الركن الأول: القيام مع القدرة:
والدليل قوله تعالى: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) [البقرة:238].
الركن الثاني: تكبيرةالإحرام:
والدليل حديث: {تحريمها التكبير وتحليلها التسليم}: وبعدها الإستفتاح وهو سنة: قول: ( سبحانك اللهم وبحمدك وتباركاسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك). ومعنى: ( سبحانك اللهم ) أي: أنزهك التنزيه اللائق بجلالك ( وبحمدك ) أي:ثناء عليك ( وتبارك اسمك ) أي: البركة تنال بذكرك، ( وتعالى جدك ) أي: جلت عظمتك (ولا إله غيرك ) أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله.
الركن الثالث: قراءة الفاتحة
( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )، معنى أعوذ: ألوذ وألتجئ وأعتصم بك يا الله من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي، ( وقراءة الفاتحة ) ركن في كل ركعة كما في حديث: {لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب}، وهي أُم القرآن.
( بسم الله الرحمن الرحيم )بركة واستعانة.
( الحمد لله ) الحمد ثناء،والألف واللام لإستغراق جميع المحامد وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه، فالثناء به يسمى مدحاً لا حمداً. ( رب العالمين ) الرب هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم،العالمين كل ما سوى الله عالم، وهو رب الجميع، ( الرحمن ) رحمة عامة جميع المخلوقات، ( الرحيم )رحمة خاصة بالمؤمنين، والدليل قوله تعالى: وَ( كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) [الأحزاب:43] ( مالك يومالدين ) يوم الجزاء والحساب ؛يومٌ كلٌ يجازي بعمله إن خيراً فخير وإن شرّاً فشر، والدليل قوله تعالى: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) [الانفطار:17-19]. والحديث عنه صلى الله عليه وسلم : {الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني}. ( إيَّاك نعبد ) أي: لانعبد غيرك، عهدٌ بين العبد وبين ربه أن لايستعين بأحد غير الله، (إهدنا الصراط المستقيم ) معنى اهدنا: دلنا وأرشدنا وثبتنا،و ( الصراط ) الإسلام،وقيل: الرسول، وقيل: القرآن، والكل حق، و( المستقيم ) الذي لا عوج فيه، ( صراط الذين أنعمت عليهم ) طريق المنعم عليهم، والدليل قولة تعالى: ( وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ) [النساء:69]. ( غيرالمغضوب عليهم ) وهم اليهود: معهم علم ولم يعملوا به، نسأل الله أن يجنبك طريقهم، ( ولاالضالين ) وهم النصارى يعبدون الله على جهل وضلال، نسأل الله أن يجنبك طريقهم،ودليل الضالين قوله تعالى: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) [الكهف:104،103]. والحديث عنه صلى الله عليه وسلم {لتتبعنَّ سَنَن من قبلكم حذو القذة بالقٌذّة حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه}قالوا: يا رسول الله،اليهود والنصارى؟ قال: {فمن} [أخرجاه]، والحديث الثاني: {افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت ا نصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة} قلنا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: {من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي}.
الركن الرابع: الركوع
الركن الخامس: الرفع منه
الركن السادس: السجود على الأعضاء السبعة
الركن السابع: الاعتدال منه
الركن الثامن: الجلسة بين السجدتين
والدليل قوله تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [الحج:77]. والحديث عنه صلى الله عليه وسلم : {أمرت أن أسجد على سبعة أعظم}.
الركن التاسع: الطمأنينة
الركن العاشر: الترتيب
والطمأنينة في جميع الأفعال، والترتيب بين الأركان، والدليل حديث المسيء صلاته عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: {بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل رجل فصلى فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فصلّ فإنك لم تصلّ، فعلها ثلاثاً ثم قال: والذي بعثك بالحق نبيّاً لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إذا قمت إلى الصلاة فكبرثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها}.
الركن الحادي عشر: التشهدالأخير
الركن الثاني عشر: الجلوس له
الركن الثالث عشر: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
الركن الرابع عشر:التسليمتان
والتشهد الأخير ركن مفروض كما في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه: قال: كنانقول قبل أن يُفرض علينا التشهّد: ( السلام على الله من عباده، السلام على جبريل وميكائيل )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {لا تقولوا السلام على الله من عباده فإن الله هو السلام ولكن قولوا:التحيات لله والصلوات والطيبات،السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين،أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله}.
( ومعنى التحيات ) جميع التعظيمات لله ملكاً واستحقاقاً مثل الانحناء والركوع والسجود والبقاء والدوام،وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو الله، فمن صرف منه شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر، ( والصلوات ) معناها جميع الدعوات، وقبل الصلوات طيبها، ( السلام عليناوعلى عباد الله الصالحين ) تسلم على نفسك وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض،والسلام دعاء؛ والصالحون يُدْعَى لهم ولا يُدْعَون مع الله، ( أشهد أن لا إله إلا الله ) وحده لا شريك له، نشهد شهادة اليقين أن لايُعْبَد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله بأنه عبد لا يُعْبَد ورسول لا يُكذّب؛ بل يُطَاع ويُتْبع، شرّفه الله بالعبودية، والدليل قوله تعالى: ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) [الفرقان:1] ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد )، الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى كماحكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال: صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، وقيل: الرحمة، والصواب الأول، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدميين الدعاء، وبارك وما بعدها سنن أقوال وأفعال.
( والواجبات ثمانية ):
جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وقول سبحان ربي العظيم في الركوع، وقول سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، وقول ربنا ولك الحمد للكل، وقول سبحان ربي الأعلى في السجود، وقول رب اغفر لي بين السجدتين، والتشهدالأول والجلوس له.
فالأركان ما سقط منهاسهواً أو عمداً بطلت الصلاة بتركه.
والواجبات ما سقط منهاعمداً بطلت الصلاة بتركه،وسهواً جبره السجود للسهو، والله أعلم.