[align=justify]
رد الكفار على طلب الإتيان بالقرآن :
قال الكفار قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال :
"وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا "
وقال بعضهم أوحى إلى وهو لم يوح إليه بشىء وقال سأنزل مثل ما أنزل الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا وقال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله "
ولكنهم لم يقولوا شىء واكتفوا بردهم هذا لعلمهم أن الله لن يعطيهم المثل زد على هذا أن القائل بإنزال مثل ما أنزل الله مجنون والسبب هو أن المطلوب الإتيان بمثل القرآن وهذا معناه الإتيان به من عند الله وليس من عند غيره لأن أى إنسان من الممكن أن يؤلف أى كلام ويقول أنه مثل القرآن وفى قدرة أى إنسان أن يفعل ذلك والتاريخ الكاذب حكى لنا أن هناك من عارضوا القرآن ومنهم مسيلمة الكذاب وطليحة والمتنبى والمعرى فى الفصول والغايات وابن المقفع فى الدرة اليتيمة وهذه المعارضات ليست إتيان بمثل القرآن لسبب بسيط –فيما لو صح أنهم عارضوا القرآن – هو أن الكلام الذى قالوه مصدره هو هم وليس الله وأما من ناحية المعارضات فى الحق فهى كثيرة جدا فكل دستور أو قانون أو دين أو مذهب أو فلسفة أو أى لفظ أخر يطلق على أى مجموعة من الأحكام هو معارضة للوحى الإلهى لأنه يخالفه [/align]