احوال السلف الصالح من الخـــوفــــ و الرجــــاء
قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) (المؤمنون)
عن عائشة رضى الله عنها قالت (( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية , فقلت :
أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون ؟ فقال : لا يا ابنة الصديق , ولكنهم الذين يصومون ويصلون
ويتصدقون , ويخافون أن لا يتقبل منهم , أولئك يسارعون في الخيرات )) رواه الترمذي (3175)
يقول الصديق رضى الله عنه :
وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن
وقال ايضا :
كان يمسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد , وكان يبكي كثيرا ,
ويقول ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا
واذا قام للصلاة كانه عود من خشية الله عز وجل .
وقال لعائشة رضى الله عنها لما احتظر :
والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد .
وهذا عمر بن الخطاب :
قرأ سورة الطور حتى إذا بلغ (( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) )) بكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه .
وقال لابنه وهو في الموت :
ويحك ضع خدي على الارض , عساه أن يرحمني . ثم قال :
بل ويل أمي , إن لم يغفر لي , ثلاثا ثم قضى .
وكان يمر بالايه في ورده بالليل فتخيفه , فيبقى في البيت أياما يعاد يحسبونه مريضا
وكان في وجهه رضى الله عنه خطان اسودان من البكاء
وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية فلما أتى على هذه الايه :
أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ (21)
جعل يرددها ويبكى حتى أصبح
وقال ابو عبيده عامر بن الجراح :
وددت أني كبش فذبحني أهلي وأكلوا لحمي
وحسوا مرقي .
انظر الى حال هؤولاء انضر الى عبادتهم انظر الى مكانتهم عند رسول الله
وكيف كان خوفهم من الله عز وجل .. ومنهم المبشرون بالجنه ..
كان يخافون من الله ويرجون رحمته
وانظر الى حالنا نحن .. عضمنا امر الرجاء واهملنا الخوف ..
نعضم الترغيب ولا نذكر الترهيب ..
هؤلاء احسنوا الظن بربهم فاحسنوا العمل .. ونحن اسئنا الظن بربنا فااسئنا العمل
والله المستعان ...