قصيــدة أو بالأصح مناجاة مع النفس كتبها الشاعر .. حامد الفارس الغامدي
أتمنـى تنال إعجابكم ..
ناجيت نفــسي ليـلة عــند الســحر ... فأراقت العــينان دمعـــا كالمطــر
فبــكيت حتـى لم أعــد أقــوى البكى ... حتى بللت بأدمعي ضمأ المـدر
من ذكـرياتٍ كـنّ لـي فيـما مضـى ... يا سـوء تلك الذكــريات وما بدر
يا ويح نفسي كيف بي في مـوقفٍ .. فيه الخـلائق يســألون عـن المفــر
فيــه الملائــــكة الـــذين تمثـــلوا .. أمـــر الإلـــه فيفعـــلون بمـــا أمَــــر
وبــه المــوازيـن التــي قــد نُصّــبت .. لتبيّنــنّ لكـــل عبـــدٍ مـا أدخـــر
وبه الكــتاب الحــق ينطــق قائــلا ... بإرادة الرحمـن فعـــلك مستطــر
فانظــر إلى ما قدّمـته يــداك يا .. عبـدي وأمعــن ثم أمعـن في النـظــر
فلكــل ساعٍ في الحيـاة جــزاؤه .. إن كان خيــرا كان أو شــرا فــــشرّ
فاليـوم كــل سوف يجـــزى ما سـعى ... واليــوم جنات ونار تستعـــر
فمـــن اتقــى الله وخــاف مقامــــه ... فلـه قطـــوفٌ دانيــــات بالثمـــر
وله رياضٌ في جنــانٍ قد حــوت .. مـن كل شيءٍ ليس يخطـر للبشـر
فنــساؤها حـــور ومســك طــيبها ... وحُـليُّها ذهـب وحُّـلات خضـــر
وشـــرابها مــن سلسبيلٍ بــاردٍ .. عـــذبٍ فأنعــــم بالشـراب وبالمقـــر
وطعـامـها مــن كل فاكــهةٍ فــلا ... ينعــدما فيــها ولا هــو يُختصَـــر
وظـلالها ظِـــلٌ كـــريم بــاردٌ ... قــد مُـدّ فيـه فلــيس ظِـــلا ينقَصِــــر
ونعيمــها طـوبى لمن يحظـى بـه ... يا حبـــذا ذاك النعـــيم المسـتمــر
أما العصـاة فلا تســل عـن حالــهم ... فالـويـلُ وادٍ في جهنــم ينتـظــر
والغــيُّ والآثــام تـلك منــازلٌ .. مــن كــان نازلهـا فبـــئس المســتقـــر
فالمهـل سقــيا أهلها وطعامــهم ... شـجــرٌ خبيثٌ قد تغـذّى في ســقـــر
ولكــل بابٍ فـي جهنــم خـازنٌ ... ساءت به كــل المنـاظـر والصـــور
ولبئـس ما يلقــون فيـها أنــهم ... إن يسألـوا الرحمــن عفـــوا يزدجــر
يا رب عفــوك أي نفس تحتـمل ... غضـب الإلـه إذا الإله بها ســخـر
أفهل لكِ يا نفـــس فيـما تعلمـي ... عظـة وعـبرة أم تجـاهـلت العـــبر
يا نفس حسبك أن كل صــغيرة .. وكبـيرة حفـظت فهــل مـن مُـدّكـــر
يا نفس ماليَ لا أراك على التقـى .. وأراك في العصيان أحببت السـفر
تبّاً لكِ يا نفـــس كم من مرة ... أزلقــت رجلي فـي مزاليــق الخــطر
فإلــى متى يا نفــس أنت هكـذا ... وإلى متـى تعصـي الإلــه المقـــتدر
أو ما علمــت أن من تعصـينه ... هو من تكـرم حين أودعك البصـر
أو ما علمــت أن من تعصـينه ... هو من له سجـد الخلائق والشــجر
أفهــل لكِ من بعـد هذا رجــعة ... في الذنب أم هــل قد تلـقيت النــذر
يا رب عفـوك فأنا من جـرني ... شيطان نفسي والهوى فيــما حُـــذِر
وأنا الــذي لا زلــت يا رب إلـى .. طاعــاتك الغـــراء عبـــدا يفتقــــر
وأنا الـذي يارب أرجـو رحمــة .. من وسع رحمـتك التي لا تقتصِــر