بسم الله الرحمن الرحيم
كتب محمد يوسف :
عينت سائقا جديدا للعمل معي كسائق خاص...عرض لي رجل في الخمسينات من عمره .. الوقار والسكون ميزتان محبوبتان لسائقك الخاص..والعمر مناسب جدا ليخدم في بيتك...
وافقت وبلا تردد.....وبدأ العمل في اليوم اللاحق....كان رجلا عاقلا ومتانيا اعجبت بقيادته ..وكل ظني انه قليل التعلم او جاهل بالمره....يجلس وحيدا كثيرا اذا لم يكن عنده عمل ...راقبته جيدا في البدء...
ومرة شاهدته يقرأ جريده بالانجليزيه ...استغربت وقلت له ظننتك غير متعلم..فهز راسه وقال ليس كثيرا ...
وذات مره صحوت لصلاة الفجر لاراه جالسا وحده في الحديقه ويبكي..وكم هو صعب ان ترى رجلا في الخمسين يبكي!!!!!!
توقفت بجواره ...حاول كفكفة دموعه...ربت على كتفه وقلت خير انشاء الله ...اجاءك خبر غير سار من اهلك؟؟؟؟ام بك مرض ؟؟؟؟
فقال لي ستتاخر عن الصلاة فقصتي طويله وقد ارههقتني ..وانت رجل محترم وساستشيرك اذا فرغت لي وسمحت برايك بعد ان تعود...
كما اعتدت بعد عودتي اتناول القهوة مع السحر مستمتعا بهوائه العليل...ثم اغفو ساعة وبعدها اخرج...في ذلك اليوم غيرت شيئا من عادتي فلقد شدني السائق لسماع قصته ...فاخذت قهوتي وناديته للحديقه وقلت له انا جالس معك الان فاسمعني قد اشير عليك...
تنهد بقوة وقال: قبل اكثر من ثلاثين عاما ..انهيت الثانويه وتوظفت في قريتنا حيث عملت لفترة مدرسا , زوجني والداي بابنة عمتي..بنت من بنات قريتنا تصغرني باعوام ثلاثه, وككل رجال قريتي تزوجتها , وكنت ذا طموح قوي ومسرور جدا , فعملت موظفا اداريا بعد ان اكملت دراستي منزليا وعشت معها سنينا حلوه انجبت لي ثلاثة اولاد ....وككل النساء في قريتي كانت تتصرف تطبخ وتعتني بالبيت والاطفال وهلما جرا....
بعد مرور اكثر 27عاما ...حيث كان ولدان من اولادي الثلاثه متخرجين وموظفين الكبير منهما ضابط شرطه والاخر موظف في بنك في مدينة قريبه , والثالث في الجامعه ...
احسست بدخولي خريف عمري..فضعفت عزيمتي , ووهن جسمي وكنت موظفا مرموقا حينها ..فجاءني نقلا ترفيعا تنازلت عنه لابقى قرب زوجتي لانها وحيده بعد ان انتشر الاولاد سعيا في الارض....
وافق رئيسي في الدائره على طلبي ...بل وظف شخصا اخر فخف العبء عن كاهلي ..وسررت بهذا ..اذ انني اصبحت كثير الملل والمرض....فكنت امضي ليالي في السهر مع اقراني من اهل القرية واقاربي وزوجتي مع اخواتها او اقاربها وهكذا...
كان اعز اصدقائي وزميلي في مدرسة القريه الابتدائيه ..دراسة وتدريسا وقربى قويت لاحقا بعد ان تزوج اختي....رايته مرارا في بيتنا عندما خطب وبعدما تزوج ...وكان زواجه بعد عام من زواجي...
هو بقي في التدريس وترقى لمدرس في الثانوية التي افتتحت في القريه ..ثم عين مديرا لها....فكان خير جليس وصديق ....
اعتدنا في ليالينا على لعب الورق وتجاذب الحديث .....
وكان ذات يوم ان لعبنا ورقا وفزت انا وشريكي , عليه وشريكه, ثم تحامقنا بالفاظ فيها قدح ومزح وما الى ذلك..فغضب جدا ساعتها ..ولم اكن اعلم انه يتعاطى مخدرا ما..بعد ان ضعف جنسيا ...وقال لي وهو غاضب : لو كنت رجلا حقيقيا ما غضبت منك !!!
اما وانت تربي اولاد غيرك وتاتي هنا لتهينني فهذا ليس مقبول!!!!!
ثرت حتى الغليان, واحمرت اوداجي غضبا ..وقلت انت دجال اثيم ..ووالله لولا انك زوج اختي لقتلتك على اتهامك لزوجتي بنت العز والشرف....حاول الرجلان الاخران اقناعي بانه تحت تاثير المخدر وما الى ذلك ولا تصدقه ....وهكذا ولكنه اعاد اتهامه قائلا ان كنت كاذبا فلك قتلى وان لا فماذا ستفعل؟؟؟؟؟
احسست الصدق في دعواه , فطار الشرر من عيني وغادرت مسرعا الى البيت , وبلا تردد احضرت خنجرا عندي واتجهت اليها ووضعت الخنجر على رقبتها وقلت اصدقيني القول : اولادي هم اولادي ام لا ؟؟؟
فقالت وهي مرعوبة خائفة نعم والله نعم ....ما هذا الفعل الذي تفعله ..أجننت؟؟؟
توقفت برهة وقلت لا تقدم على حماقة معتمدا على دعوى مخمور!!!!!
غادرت في اليوم الثاني مبكرا الى المدينه...وذهبت للفور الى الطبيب وطلبت منه فحص خصوبة لي..
اخذوا عينات وقالو لي بعد غد تعال وخذ النتيجه..قررت البقاء في المدينة حتى بعد الغد..وامضيت يومين خارج البيت والقريه وللمره الاولى في حياتي...ولن اقول لك كم من الظنون راودني ..وكيف اثقل راسي الهم حتى الثماله....والله وحده يعلم كيف امضيت ليلتاي ونهاري...
وجاء الوقت فذهبت خائفا مترددا ....وقابلني الدكتور مبتسما ....اجرك على الله ..وما دام صبرت كل هالمده بدون زواج فلا داعي للزواج الان!!! فقلت له لماذا تقول هكذا؟؟؟ و من قال لك انني بصدد زواج ..انا متزوج واب لثلاثة ابناء!!!!!!!!!!!
صعق الدكتور الان وقال اذهب الى المركز الفلاني فهو متطور اكثر من مركزنا ..وكتب لي تحليلا واراد ان ينصرف..فابتدرته قائلا وماذا عن نتيجة تحليلكم ..قال لم يخرج للان يبدو ان ماكينة التحليل عاطلة عن العمل...
ومع عدم قناعتي واصراره على موقفه , تحركت باتجاه المركز الاخر ..واخذوا عينة اخرى وكما هناك هنا طلبوا يومين للنتيجه, فبقيت في المدينة ..وبصعوبة اكبر قضيتهما....
وعند الوقت المعلوم ..اعطاني الدكتور تقريره الذي كتب فيه انني عقيم منذ الولاده ولا يمكنني الانجاب!!!
تصور معي هذا الموقف !!!!! الاف الصور داهمتني..ملايين الافكار راودتني...انهرت على جانب الرصيف وانا اعادر المشفى اعادوني للاسعاف..بقيت اياما اخر...
وصل الي من قالت لي زوجتي انه ابني الاكبر ..غاضبا قائلا: لماذا لم تخبرنا انك مريض فنعالجك ونداويك ونشد عضدك...ثم من انت حتى تتهم امي بالخيانه؟؟؟ان قلتها مرة اخرى فلي معك حساب؟؟؟ يستطيع ان يقول هذا فهو ابن حرام..وفوق هذا ضابط شرطه كبير وابو زوجته نائب مدير الشرطه...!!!!!
نظرت اليه شزرا , فلم يعد يمثل لي الا خيانه, خيانة تمشي على الارض , حولت نظري عنه واشرت له بيدي ليخرج....قال اشياءا لم اعرها انتباها....وبعد ان غاب عن ناظري ..قمت وغادرت المشفى ضعيفا منهارا
حتى رجولتي -وهي اخر ما بقي لذكور هذه الايام- مفقوده!!!!ما ذا بقي لي في هذه الدنيا؟؟؟؟
اسير بلا هدايه ...في شوارع مدينة كبيرة لا ترحم ولا تسمع لانين احد!!!
دخلت مسجدا ..توضات فصليت نفلا ..وبعدها فرضا ..وفرضا حتى العشاء وبعدها قال القيم سنقفل المسجد فغادره...قمت وحاولت السير بلا هدايه ..فسقطت مغسيا على مرة اخرى...لا اعرف كيف افقت وامامي رجل وقور يقول لا عليك انت بخير وسننقلك للمستشفى ...توسلت له بان لا يفعل ..قبل استضافتي في سكنه الملحق في المسجد ...كلمني مرات ومرات واحسن رعايتي ..ولم انطق بحرف..تحسنت قليلا فقال لي تذكر ان الله مع عباده الصالحين دوما...فاتق الله يحفظك...غادرت نزله ..وسرت وامام نظري تلك الخائنه مقتولة وانا اقف على جثتها كفارس منصور!!!
كيف اقتلها قبل ان اعرف من هو والد ابنائي ؟؟؟عدت للقرية الى بيت اختي ...وعيني كسيره وقلت لزوجها كيف عرفت ان اولادي ليسوا اولادي...فقال لي : انت صدقتني يا اخي انا كنت مسطل وقلت كلامي اياه ..
اخذته الى الخارج وشاهد التقرير ..فصمت لحظة وقال : وما سيفيدك الان اثارة مثل هذا الامر؟؟؟فقلت لن ارتاح قبل ان اعرف ففي داخلي نار كنار بركان ثائر ..تغلي وتحتر ولا تبرد ...فقال لي حتى لو كنت اعلم فلن اقول!!!!
ذهبت اليها ...كانت جالسه مع جارتها لا يبدو عليها قلق من تاخري وغيابي, فلما راتني قالت عدت اخيرا!!! فطلبت منها الدخول ولما اصبحنا في الداخل قلت: من هو ابو اولادك؟؟؟؟فقالت عدنا للجنون هم ابنائك!!! فقلت هذا التقرير الطبي المؤكد معي ويفيد بانني لا انجب اصلا!!!
واعاهدك انني لن افعل لك شيئا ان صدقتني القول..نظرت الي باستهزاء وكانها تقول :انا اعلم انك لن تفعل شيئا..فمن يقتل لا يستشير!!!!
على كل حال انت الذي طلبت فاسمع: ابني الاكبر ابوه ابن جيرانكم الاعزب...والاوسط ابوه ابن خالتي...والصغير ابوه زوج اختك!!!!
ماذا اقول ..صعقت ليست معبره هنا..لكل ولد منهم اب...عاهرة مثل هذه كنت انوى الحج معها عامي القادم ...وابذل جهدي للتجهيز لهذا!!!
لماذا فعلت هذا؟؟؟؟ بحقارة قالت : عرفت انك لا تنجب بعد فترة من زواجي بك.... فخفت ان تتركني وكما تعلم انني يتيمه ولا اخوة ذكور لي ..فقلت انجب لك !!!!
وقلت : هل كانت تصلي ؟؟قال اراها احيانا!!! اتلبس الحجاب ؟؟؟؟ فقال في قريتنا كل النساء مستورات!! فقلت امتعلمة هي؟؟؟فقال درست سنوات ثمانيه فقط!!! فقلت وماذا بعد؟؟؟؟
فقال خرجت من القريه بعد ان قدمت استقالتي وجئت للمدينه , وكلمت صاحب لي هنا فتوظفت عندك والان ما ذا تشير علي؟؟؟أءذهب واقتلها؟؟؟ ام اسكت وانساها؟؟؟كيف وحتى الارض التي ورثتها عن ابي سياخذها اولاد الحرام!!! ماذا افعل؟؟؟؟
حرت فلم اجبه...ما رايكم؟؟؟؟