تتواصل ردود الفعل العربية والأمريكية على ضوء تداعيات الفيلم المسيء للرسول والاعتداءات الأخيرة على السفارات الأمريكية في عدد من الدول العربية، حيث طالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بضرورة وقف المساعدات الأمريكية التى تقدم لمصر وليبيا واليمن وباكستان، أو فرض قيود صارمة عليها. وفي نفس الوقت، أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية العال أنها لم تعد قادرة على مواصلة خدماتها في القاهرة، للمرة الأولى منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام ,1979 وذلك بسبب التكاليف الأمنية العالية.
ويرى الدكتور قدري سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مطالبة بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بوقف المعونة عن مصر، لن يخرج عن كونه كلاما عاديا لن يتم تجسيده على أرض الواقع، مشيرا إلى أن هذا المجلس طالب مرات عديدة بضرورة إلغاء المعونة العسكرية في السنوات الأخيرة، وأن هذا المطلب لا يشكل تخوفا على العلاقة بين البلدين، باعتبار أن المعونة الأمريكية لمصر تأتي في مصلحة الطرفين، موضحا: المعونة العسكرية الأمريكية مهمة لمصر، لكن إذا كان الثمن أن نمشي وراء الإملاءات الأمريكية، فنحن في غنى عنها. وبالرغم من الألم الذي تشعر به الإدارة الأمريكية بسبب اقتحام وإيذاء سفاراتها، إلا أن وزير دفاعها اتصل بنظيره المصري وأكد له أن العلاقة مستمرة بين البلدين، وأن ما حدث لا علاقة له بالدولة نفسها، أضف إلى ذلك، أن أمريكا تعلم جيدا أنه لو رفضت مصر مشاركتها في علاقتها الدفاعية والإستراتيجية، فإن ذلك يؤثـر على تواجدها في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهذه المعونة تأتي بالفائدة على أمريكا، لما تجنيه من أرباح لسفنها ومعداتها التي تمر عبر قناة السويس .
وفي تعليقه على مظاهرات السفارة الأمريكية على خلفية الفيلم المسيء لشخص الرسول، والتي أودت بحياة شخص من المتظاهرين وجرح المئات، يقول المتحدث: هي أحداث مؤسفة جدا لحادث جلل، واقتحام السفارة الأمريكية يعطي صورة سلبية عنا للمجتمع الدولي، لكن لا أعتقد أن يزيد الموضوع عما حصل .
وفي سؤال حول رأيه في اعتزام شركة الطيران الإسرائيلية عال وقف رحلاتها إلى القاهرة، يجيب محدثنا: ما حصل نتيجة للأحداث السيئة التي مرت بها البلاد في الفترة الماضية، وهذا غير جيد، ويجب علينا أن نبين أن نوايانا سليمة وأن يتم ذلك في إطار الثقة بين الطرفين، خاصة بعد تقلص نسبة السياح الإسرائيليين، وقس على ذلك نقص عدد السياح الوافدين إلى مصر من مختلف الجنسيات، لذا لا بد أن نظهر للعالم بأننا لسنا معتدين وأن مصر تستقبل جميع الناس، خاصة في ظل حالة التطرف الديني التي نعاني منها، لذا على الحكومة الجديدة اتخاذ الإجراءات اللازمة وإلا سنخسر علاقاتنا الشرق أوسطية والأمريكية والأوروبية، وهذه نقطة أساسية تستوجب معالجتها .
وفي السياق، استنكر قدري سعيد مطالبة بعض السياسيين بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، مبرزا أن إلغاء الاتفاقية خطوة خطيرة جدا، ولا أعتقد أن الرئيس مرسي سيختار ذلك، لأنها أعطت السلام لمصر لأزيد من 30 سنة، ولا يوجد مبرر لإلغائها، وأنا على يقين بأن موضوع العلاقات المصرية الإسرائيلية سيكون محور النقاش في زيارة الرئيس لأمريكا نهاية الشهر الجاري .