اغرب انهار دم منبعها استبداد الطغاة
السلام عليكم ورحمة الله
كعادتِه، جلس الجَدُّ عليٌّ على أريكته، وحولَه وتحت قَدَميه يجلس الشباب، والأطفال، والأحباب، والأصحاب، يحكي لهم حتى منتصف الليل عن رحلاته ومغامراته. كان الجد عليٌّ رحَّالة، يدَّعي أنه ليس هناك بلد على وجه الأرض لم تلمسه قدماه، ولولا سرعةُ قطار العمر لصَعِد إلى القمر؛ ليفعل به ما فعل بالكرة الأرضية. اليوم أحدِّثكم عن الأنهار؛ فطول الأنهار، واتِّساعها، ومنابعها، وروافدها، تختلف في كل بلد عن الآخر.. وشرع يحكي لجلسائه عن أدق تفصيلات أنهار الدنيا التي زارها.
قاطعه حفيده عمر:
لكننا رأينا أنهارًا لم تَرَها يا جَدي العزيز؟
الجد علي:
وما هذه الأنهار التي رأيتَها وأنتَ لم تسافر قط يا فالح؟!
أشار عمر إلى التلفاز:
هل رأيت أغرب من أنهار دم إخواننا التي تجري في كل بقاع الأرض؟!
هل تعلمون مَن أين تنبع؟
يجيب الشباب:
تنبع من استبداد الطغاة، وتآمر الشرق والغرب علينا. وما هي روافدها؟
روافدها هي صمتنا وخذلاننا لإخواننا!
هل رأيتَ يا جدي أغرب من هذه الأنهار؟!