النيه الطيبة
لعل حسن المنطق أو سوءه، هما العاملان الرئيسان في الاتفاق أو الاختلاف بين الناس بل و بين الدول الشقيقه او الصديقه و حتى التى بينها عداوة ، فكثير من الأشياء يتوقف قبولنا لها أو رفضنا إياها على الطريقة التي تطرح بها أمامنا والصورة التي تعرض فيها علينا، و الظروف المحيطه التى تطرح فيها و لاوضح لكم وجهة نظرى دعونى انقل لكم هذا المقال
حسن المنطق يخلق حالة نفسية بديعة تهيئ الذهن لتقبل ما قد يكون صعباً قبوله، وهو في بعض الأحيان لا يقتضي أكثر من مجرد التلاعب بالألفاظ كأن تقول: «لعلي لم أوضح جيداً ما أريد قوله»، بدلاً من أن تقول: «إنك لا تفهم ما أقول»، فالعبارة الأولى تضع اللوم على الذات، أما الثانية فتضع اللوم على الآخر، وهذا وحده يجعل المتلقي لا يمانع في أن يستمع بصدر رحب إلى ما تريد طرحه.
لكن اللباقة في القول أو حسن المنطق على ما قد يظهر فيهما من بساطة، هما في الواقع ليسا كذلك، فليس بالأمر الهين أن يكون الإنسان لبقاً مجيداً للحوار، فهذه السمة هي بالدرجة الأولى هبة فطرية من الله سبحانه ، وإذا لم يكن الإنسان في فطرته ممن أوتوا
اللباقة وحسن المنطق، فلا أقل من محاولة تدريب الذات على ذلك، فالإنسان لا يكفيه أن يقول إني مخلص، أو إن نيتي طيبة، أو إني أهدف إلى الصالح العام، أو غير ذلك من المبررات التي تجعله يرتكز على أن الحق معه ومن ثم لا حاجة له إلى الكياسة أو اللباقة عند عرض أفكاره.
لو مضينا نتتبع كثيراً من الخلافات التي تنشب بين الناس، سواء في النطاق الضيق داخل الأسرة أو داخل بيئة العمل، أو على نطاق أوسع مثل ما يحدث عند التفاوض حول الاتفاقيات الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية، لوجدنا أن كثيراً من العوائق كان بالإمكان
هزيمتها والتغلب عليها لو أن المتفاوضين ملكوا قدراً أكبر من الكياسة وحسن المنطق. وهو أمر لا بد من توفره في جميع الأطراف، لأن وجوده لدى طرف واحد، هو وإن كان أفضل من عدمه، إلا أنه لا يكفي، فاتخاذ القرارات المشتركة وعقد الاتفاقيات الثنائية أو الجماعية، في حاجة إلى لباقة وكياسة جميع الأطراف.