أضاعها الأخضر على أرضه وبين جماهيره.. رفض جماهير الأخضر التأهل الخامس بعد أن عاندتهم الكرة ورفضت دخول الشباك.. مستوى متوسط قدمه نجومنا لم يرتق لأهمية المباراة وقيمتها التاريخية.. فالفوز كان سيمنحنا التأهل الخامس للمونديال العالمي لكن بوسيروا سقط في الخطوة الأخيرة سقط بوسيرو عندما فشل في البحث عن الفوز والضغط على الخصم في ملعبه تخوف بوسيرو في الحصة الأولى ليمنح الكوريين الثقة المطلوبة والعزيمة لإكمال المشوار والصمود في الحصة الثانية وهو ما حدث بالفعل.. لينتزع الكوريون تعادلاً نقلهم للمونديال وأجل حظوظ الأخضر إلى الملحق الآسيوي لملاقاة ثالث المجموعة الأولى منتخب البحرين الشقيق.. الملحق الذي سيربك كل برامج الأندية والمنتخب والمسابقات المحلية لكونه سيجري في الفترة المقررة بداية للدور القادم..
خرج الأخضر وفرط بالأفضلية التي كانت متاحة ولكن لماذا خرج الأخضر؟
غياب المستوى والنجوم
لقاء الأمس غاب خلاله معظم اللاعبين عن مستوياتهم المعهودة.. وبغيابهم ظهر المنتخب السعودي بعيداً عن مستواه وإمكاناته.. ورغم السيطرة على الكرة ظاهرياً وسط الميدان لكن الفريق افتقد الروح والإصرار وظهر تأثر اللاعبين بالضغوط والعبء النفسي كان مسيطراً عليهم وظهر سباق الخطوط وضعف خط الوسط في ظل عدم قدرة الرباعي نور وعبدالغني وعزيز والقحطاني في صناعة الفرص للمهاجمين وتهديد مرمى الخصم الذي لم يتعرض لتهديد حقيقي سوى في مرات معدودة ومنها كرة ياسر القحطاني ومثلهما للهزازي واحدة منهما بالرأس لكن التوفيق غاب عن الجميع.
وإضافة لغياب المستوى المعهود للاعبين ساهم غياب عطيف أخوان وبشكل مؤثر في ضعف خط الوسط السعودي وغياب النسق والأداء العالي الذي شاهدناه في المباريات الماضية مع بوسيرو وافتقد الفريق أيضاً صناعة اللعب من الخلق بمشاركة المدافعين ولاعبي المحور وهو ما جعل أسلوب اللعب الكوري المعتمد على الدفاع وتكثيف المنطقة يصمد حتى النهاية.
بوسيرو متفرجاً
المدرب البرتغالي بوسيرو فشل هو الآخر في التعامل مع المباراة وافتقد للجرأة والشجاعة في فرض اسلوبه على اللعب منذ بداية اللقاء ومهاجمة الخصم في ملعبه بشكل ضاغط.. حيث منحهم 45 دقيقة كانت كافية للكوريين لاستيعاب كل أحداث الشوط الثاني، أما على مستوى التغييرات فقد فشل فشلاً ذريعاً في قراءة المباراة والدفع بالعناصر المطلوبة.. فالواضح من الشوط الأول عدم الحاجة لخالد عزيز في الوسط حيث كان تائهاً ولا دور له في ظل التراجع الكوري.. فكان يفترض التخلي عنه مع بداية الشوط الثاني مع إشراك لاعب هجومي إما الشمراني أو الشلهوب أو تيسير الجاسم لكن بوسيرو استبدل لاعب محور بآخر محور تماماً، كما كان يفعل حينما كان مدرباً للهلال.. في الوقت الذي تؤكد ظروف المباراة خاصة التسريع رغم اللعب والدفع بعناصر هجومية مبكراً.. وجاءت تغييراته تقليدية جداً.
لاعب وسط أيسر مكان وسط أيسر ومهاجم مكان مهاجم ومحور مكان محور وهذا لا يجدي أمام فريق متكتل في ملعبه ويلعب مدافعاً.. ومما ساهم أيضا في نجاح الكوريين هو بقاء الدفاع السعودي في ملعبه وبالتالي وجود مساحة شاغرة بين المحاور والمدافعين من جهة وخط الهجوم من جهة أخرى، ولذلك عادت الخطورة حين دخل الشلهوب للعب في هذه المنطقة وكذلك دخول نور للعمق للعب خلف رأس الحربة تاركا مركزه لعبدالله شهيل في اليمين..
التوتر وضياع الفرص
ضياع الفرص السعودية جاء بسبب التوتر الذي كان عليه اللاعبون.. حيث وجدوا صعوبة أمام الدفاع الكوري الذي لم يتح الفرصة لأي لاعب باللعب بحرية.. كما أن الحارس الكوري نجح في التصدي لكل الألعاب الهوائية في منطقته وخصوصاً الضربات الركنية.. والتي اتضح أنها تلعب كيفما اتفق وبدون تكتيك واضح.. فالضربات الركنية العديدة التي سنحت لم تنفذ بالشكل الصحيح ولم تستثمر جيداً إضافة إلى الكرات الثابتة حول المنطقة والتي نفذت باجتهادات من اللاعبين.
لايزال للأمل بقية
رغم أن الأخضر السعودي في التصفيات لم يكن مقتنعا منذ البداية إلا أن الأوضاع الفنية في آخر ثلاث مباريات أعادت الأمل وجعلت الجميع بتجاهل أو يتناسى كل السلبيات التي صاحبت المرحلة الماضية بحثا عن التأهل الذي كان قريب المنال.. حيث ينطبق على الأخضر مقولة: الصيف ضيعت اللبن.. فلم نستعد للتصفيات جيداً.. ولم نلعب مباريات إعدادية دولية تستحق الذكر ولم نوفر الاستقرار التدريبي لمنتخبنا خلال السنتين الأخيرتين حيث تعاقب على تدريبه أربعة مدربين من باكيتا إلى انجوس ثم الجوهر وأخيراً بوسيرو.. وهو ما جعل الوضع الحالي منطقيا رغم أن الأمل لايزال قائما باللعب أمام البحرين ثم نيوزيلندا في حال تجاوزنا البحرين وهو طريق شاق ومرهق ولن يكون أسهل من مباراة الأمس التي كان يمكن أن تغنينا عن كل ذلك لكنها إرادة الله.
نقاط
** المنتخب الكوري الشمالي استحق التأهل الذي عمل له منذ بداية التصفيات.. فقد كان يلعب بأسلوب واحد خلال السنوات الماضية أجاد لاعبوه استيعابه وتطبيقه معتمدا الدفاع والهجمات المعاكسة التي نقلته لجنوب إفريقيا رغم إمكاناته المتواضعة.
** وليد عبدالله وهوساوي وعبدالله شهيل ونايف هزازي كانوا الأفضل من الجانب السعودي.. بينما لعب الكوريون بكل حماس وإصرار بحثا عن التأهل حيث برز الحارس والدفاع والوسط بشكل متميز، وكان يمكن لهم الخروج فائزين لولا تألق وليد.
** الوصول للمونديال دائما ما نقول إنه ليس هدفا وإنما غاية لتطوير الكرة السعودية وتحقيق نتائج مشرفة في التظاهرة العالمية.. وهذا لن يتحقق ما لم يتم وضع برامج منظمة وصحيحة وبواسطة مختصين على قدر من الخبرة والكفاءة.. وعندها فقط يمكن أن ننافس بقوة على كافة المستويات.
** لأنه لا يوجد لدينا برنامج إعدادي على مدار السنوات المقبلة فسنبدأ من الآن البحث عن مباريات لإعداد فريقنا للملحق.. ولن نجد سوى مباريات ضعيفة ومعسكر تدريبي لن يضيف شيئا للمنتخب بقدر ما يأتي على حساب برامج الإعداد للموسم المقبل لكافة الأندية!