نظرات فى ديوان كل عام وأنت حبيبتى
الكتاب لنزار قبانى ويبدو والله أعلم أن موضوعات الكتاب كلها كتبت فى حب طالبة ومن الشائعات المعروفة أنه كان يحب الكاتبة غادة السمان التى كان والدها رئيسا لجامعة دمشق كما كان يحبها فى ذلك الزمان العديدون وكانت هى ومن تجالسهم من الشعراء والكتاب محور فضائح المجلات اللبنانية والسورية
ديوان نزار لا أعتبره شعرا سواء كان شعرا تفعيليا أو مرسلا لكون الشعر فى القرآن معناه الشعر الموزون المقفى ولا يجب تغيير التعريف من أجل خبل الحداثة لأن هذا التحديث المزعوم معناه أن من حق أى إنسان أن يكتب أى كلام ويقول عليه شعر ولا أحد يستطيع رده ومن يتصورون أن هذا تغيير لمعانى الألفاظ واهمون لأن معناه من حقى أن اسمى نفسى إلها أو ربا كما فعل محرفو الدين ومن حق زيد أو عمرو فى أى مكان أن يقول أنه نبى أو رسول ومن حقهم أن يعلنوا نارهم وجنتهم وهى أى شىء ينال رضاهم فى دنياهم
الموضوع الأول هو حب استثنائي .. لامرأة استثنائية:
كعادة معظم العشاق والمحبين نجد الكذب هو ديدنهم والسرعة إلى الكفر عادتهم
نزاريشبه حبه بالحواس الخمس لا يمكن أن تزيد وكذلك حبه حتى لو أراد فيقول :
"أكثر ما يعذبني في حبك ..أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر ..
وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس ..أنها بقيت خمساً .. لا أكثر .."
وهو يكذب فيقول أن حبيبته استثنائية أى امرأة معجزة وقد انتهى زمن النساء المعجزات وأخرهن مريم أم المسيح(ص) وهو يريد أن يجعل حبها الدين الرابع فيقول:
إن امرأة استثنائية مثلك تحتاج إلى أحاسيس استثنائية ..وأشواق استثنائية ..ودموع استثنائية ..
وديانة رابعة ..لها تعاليمها ، وطقوسها ، وجنتها ، ونارها
إن امرأة استثنائية مثلك ..تحتاج إلى كتب تكتب لها وحدها .."
نزار هنا يكفر بدين الله فهو سيعتنق دينا رابعا غير اليهودية والنصرانية والإسلام وهو عبادة الاستثنائية
ويعود الرجل للكذب فيقول أن اللغة والكتابة لا تقدران على التعبير عن معشوقته فيقول:
"أكثر ما يعذبني في اللغة .. لأنها لا تكفيك
وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبك
معك لا توجد مشكلة ...إن مشكلتي هي مع الأبجدية ..
مع ثمان وعشرين حرفاً ، لا تكفيني لتغطية بوصة واحدة من مساحات أنوثتك ... ولا تكفيني لإقامة صلاة شكر واحدة لوجهك الجميل ..
إن ما يحزنني في علاقتي معك ..أنك امرأة متعددة ..واللغة واحدة ..فماذا تقترحين أن أفعل ؟ كي أتصالح مع لغتي .."
المشكلة ليست فى اللغة ولا فى الكتابة المشكلة هى فى عجز نزار عن التعبير فإذا كانت عبرت عن كل شىء فى كتاب الله كما قال تعالى "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء" فمعنى هذا أن اللغة أو البيان قادر على التعبير عن أى شىء
والرجل يقر بعجزه فيقول أن رسمه لها كان من الممكن أن يكون أفضل فيقول:
"ربما كنت راضية عني .. لأنني جعلتك كالأميرات في كتب الأطفال ورسمتك كالملائكة على سقوف الكنائس ..ولكني لست راضياً عن نفسي ..فقد كان بإمكاني أن أرسمك بطريقة أفضل"
وهذا اقرار بأن اللغة الرسمية أى الوصفية عنده هى العاجزة فما دام فى إمكانه أفضل ولم يفعل فالعجز من عنده وليس من اللغة
ويعود الرجل للكذب فيقول أن كلامه ربما اقتنعت بها المعشوقة ولكنه هو لم يقتنع بما كتب فالشعر كما يزعم يأتيه من هنا وهناك ولكنه غير مقتنع به لأنه يريد شىء استثنائى فيقول:
"ربما آنت قانعة ، مثل كل النساء ،بأية قصيدة حب تقال عنك ..
أما أنا فغير قانع بقناعاتك ..فهناك مئات من الكلمات تطلب مقابلتي ..
ولا أقابلها ..وهناك مئات من القصائد ..تجلس ساعات في غرفة الانتظار ..فأعتذر لها ...إنني لا أبحث عن قصيدة ما ..لامرأة ما ..ولكنني أبحث عن " قصيدتك " أنت ..."
ويقر الرجل بعجز خياله عن تصور النيران التى يحدثها ظهور نهدى الفتاة التى لم تبلغ الثامنة عشر وكذلك ما توحى السرة فيقول:
"وعاتب على خيالي ..لأنه لم يتخيل كيف يمكن أن تتفجر البروق ، واقواس قزح ..من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامن عشر ...بصورة رسمية ..
وكان ميزان الزلازل تحت سرتك المستديرة كفم طفل ..يتنبأ باهتزاز الأرض ..ويعطي علامات يوم القيامة .."
بالقطع هذا كلام شهوانى لا يقوله رجل لمحبوبته فى كتاب وإنما يقولها فى حجرة النوم لأنه بهذا يشيع الفاحشة فى المجتمع
والرجل يعتذر عن جبنه ولا نعرف أى جبن فى رجل يتحدث حديث المخادع فيقول:
"أشعر برغبة في الاعتذار إليك ..عن غيابي الذي لا مثيل له ..
وجبني الذي لا مثيل له .. وعن كل الحكم المأثورة ..
التي آنت أحفظها عن ظهر قلب ..وتلوتها على نهديك الصغيرين ..
فبكيا كطفلين معاقبين .. وناما دون عشاء"
الرجل هنا استعمل النهدين وهما الثديين بمعنى العينين والأذنين فالتلاوة للسمع والبكاء للعينيين
وفى موضوع فى الحب البحرى يبين نزار أنه رجل يريد المتعة الجسدية فقط لا يريد زواجا وإنما زنا فيقول:
"كل سمكة تدخل إلى مياهي الإقليمية ، تذوب ..كل امرأة تستحم بدمي ، تذوب ..كل نهد يسقط كالليرة الذهبية ..على رمال جسدي .. يذوب ..
فلتكن لك حكمة السفن الفينيقية ..وواقعية المرافئ التي لا تتزوج أحدا" .
والرجل يعلنها صريحة انه لا اتفاقات بين الرجل والمرأة حتى الموت فيقول:
" ففي الحب .. لا توجد مصالحات نهائية ..بين الطوفان ، ولبن المدن المفتوحة ..بين الصواعق ، ورؤوس الشجر بين الطعنة ، وبين الجرح
بين أصابعي ، وبين شَعرِكِ بين قصائد الحب .. وسيوف قريش
بين ليبرالية نهديك ..وتحالف أحزاب اليمين !!.."
وهو هنا يعلن كفره بالزواج وبالنص القائل"ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتحد بامرأته فيصيران جسدا واحدا"
وهو يريد امرأة للحب أى للشهوة فقط وهو لا يريد حب عربيا أى عذريا يمتنع المحبان فيه غن الشهوة فيقول:
"أما الحب في البحر .. فمختلف .. مختلف .. مختلف .فهو غير خاضع لجاذبية الأرض ..وغير ملتزم بالفصول الزراعية ..وغير ملتزم بقواعد الحب العربي حيث أجساد الرجال تنفجر من التخمة ..ونهود النساء تتثائب من البطالة .."
ويكرر نفس المقولة وهو أنه ليس حارسا لجسدها وإنما ممتلك له فيقول:
"لا أريد أن أشتغل حارساً لجواهر التاج إن نهديك لا يدخلان في حدود مسؤولياتي فأنا لا أستطيع أن أضمن مستقبلهما .. كما لا يستطيع البرق أن يضمن مستقبل غابة .."
ويعلنها صريحة أنه يريد الجماع المتكرر معها بلا زواج فيقول:
أريدك أن تتكلمي لغة البحر ..أريدك أن تلعبي معه ..وتتقلبي على الرمل معه ..وتمارسي الحب معه ..فالبحر هو سيد التعدد .. والإخصاب .. والتحولات ..وأنوئتك هي امتداد طبيعي له .."
ويعلنها لها صراحة مرة أخرى لا أريد زواجا ولا أريد أن أكون قوادا بعد الزواج فيقول
"منذ أن كنت طالباً في الجامعة ..ليس من مصلحتك أن تتزوجيني ..
ولا من مصلحتي أن أكون حاجباً على باب المحكمة الشرعية
أتقاضى الرشوات من الداخلين وأتقاضى اللعنات من الخارجين .."
إنه كفر رسمى بوجوب الزواج
فى الموضوع الثالث أقرأ جسدك .. وأتثقف يتكلم عن المرأة والحب البرىء وعادات المجتمع التى تمنعه وتقيم من حوله الأسوار فى الظاهر ولكنه فى الباطن يتكلم عن الانظمة السياسية التى تمنع الأعمال الصالحة الهادفة لخير الناس باعتبارها مؤامرة على النظام تهدف للانقلاب عليه فهى تظن السوء فى كل شىء وتقوم باعتقاله أو اعدامه فيقول:
"يوم توقف الحوار بين نهديك المغتسلين بالماء ..وبين القبائل المتقاتلة على الماء .. بدأت عصور الانحطاط ..أعلنت الغيوم الإضراب عن المطر
لمدة خمسمئة سنه ..وأعلنت العصافير الإضراب عن الطيران وامتنعت السنابل عن إنجاب الأولاد وصار شكل القمر كشكل زجاجة النفط ..
يوم طردوني من القبيلة ..لأني تركت قصيدة على باب خيمتك ..
وتركت لك معها ورده ..بدأت عصور الانحطاط ..
إن عصور الانحطاط ليست الجهل بمبادئ النحو الصرف ..
ولكنها الجهل بمبادئ الأنوثة ..وشطب أسماء جميع النساء من ذاكرة الوطن ..
آه يا حبيبتي ..ما هو هذا الوطن الذي يتعامل مع الحب ..
كشرطي سير ؟ ..فيعتبر الوردة مؤامرة على النظام ..
ويعتبر هذا الوطن المرسوم على شكل جرادة صفراء
ما هو هذا الوطن ؟الذي ألغى الحب من مناهجه المدرسية ..
وألغى فن الشعر ..وعيون النساء ..ما هو هذا الوطن ؟
الذي يمارس العدوان على كل غمامة ماطرة ويفتح لكل نهد ملفاً سرياً ..
وينظم مع كل وردة محضر تحقيق !!."
وهو يبين فى نهاية الموضوع أن الطريق للحضارة طريقه تعلم القراءة والكتابة على الجسد سواء قصد به جسد المرأة أو جسد الدولة فيقول:
"أريد أن تعلميني القراءة والكتابة فالكتابة على جسدك أول المعرفة
والدخول إليه دخول إلى الحضارة .. إن جسدك ليس ضد الثقافة ..
ولكنه الثقافة ..ومن لا يقرأ دفاتر جسدك يبقى طول حياته .. أمياً .."
وأما الموضوع الذى سمى به الكتاب وهو كل عام وأنت حبيبتي فهو يقول أن القوالب الجاهزة للتهنئة أو التعبير عن الحب التى اخترعتها أوربا لا تعبر عن حبه فما يعبر عنه عنده هو الأربع كلمات كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي وفى هذا قال :
"كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ ..التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ كّل البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ لا تقولُ ما أريدُه .. وكلُّ الرسومِ التي عليها ..من شموعٍ .. وأجراسٍ .. وأشجارٍ .. وكراتِ ثلجْ ..وأطفالٍ .. وملائكهْ ..لا تُناسبُني ..
إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ ..ولا للقصائدِ الجاهزهْ ..ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصدير ْفهي كُّلها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام ..ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية .. لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ وأنت لستِ امرأة المناسباتْ" .
ويعود نزار للافتراء والكذب فيقول أنه يحمل تصريح خاص من الله تعالى عن هذا الخبل بالتجول بين النجوم فيقول
"ولأنني أحبُّكِ ..أحملُ تصريحاً خاصاً من الله ..بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ"
وهو يقول أنه يريد اختراع سنة خاصة بهما تبدأ بالتلاقى الجسدى اليد باليد فيقول
"آهٍ .. يا سيّدتي لو كانَ الأمرُ بيدي ..إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ
تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ
وتتشمّسينْ ..وتستحمّينْ ..وتركضينَ على رمالِ شهورها ..كما تريدينْ ..
آهٍ .. يا سيّدتي ..لو كانَ الأمرُ بيدي ..لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحيةِ الوقتْ لا تأخذُ بنظامِ السّاعاتِ الشمسيّةِ والرمليَّهْ ولا يبدأُ فيها الزمنُ الحقيقيُّ إلا ..عندما تأخذُ يدكِ الصغيرةُ قيلولتَها ..داخلَ يدي .."
وهو تخيل شعرى مريض لكونه غير ممكن فالسنة سنة الله وليس سنة المحبين ولا غيرهم
وفى الموضوع الرابع إلى حبيبتي في رأس السنة يتحدث نفس الحديث عن الشهوة فيقول:
"لماذا تتآمرين عليّ مع المطر ؟ ما دمت تعرفين .. أن كل تاريخي معك .. مقترن بسقوط المطر ..وأن الحساسية الوحيدة التي تصيبني ..عندما أشم رائحة نهديك ..هي حساسية المطر .."
فكلمة المطر هنا فى معظم المواضع تعنى قذف المنى
وفى الموضوع الخامس هل تسمحين لي أن أصطاف ؟ يعود نزار لتزيين الفاحشة فهو يريد أن يفعل بالمرأة ما يفعله الآخرون من الزنى فيقول:
"أيتها المرأة التي تستوطن جهازي العصبي ..
هل تسمحين لي أن أصطاف آما يصطاف الآخرون ؟
وأتمتع بأيام الجبل ..كما يتمتع الآخرون .."
وهو يقول أنه أجير يستحق الأجر كما استحق الأخرون فيقول:
"قد اشتغلت تسعة شهور ..عند نهديك المتغطرسين !!..
ولي الحق - ككل عمال العالم - أن أنال إجازتي السنوية ..كان أجري قليلاً .."
ويعتبر نفسه مملوكا للمرأة حتى استحق الجلد فيقول :
ولكن نهديك ككل أولاد العائلات الإقطاعية اعتبرتني مملوكاً لهما ..
"من عهد أول ملك من ملوك الأسرة النهدية ..وجلداني تسعين جلدة على ظهري .. وتسعين جلدة على صدري ..حتى أسقطت دعواي عنهما ..
وعدن إلى العمل ...."
ويعود للتعبيرات الشهوانية والتعبير عن رجولته التى عرفتها بطريق الجماع فيقول:
"أيتها الواحدة التي اصطدمت بعشقي ..فصارت امرأة ..واصطدمت بطقس نهديها الاستوائيين ..فعرفت حجم رجولتي ..منحتك البركة والتكاثر ..
وجعلتك كماء البحر .. واحدة .. ومتعددة ..ووضعت يدي على بياض فخذيك ..فأصبحت قبيله ..ماذا تفعلين هنا ؟"
وفى الموضوع السادس تأخذين في حقائبك الوقت وتسافرين يعبر عن حبه الأثيم الذى يريد استعادته فيقول أن الناس أخبروه أن البلدة والمرأة لا وجود لهما إلا فى خياله فقال:
"كان في يدي خريطة المدينة التي أحببتك فيها ..وأسماء الأندية الليلية التي راقصتك فيها ..ولكن شرطي السير ، سخر من بلاهتي وأخبرني .. أن المدينة التي أبحث عنها ..قد ابتلعها البحر ..في القرن العاشر قبل الميلاد ..."
وفهم الآثم أن سبب الإخبار باختفاء البلدة والمرأة أن المرأة قد تابت وتزوجت فقال
"وفهمت أنك مسافرة .. بصحبة رجل آخر ..قدم لك البيت الشرعي
والجنس الشرعي والموت الشرعي" ..
ويعود الرجل لمخاطبة المرأة لكى تعود للحرام وهو الزنى معه فيقول:
"ليني ..على كتاب واحد لك يكتبوك فيه ..وعلى عصفور واحد ..
لم تعلمه أنه تهجئة اسمك ..وعلى شجرة واحدة ..لا تعتبرك من بين أوراقها ..وعلى جدول واحد ..لم يلحس السكر عن أصابع قدميك ..
ماذا فعلت بنفسك ؟..أيتها الملكة ..التي كانت تتحكم بحركة الريح ..
وأما الموضوع السابع وهو الحب في الإقامة الجبرية فيبين أن الحب انتهى والمرأة تحكمت فيقول
"استأذنك بالانصراف ..فالدم الذي كنت أحسب أنه لا يصبح ماء ..أصبح ماء ..والسماء التي آنت أعتقد أن زجاجها الأزرق غير قابل للكسر .. انكسرت ..والشمس ..التي كنت أعلقها كالحلق الإسباني في أذنيك ..
وقعت مني على الأرض .. وتهشمت .."
ويعلن كفره بحب تلك المرأة فيقول:
"أستأذنك بالخروج .. من هذا المطلب الهوائي بين نهديك ..فلم تعد عندي شهوة لمناقشتك ..أو لمضاجعتك ..لم أعد متحمساً للهجوم على أي شيء ..أو الدفاع عن أي شيء ..فقد سقطنا في الزمن الدائري ..حيث المسافة بين يدي وخاصرتك"
ورغم هذا فهو لا يريد حبها بل قتل كل ما يذكر بها فيقول:
"أريد أن أطلق الرصاص ..على صورتك الزيتيه ..المعلقة في صالة العرش ..وعلى كل الشعراء ،والنبلاء ،والسفراء ..الذين يدفعون لعينيك الجزيه ..ويسقون نهديك ..حليب العصافير
أريد أن أطلق الرصاص ..على ملابسك المسرحية ..وعلى عدة الشغل التي تستعمليها في التشخيص ..على الأخضر .. والليلكي ..على الأزرق .. والبرتقالي ..على عشرات القوارير التي جمعت فيها فصائل دمي ..
على غابة الخواتم والأساور ..التي استعملتها لابتزازي ..على الأحزمة الجلدية العريضة ..المصنوعة من جلد التمساح ..والتي استعملها في جلدي ..على دبابيس الشعر ..ومبارد الأظافر ..والسلاسل المعدنية
أريد أن أطلق الرصاص ..على كل قصائدي .. التي كتبتها لك ..
وعلى كل الإهداءات الهيستيرية ..التي صدرت عني ..في ساعات الحب الشديد .."
ومع أنه يعلن كفره بها وإرادته التخلص من كل ما يذكره بها فإنه لا يقدر على التخلص من حبه لجماعها فيقول:
"أريد ..أن أكسر دائرة الطباشير ..وأنهي هذه الرحلة اليوميه ..بين شفتك العليا .. وشفتك السفلى بين نهدك الأيمن . ونهدك الأيسر ..بين جسدك البارد كمدن النحاس وبين جنوني .."
وهو يبين جمعها بين حبيبين يريد الثانى منه انتحاره بمسدسه فيقول:
"أريد أن أحتج على شيء ما ...أن أصطدم بشيء ما ..أن أنتحر من أجل شيء ما ..فلم يعد عندي ما أفعله ..سوى أن ألعب الورق مع ضجري
هو يخسر .. وأنا أخسر ..هو يضجر .. وأنا أضجر هو يخبرني أنك كنت حبيبته ..وأنا أخبره أنك كنت حبيبتي هو يعطيني مسدسه لأنتحر"
ويخبرها أنها سيقتلها من أجل كل من عذبته بحبها فيقول :
"سأبقى مصمماً على قتلك ..لا من أجلي وحدي ..ولكن من أجل كل الأسرى .. والجرحى .. ومشوهي الحب..ومن أجل كل الذين حكمتهم بالأشغال الشاقة ..وفرضت عليهم ..أن ينقلوا الرمل بملاعق الشاي ..
من نهدك الأيمن .. إلى نهدك الأيسر ..من نهدك الأيسر .. إلى نهدك الأيمن .."
الموضوع الأخير هو الموضوع الوحيد الذى يستحق النشر لكونه معبرا عن حب الرجل لوالدته وهو لا يحتاج إلى كثير من التعليق والموضوع مع أنه إلى الأم فهو رسالة لتلك المرأة أن تكون مثل تلك الأم فيقول:
"أم المعتز
في أرشيفِ الصحافة .لا تذهبُ إلى الكوكتيلات وهي تلفُّ ابتسامتَها بورقةِ سولوفانْ..لا تقطَعُ كعكَةَ عيدِ ميلادِها تحتَ أضواءِ الكاميراتْ...
لا تشتري ملابسَها من لندن وباريس ، وترسلُ تعميماً بذلكَ إلى من يهمّهُ الأمر...لا توزّعُ صورها كطوابعِ البريدِ على محرّراتِ الصفحاتِ الاجتماعية ولم يسبقُ لها أن استقبلَتْ مندوبةً أيّ مجلةٍ نسائية،وحدّثتها عن حبّها الأوّل .. وموعدِها الأوّل .. ورجُلِها الأوّل.. فأمّي دّقّةٌ قديمة .. ولا تفهمُ كيفَ يكونُ للمرأةِ حبٌّ أوّلٌ .. وثانٍ .. وثالثٌ .. وخامسُ عَشَرْ..
أمّي تؤمنُ بربٍ واحدٍ .. وحبيبٍ واحدٍ .. وحبٍ واحدٍ.."
ويقول :
"كلّما سألوها عن شِعري ، كانتْ تُجيبْ:ملائكةُ الأرضِ والسّماءِ .. ترضى عليه طبعاً ... أمّي ليستْ ناقدةَ شِعرٍ موضوعيّة ولكنّها عاشقة ولا موضوعيّةٌ في العشق.
فيا أمّي . يا حبيبَتي . يا فائزة..قولي للملائكةِ الذينَ كلَّفتِهِمْ بحراسَتي خمسينَ عاماً، أن لا يتركوني.. لأنّي أخافُ أن أنامَ وحدي..."
والخطأ فى الفقرة هو وجود ملائكة فى الأرض وهو ما يخالف أنها فى السماء كما قال تعالى " قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وقال "وكم من ملك فى السموات"
والخطأ الأخر هى أن الأم كلفت الملائكة بحراسته والملائكة تأتمر بأمر الله وليس الخلق كما قال تعالى "لا يعصون الله ما أمرهم"
وهو يعبر عن حب الأم بتعبير محرم وهو أن حب الأم سكر بينما حب العاشقات حب يقظة فيقول :
"كلُّ النساءِ اللواتي عرفتُهُنّ أحبَبْنَني وهُنَّ صاحياتْ..
وحدَها أمّي..أحَبَّتْني وهيَ سَكْرى..فالحبُّ الحقيقيُّ هوَ أنْ تَسْكَرْ..
ولا تَعرف لماذا تَسكرْ."
وهو كناية عن كون حب النساء حب جسد أى جماع بينما حب الأم حب روحى
ونلاحظ جملة فى تلك القصيدة وهى:
فيا أمّي يا حبيبَتي يا فائزة قولي للملائكةِ الذينَ كلَّفتِهِمْ بحراسَتي خمسينَ عاماً، أن لا يتركوني.. لأنّي أخافُ أن أنامَ وحدي..."
هذه الجملة لو كانت صادقة فمعناها ان الفحل نزار الذى ملأ كتبه بالفحولة والجنس كان عاجزا جنسيا ولذا كان يكثر من تلك التعبيرات تعويضا عن هذا النقص