قاطرة سكة حديد الحجاز في المدينة في عشرينات القرن الماضي
قال رئيس بلدية العقيق المهندس حمزة جعفر سبيه إنه تم هدم جسر سكة حديد الحجاز بوادي العقيق في المدينة بالكامل بناء على تعليمات أمين المنطقة المهندس عبد العزيز الحصين.
وأضاف سبيه في تصريح لصحيفة "عكاظ" السعودية الاحد 28-8-2005، أن آوامر الهدم جاءت بسبب سقوط عقدتين من الجسر بعد السيول التي اجتاحت المدينة في ديسمبر/كانون الثاني 2004 إضافة إلى حوادث السقوط التي تضرر منها المشاة الذين يعبرون الجسر.
وتفاجأت إدارة الآثار بإدارة تعليم منطقة المدينة بهدم الجسر بعد أن سألتها صحيفة "عكاظ" السعودية عن الأمر، وأكد مدير الإدارة بالنيابة عبد الرحمن الخربوش أنه لا يعلم شيئا عن ذلك ولم يصل للإدارة أي شعار بالهدم.
ووضح للصحيفة أنه تابع الجسر قبل أسبوع وفقا للجولات الميدانية الاعتيادية. وأفاد الخربوش أن الإدارة ستبعث مندوبا للموقع وكتابة تقرير حول دواعي الهدم.
وقال رئيس بلدية العقيق إنه استخدم لهدم الجسر دقاقات بطريقة يسيرة تضمن سلامة الحجارة من التكسير ومن ثم رفعها إلى إدارة الصيانة بالأمانة وحفظها من الضياع.
وأضاف أن لجنة من الأمانة وقفت لمراقبة عملية الهدم والتأكد من وصول الحجارة إلى الإدارة، مشيرا إلى أن تنفيذ الهدم تم بحضور مستشار من الأمانة يحدد الأجزاء المستهدفة ويوجه بإزالتها.
وقال السكان إنهم استيقظوا نهاية الأسبوع الماضي على أصوات الكسارات والدقاقات التي اقتحمت الموقع وشرعت بهدمه ما دفع البعض إلى التجمع حولها وسؤال المهندسين والمنفذين عن سبب ذلك غير أنهم لزموا الصمت ولم يجيبوا على سيل الأسئلة التي حاصرتهم.
وبعد شيوع النبأ بدأت قوارح الأدباء والشعراء تتذكر الجسر وقال الشاعر الحجازي حسن الصيرفي بلسان حزين: إن الموقع يمثل ذكرى تاريخية مسطرة هدمه بعد مئة سنة من رسوخه، مشيرا إلى أنه من المفترض إصلاح الجزء الخرب بدلا من هدمه وأضاف أنه خطي بابيات القصيدة التي نظمها فيه أيام الصبا إلا أن ذاكرته خانته في استعادتها. وخلص للقول بعين دامعة: (لعل هناك مصلحة عامة).
يذكر أنه لا تزال هناك آثار تاريخية راسخة منذ إنشاء سكة حديد الحجاز سنة 1900 خلال قيام الدولة العثمانية وقد حظيت المدينة المنورة باحتضان محطة القطار الرئيسية بالعنبرية وجسر سكة الحديد بوادي العقيق وهي من أشهر الوديان التاريخية.