نواف يفتح قلبه لـ (الجزيرة) ويكشف الأسرار في الجزء الأول.. (10 – 11):
بعد الاتحاد قررت الاعتزال.. واتصالات زملائي كانت مؤثرة
أجرى الحوار : فيصل المطرفي :
بعد سلسلة من الحلقات التي سلطت الضوء على نجم فذ أرهقته الإصابة فقرر الرحيل والابتعاد عن ميادين المجنونة، جاء الدور على التمياط ليجيب ويوضح ويكشف الأسرار بوضوح وصراحة. كان مبدعاً في الملاعب، واستمر إبداعه وهو يجيب عن أسئلة (الجزيرة) بثقة متناهية. في لقائنا الآتي حاولنا التفتيش عن بعض الأسرار التي لا يعرفها الجمهور تزامنا مع مباراة اعتزاله؛ فحمل الحوار الكثير من الإثارة التي ستختفي متى ما أطلنا في المقدمة. فإليكم الجزء الأول من الحوار:
* الجميع ينتظر مباراة الاعتزال؛ ولذا نسأل في البداية متى بدأت التفكير فعلياً في هجر الكرة؟
- للأمانة بدأت التفكير بالاعتزال بعد مباراة الاتحاد في كأس الأبطال، وراودتني فكرة هجر الكرة بناء على الظروف الطبية التي مررت بها، لكن أرجأتها في ذلك الوقت إلى ما بعد المعسكر التدريبي الذي أثبت حاجتي إلى التوقف عن الركض بعد أن أثرت الإصابة في أدائي لواجباتي اليومية، ومن هنا ابتدأت في استشارة بعض أعضاء الشرف المقربين عن نيتي الاعتزال.
* من أول شخص أبلغته بالقرار؟
- في البداية كانت مع بعض أعضاء الشرف، ومن ثم أدليت بذلك لإدارة النادي بعد العودة من المعسكر، وعقبها إعلاني القرار.
* قبل إعلانك القرار رسميا مَنْ أكثر شخصية حاولت ثنيك عن الاعتزال؟
- هناك العديد من الشخصيات في مقدمتهم رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وكذلك لا أنسى زملائي اللاعبين؛ فكان موقفا مؤثرا بأن بعض زملائي كفهد المفرج وحسن العتيبي وعبدالعزيز الخثران وياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وعمر الغامدي بدؤوا بإجراء الاتصالات في محاولة لثنيي، وكان موقفهم رائعاً جداً ومؤثراً في الوقت نفسه.
* بعد تأجيل مباراة اعتزالك الموسم الفارط هل ساورك الشك بأن مهرجان وداعك لن يقام؟
- إطلاقاً؛ فرئيس النادي والأمير عبدالله بن مساعد أعطياني الكثير من الخيارات، إلا أن ظروف المواعيد وتعثر الاتفاق مع فريق إي سي ميلان الإيطالي أجبرانا على تأجيله، والأهم أنه سيقام الآن.
* بعد أن دخلت مؤخراً في بعض الأمور الإدارية والتنظيمية الخاصة باحتفاليتك هل كانت بالنسبة لك أسهل أم أصعب من مهام لاعب كرة قدم؟
- دون أدنى شك مهمة لاعب كرة القدم هي الأسهل دائما، رغم ما يتعرض له اللاعب من ضغوط وإصابات، لكن وجود الأمير نواف بن محمد والأستاذ عادل البطي وخلف ملفي وبقية الطاقم في اللجان كافة أزاح عني الكثير من المهام وفرغني لأداء التدريبات؛ حيث قاموا مشكورين بالتحضيرات لحفل التكريم ولمهرجان مباراة الاعتزال، وكانت مواقفهم مميزة ولن أنساها ما حييت.
* هناك بعض الأحاديث التي تؤكد أن النواحي المادية كادت تعرقل إتمام المهرجان؟
- في مثل هذه الأمور يتعرض الشخص لبعض الأزمات التي تنفرج بوقفات رجالات الهلال، وحتى أكون أكثر وضوحاً فالأمير عبدالله بن مساعد تكفل بإقامة الفريق الإيطالي بالرياض، كما سدد الدفعة الأولى من تكلفة قدوم الفريق، بشرط استردادها له من إيرادات المهرجان، والأمير عبدالرحمن بن مساعد تكفل بجزء من تكلفة قيمة الطائرة التي أقلت بعثة الفريق الإيطالي، والجزء الأخر تكفلت به شخصيا، والأمير عبدالرحمن وعدني بسداد جزء من بعض التكاليف الخاصة بقدوم الفريق بعد عودته إلى الرياض، وأنا واثق بأنه سيحل هذه الأزمة قريبا، ولاسيما أنه تكبد الكثير من المصاريف من خلال رئاسته لنادي الهلال.
* وحالياً هل استلم الفريق الإيطالي كل مستحقاته؟
- نعم، سددنا له كل مستحقاته الأربعاء الماضي عن طريق إيجاد بعض المبالغ، على أن تسترد بعضها لاحقا من إيرادات المهرجان.
* بعد عودتك إلى التدريبات مؤخرا مع فريقك هل ندمت على قرار الاعتزال؟
- بالعكس، كان في تصوري قرارا صائبا جدا، وزادت قناعتي بأني اخترت القرار المناسب في الوقت المناسب؛ كوني خلاف ما تعرضت له من إصابات أثرت فيّ، كان لدي قناعة تامة بأني حققت أغلب الإنجازات مع فريقي وكذلك مع المنتخب والإنجازات الشخصية بي، ولست نادماً على قرار الاعتزال أبداً.
* ومع إمتاع الهلال لم يغرك جريتيس وطريقته؟
- جريتيس شخصية مميزة، وأجدها فرصة مناسبة عبر جريدة (الجزيرة) أن أشيد بهذا المدرب الخبير الذي كان متجاوبا معي بشكل كبير، وكانت كافة مقترحاته في قمة الاحترافية، وأعجبتني قوة شخصيته إلى جانب وضوحه؛ فهو يجتمع مع جميع اللاعبين بعد كل مباراة ويوضح الأخطاء ويتحدث بصراحة أمام الجميع، وهو ما يطمئنني أن الهلال بوجود هذا المدرب والإدارة الاحترافية واللاعبين الأفذاذ سيواصلون المسيرة لإضافة العديد من المنجزات للفريق الهلالي.
* خلال مسيرتك مَنْ أكثر اللاعبين قُربا منك؟
- في النادي هناك الكثير من اللاعبين القريبين من قلبي ولا أود أن أذكر أحداً بعينه كي لا أنسى زميلا آخر.
* ما أكثر ما يقلقك قبل مهرجان وداعك؟
- ضغط التحضيرات والتدريبات ربما ينسيني دعوة أحد زملائي اللاعبين أو الإداريين أو المدربين أو أي شخص عاشرته في الوسط الرياضي، وأحاول حالياً دعوة الجميع، وليعذرني كل من يقرأ هذا اللقاء في حالة عدم دعوته؛ كون الضغوطات والتحضيرات وضيق الوقت ربما ينسيني دعوة شخصيات قريبة من قلبي، وستظل كذلك، وفي المقابل الجمهور الهلالي أزال عني القلق من ناحية حضوره للمباراة إلى جانب الجماهير الرياضية كافة، وأكاد أجزم بأنهم سيتواجدون بكثافة غداً لحضور كرنفال رياضي كبير.
* ما أبرز ما خرجت به من الوسط الرياضي؟
- حب الناس ومحبتهم؛ فأينما ذهبت أجد الاحترام والمحبة والتقدير من الجميع، وهي كنز كبير؛ لذا أحببت أن يكون شعار المهرجان (أنتم كنزي)، في إشارة إلى الجماهير الرياضية التي غمرتني بحبها ودعمها واستحقت أن تعد بالنسبة لي كنزا ثمينا.
* هل كنت تعلم بتحقيقك لكافة البطولات الهلالية الخارجية، وأنت اللاعب الوحيد الذي حقق ذلك؟
- هو إنجاز مميز، وللأمانة لم أعلم عنه إلا عن طريق الإعلامي سلمان العنقري الذي أبلغني مؤخرا بذلك في إطار اهتماماته برصد الإحصائيات للمباريات واللاعبين.
* ما قصتك مع البطولات الآسيوية والخليجية ومع المنتخب؟
- ربما الكثير يجهل معلومة معينة هي أنني لم أشارك مع المنتخب في أية بطولة خليجية؛ فمع بداية كل بطولة أتعرض لإصابة، أما في البطولة الآسيوية فكان لي شرف المشاركة في كأس آسيا 2000 في لبنان، والجميع شاهد مجريات البطولة التي كنا الأقرب إلى تحقيقها، لكن عدم التوفيق أبعدنا عن كأس البطولة.
* ما البطولة الأغلى بالنسبة إليك في مسيرتك الزاخرة بالإنجازات؟
- بلا شك أنه كأس المؤسس الذي حققته مع فريقي الهلال، فمسمى البطولة الغالي على قلوبنا وحجم المناسبة وعدم تكرارها إلا كل 100 عام يجعلها الأغلى والأبرز ولا أنسى أيضا تأهلنا لكأس العالم بعد الفوز على شيميزو في مباراتين ماراثونيتين وكانت فيها ذكريات جميلة مع الأمير سعود بن تركي رئيس النادي آنذاك الذي غمرنا بتوجيهاته ودعمه وهو حقا شخصية رياضية مميزة.
* هدف لا يغيب عن ذاكرتك وتعتبره الأجمل؟
- على صعيد المنتخب هدفي في الكويت في كأس آسيا 2000 ومع الهلال هناك العديد من الأهداف الحاسمة التي زادت من جمالية الهدف فمثلا هدفي في النصر في نصف نهائي كأس المؤسس وكذلك هدفي في الأهلي في نهائي كأس ولي العهد قبل 3 مواسم.
* كان لنواف فرحة مختلفة بعد إحرازك لهدف الانتصار أمام شباب المحمدية المغربي في البطولة العربية قبل 9 أعوام؟
- ضحك وقال: نعم الكثير استغرب فرحتي الكبيرة بالهدف والتي اتضحت على معالم وجهي وكانت قصة تلك المباراة أنني شاركت وأنا أشعر بإصابة بسيطة ومن ثم تعرضت لأنواع الضرب والخشونة من مدافعي الخصم وكانوا يحاولون نرفزتي ولم أرضخ لذلك ومع إحرازي للهدف انفجرت وأظهرت كل ما كان مكبوتا داخلي طوال مجريات المباراة وهو بالمناسبة من الأهداف التي لا أنساها.