بــــدايــــةً :
ارجو من كل قارئ لمقالي هذا أن يقرأه بعين المنصف بعيداً عن أهواء النفس وإثارة من حوله من الناس ، وأن يتأمل فيه جيداً .
فإني لم أكتبه إلا بعد تفكير استمر أكثر من شهر ، والذي دعاني لذلك نصحاً لنفسي وإخواني الذين يكتبون في هذه المنتديات المباركة والتي أسأل الله أن يوفق القائمين عليها لكل خير وهدى .
فأقول مستعيناً بالله تعالى :
على كل كاتب أن يضع بين عينيه دائماً
قوله تعالى : ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
وقوله تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا )
قد تكتب ما تشاء ولا نعرف من انت ... لكن ... الــــلــــــه جـــــل جـــــلالــه ... يعرفك وسيحاسبك
وليتذكر كل كاتب :
لا يغرك بريق ما تكتبه جماهيرك حول مواضيعك .. ولا تنظر للناس .. لكن انظر ما يرضي ربك .. وما تتحقق فيه المصلحة العامة سواء دينياً أو إجتماعياً أو سياسياً أو ثقافياً وجميع المجالات ، وهل ماتكتبه يستطيع قرائك الأفاضل (( المشاركة في استبداله بالأفضل أو تحسين السيء ) )
وتذكر : ( كلمة الحق إذا لم تقل عند اهلها ومن يستطيع النهوض بها كلمة ضائعة وصاحبها مفرط )
وتذكر أيه الكاتب :
أن من الكتاب من يكتب وفق مايرضي الجماهير مع عدم مراعاة الأنصاف والعدل وإنما ما يريد الناس سواء شعر بهذا أم لا .
ومن جميل ما اذكر من المواقف في هذا موقف الدكتور جعفر إدريس حفظه الله ، وهو ممن درس في جامعة الإمام بالرياض وكذلك من كتاب مجلة البيان الافذاذ وهو الآن في أوربا للدعوة وقد وقعت نازلة عندهم تحتاج للفتوى فتأمل فيها وبحثها ثم قال لمن حوله من الناس ما توصل له بعد البحث من الحكم الشرعي
ولكن كأن ذلك لم يعجب بعض الناس ....
فقال لهم : ( هل ترضون أن أقول ما يريد الحكام ، فقالوا: لا ، فقال لهم :
كما أنكم لا ترضون أن أكون بوقاً للحكام ، فكذلك لا أرضى أن أكون بوقاً لكم )
هكذا ينبغي للمسلم الصادق الذي يبتغي وجه ربه ويريد مرضاته أن يكون ممن لا يتكلم إلا بما فيه مرضاة الله من قول الحق مع مرعاة أن الوقت ومن إمامه يتطلب قوله هذا ... وهذا يرجع فيه لفهم نصوص الكتاب والسنة على وفق سلف هذه الأمة مع الإستعانة بالله والتجرد من حظوظ النفس والنظر للناس وما يريدون ومرعاة المصالح والمفاسد .
ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن بعدهم من علماء الإسلام عرف ذلك وعلم أنهم في كل حركاتهم يراعون ما ذكرنا .
عموماً الكلام يطول في هذا ، وقصدي الإشارة ، والحر يكفيه ذلك ، فلنتقي الله في كل ما نكتب وليكن همنا ذلك والوصول للتغيير بالطرق الصحيحة دون محاباة أو مجاملة لأحد .
وليتذكر كل كاتب :
ليس كل حق يقال في كل مكان ، وليس كل من يقال له الأمر يستطيع الإنكار ، وكل أعرف بما يستطيع والله يحاسب العباد .
وليحذر كل كاتب :
فإنه عند حضور الأجل ومصارعة السكرات يكون كما قال تعالى :
( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت عنه تحيد .. ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد .. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد .. لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) سورة ( ق )
فهل ستفرح عند ذلك بما كتبت يداك ..
هــــــــــذا بلاغ لنفسي وإخواني وأخواتي الكتاب بلا استثناء
والله يحفظكم ويرعاكم ويسددكم لكل خير . وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .