسب في كلا الحالتين ، فإن كنت أقوى منه غلبته وشُفيت منه..
وإن كان هو أقوى من جسدي سأذهب لأبي في السماء لأنه كان مثلي قبل أن أكبر.






رد مع اقتباس
قديم 09-12-2011, 04:10 AM   رقم المشاركة : 2
أبو الوليد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أبو الوليد
الملف الشخصي







 
الحالة
أبو الوليد غير متواجد حالياً

 


 

.






سلمت على الطرح المميز


و الله يعطيك العافية






::

وفقكم الباري

.. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. ..

لآ إله إلا أنت .. .. سبحانكـ .. إني كنت من الظالمين .....!!







رد مع اقتباس
قديم 09-12-2011, 09:10 AM   رقم المشاركة : 3
صانع الإبداع
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية صانع الإبداع
الملف الشخصي







 
الحالة
صانع الإبداع غير متواجد حالياً

 


 

؛
الله يعطيك العافية على موضوعك .ْ.







التوقيع :
( أذكر الله يذكرك )
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



رد مع اقتباس
قديم 09-12-2011, 01:45 PM   رقم المشاركة : 4
الدووووخي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الدووووخي
الملف الشخصي







 
الحالة
الدووووخي غير متواجد حالياً

 


 

الله يعطيك العافيه رباب على الطرح المميز ,,







التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 09-12-2011, 04:49 PM   رقم المشاركة : 5
كريم الشـمري
إعلامي مدرسة التحفيظ
الملف الشخصي







 
الحالة
كريم الشـمري غير متواجد حالياً

 


 

الله يعطيك العافية


على هذا الموضوع







رد مع اقتباس
قديم 10-12-2011, 01:47 AM   رقم المشاركة : 6
دانة الكون
مديرة المنتدى

رونق المنتدى
 
الصورة الرمزية دانة الكون
الملف الشخصي






 
الحالة
دانة الكون غير متواجد حالياً

 


 



مؤلم جداً
موضوع جداً راااائع
انتقاء مميز
الله يعطيك العافيه.







التوقيع :










.
.

رد مع اقتباس
قديم 19-12-2011, 03:53 PM   رقم المشاركة : 7
بشاش
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية بشاش
الملف الشخصي







 
الحالة
بشاش غير متواجد حالياً

 


 

سلمت على موضوعك

الله يعطيك العافية

صراحة موضوع جداًً عجبني






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 21-12-2011, 02:21 PM   رقم المشاركة : 8
سعود السهلي
إعلام
متوسطة تحفيظ القرآن الكريم
 
الصورة الرمزية سعود السهلي
الملف الشخصي







 
الحالة
سعود السهلي غير متواجد حالياً

 


 

ألف شكر لـــك









التوقيع :
لا الـــــــه الا الــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــ ـــه محمد رسول الــــلـــه
استغفر الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــه
و
الحمد الـــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــ ــــه
و
الـــــــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــ ـــــــــه اكبر

كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

رد مع اقتباس
قديم 21-12-2011, 09:27 PM   رقم المشاركة : 9
أيمن البلوشي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن البلوشي
الملف الشخصي







 
الحالة
أيمن البلوشي غير متواجد حالياً

 


 

******


سلمت على الإختيار الطيب


الله يعطيك العافية


ننتظر كل جديدك القادم والطيب




******







التوقيع :
لن يتحقق ماأتمنّاهـ وسيٌدفن ماعندي " ربّ " .. اكتُب لي خيراَ .. }

#تمنّيت ... الرّحيلَ .. !


#أيمن_البلوشي )

رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طفوله عضو ( في ضيافتنا ) غدا أجمل :: منتدى المواضيع المكررة:: 1 20-06-2010 04:57 AM
وآحلى لو يكون العمر كلـه طفوله × mύβαřαķ αlsαhli منتدى الشعر المنقول والصوتيات 12 15-12-2009 02:04 PM
*&*هاجـــ طفوله ــــس*&* نوني الامير :: منتدى الصور والكاريكاتير:: 9 22-03-2008 10:59 PM
انما الحياة طفوله - طفلونه - طفلة المطر :: منتدى الرسم والتصميم والفلاش:: 4 18-05-2005 07:37 AM
طفوله لمسات :: منتدى الرسم والتصميم والفلاش:: 12 15-05-2005 03:44 AM



الساعة الآن 06:39 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت