هناك نكهات جديدة يجلبها مطعم «البوسفور» لمدنية نيويورك من خلال خلاصة وافية من الأطباق التي تعكس تقاليد الطهي واسعة النطاق في المناطق التي كانت ذات يوم جزءا من الإمبراطورية العثمانية الشاسعة.
والتنوع الرائع الذي يتميز به المطبخ التركي هذه الأيام هو نتاج قرب تركيا من الكثير من المجاري المائية والبحار ونتاج مناخها اللطيف، الذي ينسب له الفضل في كثرة عدد مواسم الحصاد في تركيا خلال العام؛ حيث أشار أحد أصدقائي من الأتراك، ذات مرة، إلى أن تركيا مكتفية ذاتيا تماما في مجال الزراعة؛ فهي تنتج كل شيء باستثناء الأناناس.
وتعكس الأطباق التي يقدمها مطعم «البوسفور» هذا التنوع الكبير، كما تحقق ما يدعيه المطعم من أنه يقوم بإعداد طعام صحي؛ حيث يتم طهي الأطعمة المتنوعة في زيت الزيتون، إلى جانب استخدام الفاصوليا والزبادي، ومجموعة كبيرة من الخضراوات، مثل الباذنجان والفلفل الحلو والكوسا والجزر والطماطم والبصل، بكميات كبيرة. وتشمل قائمة الطعام المأكولات البحرية ولحوم البقر والضأن، التي يفضلها الكثيرون، مثل الكباب المشوي.
ويعد مطعم «البوسفور» مكانا مريحا لتناول وجبة خفيفة بعد انتهاء ساعات العمل، أو لتناول المشروبات أثناء قضاء المرء أمسية مع أصدقائه؛ حيث يقع المطعم بالقرب من محطة قطار بلدة هارتسديل، كما يعد التنوع الكبير في الأطباق المقدمة ميزة للزبائن الذين يحبون المذاقات المتنوعة.
وقد أخذنا أنا وضيوفي نتسلى بأكل شرائح خبز البيتا المغطاة بمعجون الزيتون الرائع، أثناء استعراضنا لقائمة الطعام، التي يمكن استخدامها أيضا بشكل فعال في تناول الأطباق الأولى الباردة، مثل طبق سمك الرنجة والبطاطس المهروسة ذات اللون الأصفر الشمعي، وطبق السبانخ السائلة المكونة من مزيج من الزبادي شديد السمك والسبانخ وقطع الجوز، وطبق زبادي الـ«كاساك» التركي الذي يشبه طبق زبادي الـ«تزاتزكي» اليوناني. والسلطات التي يقدمها المطعم تعد من السلطات التركية الكلاسيكية، مثل سلطة «القدس» الممزوجة بالطحينة، وسلطة اللوبيا البيضاء المخلوطة بالبيض، وسلطة «الراعي»، التي تعد من ضمن السلطات الرئيسية.
وتشمل أطباق المقبلات الساخنة المفضلة ثلاثا من فطائر الكوسا بالزبادي ذات المذاق اللاذع، وبلح البحر المقشر الذي تم وضعه في أسياخ وشيه بعد ذلك على شواية وتقديمه مع نوع من الصلصة الروسية (مذكورة في القائمة على أنها صلصة ثوم)، وقطع صغيرة من الزلابية المحشوة بلحم البقر التي تسمى «بيلميني» والمغطاة بملء ملعقة من القشدة الحامضة، التي تتميز بطعمها الشهي.
ولا تسبب القشدة الحامضة، في رأيي، أي ضرر؛ حيث إنها يمكنها غالبا أن تعطي مذاقا طيبا لبعض الأطعمة التي تبدو غير مطهية جيدا، لكنها لم تستطع أن تفعل شيئا لإنقاذ وعاء من حساء «البورش» يفتقر إلى النكهة والجودة؛ حيث كان البنجر الموجود بالحساء مترهلا ورقيقا مثل الأنسجة، بينما كانت المرقة ضعيفة وقليلة السمك كالماء. كما كانت هناك مقبلات أفضل من بوريك (جُلاش) البسطرمة، وهو عبارة عن أربع طبقات من الجلاش الملفوف بعناية والمحشو بالبسطرمة والجبن.
وعلى الرغم من أن بعض رواد المطعم سوف يرغبون في تجربة أكثر من طبق من الأطباق الرئيسية، فإن الكثير من عشاق لحم الضأن سوف يجدون قائمة متنوعة من أطباق الوجبات الخفيفة؛ حيث أحاطت مكعبات قطع كباب لحم الضأن، التي طلبنا أن تكون متوسطة الطبخ ونيئة بعض الشيء، والتي تمت إزالتها من الأسياخ، بكومة من الأرز الأبيض والفلفل الأخضر والطماطم المشوية، بينما سرقت إحدى الخضراوات الأضواء في طبق «هانكر باجندي»؛ حيث كانت قطع كبيرة من لحم الضأن المطهي موضوعة فوق طبقة من الباذنجان المهروس الدسم الذي لا يقاوم.
ومن الأطباق الأكثر ألفة التي يقدمها المطعم طبق «إسكندر» (شاورما)، الذي يحتوي على شرائح لحم الضأن واللحم البقري المشوية عموديا، والمكدسة فوق الزبادي وخبز البيتا، لكن طبق كباب دجاج «أضنة»، المكون من خليط من الدجاج المفروم والخضراوات، والموضوع في أسياخ، ومقسم إلى رغيفين طويلين، كان غير حريف وجافا على نحو غريب. وعلى العكس من ذلك كان طبق «المسقعة» طيب المذاق، خاصة مع كثرة الخضراوات اللذيذة الموجودة به والموضوعة فوق طبقة من شرائح البطاطس المقطعة والمغطاة بطبقة من جبن «بيكورينو رومانو» الإيطالي المبشور.
وعلى الرغم من أن طبق «كباب السلمون» يعد طبقا مبتكرا، فإنه لم يكن مطهيا بشكل جيد؛ حيث لم يتم طهي سمكات السلمون الأربع، الطازجة والملفوفة في ورق العنب الذي يشبه الجلد، بشكل متكافئ على الشواية، مما جعل اثنتين منها نضرتين والاثنتين الأخريين جافتين، وذلك بعكس طبق شرائح سمك الـ«برانزينو»، التي كانت رائعة ويمكن الاعتماد عليها بشكل أكبر.
ولم يقدم لنا المطعم قائمة مطبوعة بأطباق الحلوى؛ حيث تلا علينا النادل أسماء بعض الأطباق، ولكن لم يكن من بينها أطباق نرغب في تذوق عينة منها، مثل الكنافة (شعيرات العجين بالمكسرات)، بسبوسة (كعكة غارقة في الشربات) وخازندبي (حلوى حليب مشابهة للكريم كراميل)، وهي كلها أطباق لاحظنا وجودها في قائمة الأطعمة الجاهزة، وقد استقر قرارنا في النهاية، بعد مناقشات عقيمة أعقبت طلبنا «خازندبي» - وهو الطلب الذي يبدو أن النادل لم يفهمه جيدا أو أن الكميات الموجودة منه قد نفدت من مطبخ المطعم - على طلب طبق من «الكريم كراميل» المعد بشكل جيد، وقطعة من البقلاوة، التي كانت على غرار معظم الحلويات التركية، ذات مذاق شديد الحلاوة، لكن أمكنا تخفيفه من خلال تناول رشفات من القهوة التركية السميكة ذات العبق القوي، والموضوعة في أقداح أنيقة.
وعنوان مطعم البوسفور هو: 213 - 215 شرق جادة هارتسديل ببلدة هارتسديل.
ورقم الهاتف الخاص به هو: (914) 722 – 2000.
وموقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت هو: bosrest.com.
ويتميز المطعم بسقفه العالي المغطى ببلاط متعدد الألوان، وحوائطه المعلق عليها عدد قليل من الصور المشرقة، التي تعمل معا على التخفيف من هزال غرفة الطعام الواسعة، التي يمكن للمقعدين الدخول فيها بكرسي متحرك.
ويرتدي أغلب الزبائن ذوي الأعمار المختلفة ملابس «كاجوال»؛ حيث يرتفع صوت صخبهم في هذه المساحة الواسعة المفتوحة. وعلى الرغم من أن العاملين الذين يقدمون الطعام يعملون بحماس وسرعة، فإنهم ليسوا دائما على دراية، كما يقدم المطعم بعض الترفيه أحيانا من خلال بعض الرقصات التي تقوم بها راقصة شرقية، وبعض القطع الموسيقية التي يعزفها عازف كمان، وبعض الفقرات الاستعراضية لجماعة من الغجر (انظر الجزء الخاص بـ«العروض والفعاليات» على موقع المطعم على شبكة الإنترنت).
ويتراوح سعر المقبلات والسندوتشات بين 7 دولارات و12 دولارا، بينما تبلغ أسعار الأطباق المتنوعة 24 دولارا و25 دولارا، وتتراوح أسعار الأطباق الرئيسية بين 19 دولارا و28 دولارا، بينما تصل أسعار تشكيلات الشواء إلى 33 دولارا.
وتقل الأسعار بضعة دولارات في وقت الغداء أو عند شراء الطعام جاهزا. ويصل السعر الثابت لوجبة العشاء، التي تقدم من الاثنين إلى الخميس، إلى 30 دولارا، بينما يبلغ سعر وجبة الإفطار المفتوح، التي تقدم يومي السبت والأحد، 20 دولارا.
وقد كان من بين الأطباق التي أعجبتنا أثناء وجودنا في المطعم: طبق سمك الرنجة بالبطاطس، والكشك، وبلح البحر والسبانخ بالطرطور، والبلميني، وفطائر الكوسا، وشيش كباب لحم الضأن، والمسقعة، والـ«هانكر باجندي»، (لحم الضأن وهريس الباذنجان)، وشرائح سمك الـ«برانزينو».
وأيام ومواعيد الوجبات التي يقدمها المطعم هي كالتالي:
الغداء: من الظهيرة إلى 3 مساء (الاثنين إلى الجمعة).
العشاء: من 5 إلى 11 مساء (كل يوم).
الإفطار: من 11 صباحا إلى 3 مساء (السبت والأحد).
ومن الأفضل أن تقوم المجموعات الكبيرة بالحجز مقدما، وكذلك من يرغبون في الذهاب إلى المطعم في نهاية الأسبوع. ويوفر المطعم خدمة لركن السيارات خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث توجد ساحة كبيرة لوقوف السيارات بالقرب من المكان.
* خدمة «نيويورك تايمز»