بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
أخوانى ، أخواتى .
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
يا له من مرض نسأل الله ان يجنبنا هذا المرض الخطير (مرض الشبهات )
ما هى الشبهة ؟
يقول ابن القيم : " وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ، فإنها تلبس ثوب الحق
على جسم الباطل .
ومن الشبهات حتى نوضح :
تدخل العقل فى ما لا يطيق ، وخوضه فى ما لا طاقة له به !
كيف ؟
اخبر بذلك النبى _ صلى الله عليه وسلم _ فى قوله : " يأتى الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟!
من خلق كذا ؟! حتى يقول :من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ."
(رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة)
صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، الكثير يحدث لهم هذا ، منهم من يجرأ على القول
ومنهم من لا يتكلم ولكنه مشوش بداخله .
والدواء بالإضافة إلى الإستعاذة جاء كذلك على لسان "عبد الله بن عمر" رضى الله عنهما أن رسول الله
_صلى الله عليه وسلم _ قال : " تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا فى الله عز وجل ."
((رواه الطبرانى فى الأوسط))
فكر فى نعم الله عليك ، واشكره عليها عجبا لأمرك !!!
ومما لا يطيقه العقل : الخوض فى مجازات وكنايات اوهم ظاهرها معانى لا تليق فى جنب الله تعالى .
مثل : ((فإنك بأعيننا )) الطور
((والسماء بنيناها بأييد ٍ)) الذاريات
((ويبقى وجه ربك)) الرحمن
والنجاة فى ان نمرها كما جاءت ولا نقف على الكيفية ، بل نفوض الكيف إلى الله كما فعل روى ذلك
"جعفر بن عبد الله " قال : ( كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال : يا أبا عبد الله !!
الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟!
فما وجد مالك من شئ ما وجد من مسألته ، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود فى يده ، ثم رفع رأسه
ورمى العود وقال : الكيف منه غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال
عنه بدعة ، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأ ُخرج ."
بل ومن الشبهات التشكيك فى كتاب الله وبث الشيطان فى القلب عدم التصديق ببعض آياته
مثال : ما حكاه محمد بن علي بن رازم الطائى الكوفى
قال : كنت بمكة حين كان الجنابي (زعيم القرامطة ) بمكة وهم يقاتلون " الحجاج" ويقولون :
أليس قال لكم محمد المكي : ((( ومن دخله كان ءامنا)) آل عمران
فأى امن هنا ( استغر الله العظيم) قال : فقلت له : هذا خرج فى سورة الخبر والمراد به الأمر أى
ومن دخله فأمَّنوه .))
عليكم بدراسة اللغة العربية يا شباب ستشعرون بفرق كبير جدا وفهم متميز صحيح .
ومن الشبهات ايضا هناك الكثير لكن لا اريد الأطالة ساذكر فى عجالة
تلبيس الشيطان على المرء فى الوضوء والطهارة ، فيشك الإنسان فى نفسه ويعيد الوضوء مرة
بعد أخرى حتى يصبح الوضوء صعبا عليه بفعل الشيطان وتحميله الغنسان ما لا يطيق
فيترك الوضوء ويترك الصلاة !!!!!!
ومن الشبهات : التنازع فى القدر وهل الإنسان مُسير أم مُخير وهى قضية جدلية قديمة جديدة
فى نفس الوقت !!
هناك حديث عن أبى هريرة , رضى الله عنه , قال : خرج علينا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ ونحن
نتنازع فى القدر ، فغضب حتى احمر وجهه حتى كأنما فقئ فى وجنتيه الرمان ، فقال : (أبهذا أُمرتكم ؟!)
أم بهذا أرسلت إليكم ؟! إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا فى هذا الأمر، عزمتُ عليكم ألا تتنازعوا فيه."
(رواه الترمذى وحسنه الألبانى )
ها هل ستسمعون كلام نبيكم ؟؟؟ صلى الله عليه وسلم .
وهناك ايضا من الشبهات : ما خرج به علينا العلمانيون الأن فى التشكيك فى المنهج الربانى أصلاً
وهذا كلام رجعى تريدون ان نرجع ل1400 سنة ماضية اين عقولكم ؟ آلا تسمعون هذا الكلام؟!
كفرضية الحجاب وتحكيم الشريعة وصلاحيتها للعمل .
نسأل الله ان يهديهم او يأخذهم
اعتذر على الإطالة واسأل الله ان يرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطل ويرزقنه إجتنابه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته