[poem=font="arial,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] يـا دارَ مَـيَّةَ بِـالعَلياءِ فَـالسَنَدِ =أَقـوَت وَطـالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ
وَقَـفتُ فـيها أُصَـيلاناً أُسـائِلُها=عَـيَّت جَـواباً وَما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ
إِلّا الأَوارِيَّ لَأيــاً مــا أُبَـيِّنُها=وَالـنُؤيَ كَالحَوضِ بِالمَظلومَةِ الجَلَدِ
رَدَّت عَـلَـيهِ أَقـاصـيهِ وَلَـبَّدَهُ=ضَـربُ الـوَليدَةِ بِالمِسحاةِ في الثَأَدِ
خَـلَّت سَـبيلَ أَتِـيٍّ كانَ يَحبِسُهُ=وَرَفَّـعَتهُ إِلـى الـسَجفَينِ فَالنَضَدِ
أَمسَت خَلاءً وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلوا=أَخـنى عَـلَيها الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ
فَـعَدِّ عَـمّا تَـرى إِذ لا اِرتِجاعَ لَهُ=وَاِنـمِ الـقُتودَ عَـلى عَـيرانَةٍ أُجُدِ
مَـقذوفَةٍ بِـدَخيسِ النَحضِ بازِلُها=لَـهُ صَـريفٌ صَريفُ القَعوِ بِالمَسَدِ
كَـأَنَّ رَحـلي وَقَد زالَ النَهارُ بِنا=يَـومَ الـجَليلِ عَلى مُستَأنِسٍ وَحِدِ
مِـن وَحـشِ وَجرَةَ مَوشِيٍّ أَكارِعُهُ=طاوي المُصَيرِ كَسَيفِ الصَيقَلِ الفَرَدِ
سَـرَت عَـلَيهِ مِـنَ الجَوزاءِ سارِيَةٌ=تُـزجي الـشَمالُ عَلَيهِ جامِدَ البَرَدِ
فَـاِرتاعَ مِن صَوتِ كَلّابٍ فَباتَ لَهُ=طَوعَ الشَوامِتِ مِن خَوفٍ وَمِن صَرَد
ِفَـبَـثَّهُنَّ عَـلَـيهِ وَاِسـتَمَرَّ بِـهِ=صُـمعُ الكُعوبِ بَريئاتٌ مِنَ الحَرَدِ
وَكـانَ ضُـمرانُ مِنهُ حَيثُ يوزِعُهُ=طَـعنَ الـمُعارِكِ عِندَ المُحجَرِ النَجُدِ
شَـكَّ الـفَريصَةَ بِـالمِدرى فَأَنقَذَها=طَـعنَ الـمُبَيطِرِ إِذ يَشفي مِنَ العَضَدِ
كَـأَنَّهُ خـارِجاً مِـن جَنبِ صَفحَتِهِ=سَـفّودُ شَـربٍ نَـسوهُ عِندَ مُفتَأَدِ
فَـظَلَّ يَـعجُمُ أَعلى الرَوقِ مُنقَبِضاً=في حالِكِ اللَونِ صَدقٍ غَيرِ ذي أَوَدِ
لَـمّا رَأى واشِـقٌ إِقـعاصَ صاحِبِهِ=وَلا سَـبيلَ إِلـى عَـقلٍ وَلا قَـوَدِ
قـالَت لَهُ النَفسُ إِنّي لا أَرى طَمَعاً=وَإِنَّ مَـولاكَ لَـم يَسلَم وَلَم يَصِدِ
فَـتِلكَ تُـبلِغُني الـنُعمانَ إِنَّ لَـهُ =فَضلاً عَلى الناسِ في الأَدنى وَفي البَعَدِ
وَلا أَرى فـاعِلاً فـي الناسِ يُشبِهُهُ =وَلا أُحـاشي مِـنَ الأَقوامِ مِن أَحَدِ
إِلّا سُـلَيمانُ إِذ قـالَ الإِلَـهُ لَـهُ=قُـم فـي البَرِيَّةِ فَاِحدُدها عَنِ الفَنَدِ
وَشَـيِّسِ الـجِنَّ إِنّي قَد أَذِنتُ لَهُم=يَـبنونَ تَـدمُرَ بِـالصُفّاحِ وَالعَمَدِ
فَـمَن أَطـاعَكَ فَـاِنفَعهُ بِـطاعَتِهِ=كَـما أَطـاعَكَ وَاِدلُلهُ عَلى الرَشَد
ِوَمَــن عَـصاكَ فَـعاقِبهُ مُـعاقَبَةً=تَـنهى الظَلومَ وَلا تَقعُد عَلى ضَمَدِ
إِلّا لِـمِثلِكَ أَو مَـن أَنـتَ سابِقُهُ=سَـبقَ الجَوادَ إِذا اِستَولى عَلى الأَمَدِ
أَعـطى لِـفارِهَةٍ حُـلوٍ تَـوابِعُها=مِـنَ الـمَواهِبِ لا تُعطى عَلى نَكَدِ
الـواهِبُ الـمِئَةَ الـمَعكاءَ زَيَّـنَها=سَـعدانُ تـوضِحَ في أَوبارِها اللِبَدِ
وَالأُدمَ قَـد خُـيِّسَت فُتلاً مَرافِقُها=مَـشدودَةً بِـرِحالِ الـحيرَةِ الجُدُدِ
وَالـراكِضاتِ ذُيـولَ الرَيطِ فانَقَها=بَـردُ الـهَواجِرِ كَـالغِزلانِ بِالجَرَدِ
وَالـخَيلَ تَـمزَعُ غَـرباً في أَعِنَّتِها=كَالطَيرِ تَنجو مِنَ الشُؤبوبِ ذي البَرَدِ
اِحـكُم كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ إِذ نَظَرَت=إِلـى حَـمامِ شِـراعٍ وارِدِ الـثَمَدِ
يَـحُـفُّهُ جـانِـبا نـيقٍ وَتُـتبِعُهُ=مِـثلَ الزُجاجَةِ لَم تُكحَل مِنَ الرَمَدِ
قـالَت أَلا لَـيتَما هَـذا الحَمامُ لَنا=إِلــى حَـمامَتِنا وَنِـصفُهُ فَـقَدِ
فَـحَسَّبوهُ فَـأَلفَوهُ كَـما حَسَبَت=تِـسعاً وَتِـسعينَ لَم تَنقُص وَلَم تَزِدِ
فَـكَمَّلَت مِـئَةً فـيها حَـمامَتُها=وَأَسـرَعَت حِـسبَةً في ذَلِكَ العَدَدِ
فَـلا لَـعَمرُ الَّـذي مَسَّحتُ كَعبَتَهُ=وَمـا هُريقَ عَلى الأَنصابِ مِن جَسَدِ
وَالـمُؤمِنِ الـعائِذاتِ الطَيرِ تَمسَحُها=رُكـبانُ مَـكَّةَ بَـينَ الغَيلِ وَالسَعَدِ
مـا قُـلتُ مِـن سَيِّئٍ مِمّا أَتَيتَ بِهِ=إِذاً فَـلا رَفَـعَت سَوطي إِلَيَّ يَدي
إِلّا مَـقـالَةَ أَقـوامٍ شَـقيتُ بِـها=كـانَت مَـقالَتُهُم قَرعاً عَلى الكَبِدِ
إِذاً فَـعـاقَبَني رَبّــي مُـعـاقَبَةً=قَـرَّت بِـها عَينُ مَن يَأتيكَ بِالفَنَدِ
أُنـبِئتُ أَنَّ أَبـا قـابوسَ أَوعَـدَني=وَلا قَـرارَ عَـلى زَأرٍ مِـنَ الأَسَدِ
مَـهلاً فِـداءٌ لَـكَ الأَقوامُ كُلُّهُمُ=وَمـا أُثَـمَّرُ مِـن مـالٍ وَمِن وَلَدِ
لا تَـقذِفَنّي بِـرُكنٍ لا كِـفاءَ لَـهُ=وَإِن تَـأَثَّـفَكَ الأَعـداءُ بِـالرِفَدِ
فَـما الـفُراتُ إِذا هَـبَّ الرِياحُ لَهُ=تَـرمي أَواذِيُّـهُ الـعِبرَينِ بِـالزَبَدِ
يَـمُدُّهُ كُـلُّ وادٍ مُـترَعٍ لَـجِبٍ=فـيهِ رِكـامٌ مِنَ اليَنبوتِ وَالخَضَدِ
يَـظَلُ مِـن خَـوفِهِ المَلّاحُ مُعتَصِماً=بِـالخَيزُرانَةِ بَـعدَ الأَيـنِ وَالـنَجَد
ِيَـوماً بِـأَجوَدَ مِـنهُ سَـيبَ نافِلَةٍ=وَلا يَـحولُ عَـطاءُ اليَومِ دونَ غَدِ
هَـذا الـثَناءُ فَـإِن تَسمَع بِهِ حَسَناً=فَـلَم أُعَـرِّض أَبَيتَ اللَعنَ بِالصَفَدِ
هـا إِنَّ ذي عِـذرَةٌ إِلّا تَكُن نَفَعَت=فَـإِنَّ صـاحِبَها مُـشارِكُ الـنَكَدِ [/poem]
للنابغة الذبياني