مأساةُ إنسانيةُ جديدةُ لشعبِ لا تعرفُ ذاكرتُهْ النسيانَ، و لا احدٌ يدافعُ عنْهُ لا في الشرقِ ولا في الغربِ. وكأنَهُ بِلا سندٍ أو معينٍ – دونَ اللهِ تعالىْ -
إنهمْ يعاقَبُونَ أكثرَ منْ مرةٍ معْ كلٍ حكمٍ جديدٍ في العراقِ باعتبارِهمْ الحلقة الأضعف, والناظرُ في التاريخٍ يجدُ هذا الأمرَ واضحاً جلياً ..
لقدْ توالىْ قدومُ هؤلاءِ الفقراءِ إلى اللهِ تعالى و تجمُعُهُمْ في العراقٍ منذُ عامِ 1952 م حتى أصبحَ تعدادُهُمْ ما يقاربُ 42 ألفَ نسمةِ معْ نهايةِ العامِ 2002 و تركزُوا في شتَّى أصْقَاعِ بلادِ الرافدينِ شمالاً وجنوباً ..
و قامتْ جمعيةُ الهلالِ الأحمرِ العراقيةُ، وغيرُها منَ المنظماتِ الإنسانيةِ، بتأمينِ إقامةِ مؤقتةِ لكثيرٍِ منَ العائلاتِ في مركزٍِ مؤقتٍ في ناديْ حيفَا الرياضيِ بحيِ البلدياتِ ببغدادِ. وكانَ هذا الناديُ يوفرُ في 7 مايو/أيار 2003 إقامةَ مؤقتةَ لحواليِ 107 أسر تضمُ نحوَ 500 فرداً، وذلكَ في خيامِ قدمَتْها جمعيةُ الهلالِ الأحمرِ العراقيةِ ونُصِبَتْ في مَلْعِبِ كرةِ القدمِ بالناديِ ..
و بحلولِ نوفمبرُ/تشرينُ الثاني 2003، بلغَ عددُ الفلسطينيينَ المشردينَ المقيمينَ في ناديِ حيفا الرياضيِ حوالي 1500 شخصاً يسكُنونَ في 400 خيمةٍ !
دعونا نتحدثُ بلغةِ الأرقامِ ..
حتى يتبينَ للغافلِ حجمُ كارثةِ هؤلاءِ الفقراءِ إلى اللهِ وسنستعرضُ باختصارٍ أهمَ المخيماتِ التي يقطنونَ فيها :-
- مخيمُ مساكنُ البلدياتِ شرقَ العاصمةَِ العراقيةِ، وهو الحيُ الذي يضمُ أكثرَ منْ ثلاثةِ آلافِ أسرةِ فلسطينيةِ لجأتْ قسراً إلى العراقِ منذُ النكبةِ الأولى عامَ 1948، حيثُ افترشُوا الخيامَ والأرضَ داخلَ نادي حيفا الرياضيِ السابقِ الذكرِ !
- مخيمُ الرويشدِ الصحراويِ للاجئينَ المعزولُ القاحلُ الذي يقعُ على مسافةِ 85 كم داخلَ الحدودِ الأردنيةِ العراقيةِ منذُ 15 ابريلَ 2003
- مخيمُ الكرامةُ الذي لا يقلُ قسوةً والواقعُ داخلَ المنطقةِ العازلةِ على الحدودِ العراقيةِ الأردنيةِ وتمَ نقلُ معظمَ اللاجئينَ هُنا إلى مخيمِ الرويشدِ السابقِ الذكرِ.
- بعدَ أشهرٍ منْ غزوِ العراقِ وافقَ الأردنُ على استقبالِ 386 فلسطينياً متزوجاً منْ أردنياتٍ ولكِنَّهُ لمْ يقبلْ بقيةَ الفئاتِ الأُخرى، في حينِ فضلَ قرابةُ 250 مِنْهُمْ العودةَ إلى الوضعِ الخطيرِ الذي كانوا يعيشونَهُ في العراقِ على البقاءِ في المخيمِ دونَ بارقةِ أملِ بإيجادِ حلٍّ لمِحْنَتِهِمْ
- بَقِيَ 280 فلسطينياً يواجهونَ مصيراً مجهولاً بعدَ رفضِ الدولِ العربيةِ استقبالَهم رغمَ أَنهُم يحمِلُونَ أوراقاً ثبوتيةً ورغمَ كلِ المعارضاتِ والاحتجاجاتِ فقدْ تمَ الإتفاقُ في شهرِ كانونِ الأولِ منَ العامِ المنصرمِ على ترحيلِ منْ تبقى في مخيمِ الرويشدِ إلى كندا وعلى مراحلِ طبقاً لاتفاقِ أبرمتهُ الحكومةُ الأردنيةُ معَ المفوضيةُ العليا لشؤونِ اللاجئينَ التابعةِ للأممِ المتحدةِ !
- مخيمُ الهولُ القريبُ منَ القامشلي في شمالِ سوريا استقرَّ فيهِ ما يزيدُ عنْ 200 فلسطينيٍ بعدَ أنْ أرجعَتْهُمْ القواتُ العراقيةُ قسرأً إلى داخلِ العراقِ منَ الحدودِ الأردنيةِ !
- مخيمُ التنفُ، ووصلَ عددُ المقيمينَ في هذا المخيمِ معَ بدايةِ صيفِ 2006 ما يزيدُ عنْ 350 فرداً جلّهُم منَ النساءِ والأطفالِ، في ظروفٍ معيشيةٍ بالغةِ الصعوبةِ، وافتقارٍ لأبسطِ مقوماتِ الحياةِ. أما هذا المخيمُ فهوَ جحيمُ لوحدِهِ !
فيكفيكَ أن تعرفَ أنَّهُ لا توجدُ مياهٌ صحيةٌ جاريةٌ، ويعتمدُ قاطِنو المخيمِ في طعامِهِم وشرابِهِم على ما يجودُ بِهِ أصحابُ الشاحناتِ التي تعبرُ الحدودِ في الإتجاهينِ، هذا دونَ التطرقِ إلى المآسيِ الصحيةِ ومِنْها أمراضٌ خطيرةٌ: كأمراضِ الغدةِ الدرقيةِ، كيسِ المبيضِ، حصى في الكلى، مرضِ الصرعِ، و حالاتِ الحملِ والولادةِ ..
هذا وإنَّ أعدادُ هؤلاءِ الفقراءِ إلى اللهِ في تزايدٍ يومأً بعد يومٍ وسطَ غفلةِ العربِ والمسلمينَ والعالمِ المحتضر (المُتَحَضِرِ) عنْهُم ..
و في الخِتامِ .. نرجو ممّن اطّلعَ على هذا المَوضوعِ و وجدَ فيهِ خيرَاً أن يَنشرَهُ حيثُ استطاعَ و يُطلعَ عليهِ من أحبَّ .. نُصرَةً للمُستضعفينَ و رفعاً للضّيم ..
مأساةُ إنسانيةُ جديدةُ لشعبِ لا تعرفُ ذاكرتُهْ النسيانَ، و لا احدٌ يدافعُ عنْهُ لا في الشرقِ ولا في الغربِ. وكأنَهُ بِلا سندٍ أو معينٍ – دونَ اللهِ تعالىْ -
إنهمْ يعاقَبُونَ أكثرَ منْ مرةٍ معْ كلٍ حكمٍ جديدٍ في العراقِ باعتبارِهمْ الحلقة الأضعف, والناظرُ في التاريخٍ يجدُ هذا الأمرَ واضحاً جلياً ..
لقدْ توالىْ قدومُ هؤلاءِ الفقراءِ إلى اللهِ تعالى و تجمُعُهُمْ في العراقٍ منذُ عامِ 1952 م حتى أصبحَ تعدادُهُمْ ما يقاربُ 42 ألفَ نسمةِ معْ نهايةِ العامِ 2002 و تركزُوا في شتَّى أصْقَاعِ بلادِ الرافدينِ شمالاً وجنوباً ..
و قامتْ جمعيةُ الهلالِ الأحمرِ العراقيةُ، وغيرُها منَ المنظماتِ الإنسانيةِ، بتأمينِ إقامةِ مؤقتةِ لكثيرٍِ منَ العائلاتِ في مركزٍِ مؤقتٍ في ناديْ حيفَا الرياضيِ بحيِ البلدياتِ ببغدادِ. وكانَ هذا الناديُ يوفرُ في 7 مايو/أيار 2003 إقامةَ مؤقتةَ لحواليِ 107 أسر تضمُ نحوَ 500 فرداً، وذلكَ في خيامِ قدمَتْها جمعيةُ الهلالِ الأحمرِ العراقيةِ ونُصِبَتْ في مَلْعِبِ كرةِ القدمِ بالناديِ ..
و بحلولِ نوفمبرُ/تشرينُ الثاني 2003، بلغَ عددُ الفلسطينيينَ المشردينَ المقيمينَ في ناديِ حيفا الرياضيِ حوالي 1500 شخصاً يسكُنونَ في 400 خيمةٍ !
دعونا نتحدثُ بلغةِ الأرقامِ ..
حتى يتبينَ للغافلِ حجمُ كارثةِ هؤلاءِ الفقراءِ إلى اللهِ وسنستعرضُ باختصارٍ أهمَ المخيماتِ التي يقطنونَ فيها :-
- مخيمُ مساكنُ البلدياتِ شرقَ العاصمةَِ العراقيةِ، وهو الحيُ الذي يضمُ أكثرَ منْ ثلاثةِ آلافِ أسرةِ فلسطينيةِ لجأتْ قسراً إلى العراقِ منذُ النكبةِ الأولى عامَ 1948، حيثُ افترشُوا الخيامَ والأرضَ داخلَ نادي حيفا الرياضيِ السابقِ الذكرِ !
- مخيمُ الرويشدِ الصحراويِ للاجئينَ المعزولُ القاحلُ الذي يقعُ على مسافةِ 85 كم داخلَ الحدودِ الأردنيةِ العراقيةِ منذُ 15 ابريلَ 2003
- مخيمُ الكرامةُ الذي لا يقلُ قسوةً والواقعُ داخلَ المنطقةِ العازلةِ على الحدودِ العراقيةِ الأردنيةِ وتمَ نقلُ معظمَ اللاجئينَ هُنا إلى مخيمِ الرويشدِ السابقِ الذكرِ.
- بعدَ أشهرٍ منْ غزوِ العراقِ وافقَ الأردنُ على استقبالِ 386 فلسطينياً متزوجاً منْ أردنياتٍ ولكِنَّهُ لمْ يقبلْ بقيةَ الفئاتِ الأُخرى، في حينِ فضلَ قرابةُ 250 مِنْهُمْ العودةَ إلى الوضعِ الخطيرِ الذي كانوا يعيشونَهُ في العراقِ على البقاءِ في المخيمِ دونَ بارقةِ أملِ بإيجادِ حلٍّ لمِحْنَتِهِمْ
- بَقِيَ 280 فلسطينياً يواجهونَ مصيراً مجهولاً بعدَ رفضِ الدولِ العربيةِ استقبالَهم رغمَ أَنهُم يحمِلُونَ أوراقاً ثبوتيةً ورغمَ كلِ المعارضاتِ والاحتجاجاتِ فقدْ تمَ الإتفاقُ في شهرِ كانونِ الأولِ منَ العامِ المنصرمِ على ترحيلِ منْ تبقى في مخيمِ الرويشدِ إلى كندا وعلى مراحلِ طبقاً لاتفاقِ أبرمتهُ الحكومةُ الأردنيةُ معَ المفوضيةُ العليا لشؤونِ اللاجئينَ التابعةِ للأممِ المتحدةِ !
- مخيمُ الهولُ القريبُ منَ القامشلي في شمالِ سوريا استقرَّ فيهِ ما يزيدُ عنْ 200 فلسطينيٍ بعدَ أنْ أرجعَتْهُمْ القواتُ العراقيةُ قسرأً إلى داخلِ العراقِ منَ الحدودِ الأردنيةِ !
- مخيمُ التنفُ، ووصلَ عددُ المقيمينَ في هذا المخيمِ معَ بدايةِ صيفِ 2006 ما يزيدُ عنْ 350 فرداً جلّهُم منَ النساءِ والأطفالِ، في ظروفٍ معيشيةٍ بالغةِ الصعوبةِ، وافتقارٍ لأبسطِ مقوماتِ الحياةِ. أما هذا المخيمُ فهوَ جحيمُ لوحدِهِ !
فيكفيكَ أن تعرفَ أنَّهُ لا توجدُ مياهٌ صحيةٌ جاريةٌ، ويعتمدُ قاطِنو المخيمِ في طعامِهِم وشرابِهِم على ما يجودُ بِهِ أصحابُ الشاحناتِ التي تعبرُ الحدودِ في الإتجاهينِ، هذا دونَ التطرقِ إلى المآسيِ الصحيةِ ومِنْها أمراضٌ خطيرةٌ: كأمراضِ الغدةِ الدرقيةِ، كيسِ المبيضِ، حصى في الكلى، مرضِ الصرعِ، و حالاتِ الحملِ والولادةِ ..
هذا وإنَّ أعدادُ هؤلاءِ الفقراءِ إلى اللهِ في تزايدٍ يومأً بعد يومٍ وسطَ غفلةِ العربِ والمسلمينَ والعالمِ المحتضر (المُتَحَضِرِ) عنْهُم ..
و في الخِتامِ .. نرجو ممّن اطّلعَ على هذا المَوضوعِ و وجدَ فيهِ خيرَاً أن يَنشرَهُ حيثُ استطاعَ و يُطلعَ عليهِ من أحبَّ .. نُصرَةً للمُستضعفينَ و رفعاً للضّيم ..