يا قلب ُ ماذا فـي الفـؤاد ِ دهاكـا
أو قد عجزتَ عن احتمال هواكا ؟ !
عشرٌ من السنوات مـرّتْ دونمـا
وجع يدبُّ علـى طريـق خطاكـا
قد كنتَ يا قلبي شجاعـاً صابـراً
خضتَ البحار وموجهـا يخشاكـا
مـا للـورود تيبسـتَ أوراقـهـا
وجذورهـا لا تستطيـع حـراكـا
يا قلـبُ لا أخفيـك أنـي خائـف
هجر الحبيـب فـلا يعـود يراكـا
والفجـر يحمـل نـوره وضيـاءه
والليـل يُلقـي للفـؤاد شـراكـا
فآتيه في سجـن الليالـي حائـراً
وأظـلُّ مأسـوراً بجـرم هواكـا
ما الحب يـا قلبـي بجـرم إنمـا
جرمـي بأنـي واثـق بعمـاكـا
قالوا الهوى أعمى وعقلكَ مبصـرٌ
فتخيـر الخـلَّ الــذي يهـواكـا
فأجبتهـم : أنـي لـديّ مشاعـرٌ
وهي التي سهرتْ لكـي ترعاكـا
وهي التي قد دللتْ فيـكَ الهـوى
فـإذا بـه بعـد الـدلال عصاكـا
واختار حباً بيـن أشـواكِ الجفـا
فبـأيّ شـيء تتقـي الأشواكـا؟!
يـا قلـبُ إنـي لا ألومـكَ إنمـا
لومـي علـى ذاك الـذي أغواكـا
بثَّ العبير علـى الـورود وهزَّهـا
فتمايلـتْ ورحيقـهـا أغـراكـا
فمضيـتَ نحـو سرابهـا متلهفـاً
وظننـتَ أن الشهـد قـد يلقاكـا
فوقعتَ في الأشواك مأسوراً ومـا
ذقتَ الرحيق ولا استطعـتَ فكاكـا
يا قلبُ ماذا قد جنيتَ من الهـوى
غير العذاب .. فما جنيتَ تُراكا ؟!
أو ما سمعتَ عن الأساطير التـي
فيها العـذاب فتتَّعـظ بسواكـا ؟!
أم قد رغبتَ بأن تكون مجربـاً ؟!
إن الــذي أبكاهـه أبكـاكـا
يا قلبُ لا تأسى إذا ضاع الهـوى
فعساكَ تهوى من هـواكَ عساكـا