تجديد الأسلوب و الخطاب الدعوي أصبح ضرورة
بإمعان النظر في واقعنا المعاصر نجد أن هناك فجوة بين الجيل الجديد و الجيل القديم بين كبار علماء الأمة و بين جيل الشباب بين الدعاة بشكل عام و بين الشباب
و لهذا السبب تم خطف بعض الشباب من قبل دعاة التحلل
و تم خطف البعض الآخر من قبل دعاة التطرف
و تم خطف البعض الآخر من قبل دعاة التشيع
مستغلين هذا الفراغ في الشباب و هذه الفجوة.
و لتحديد سبب هذه المشكلة لا بد من دراسة الواقع من جميع جوانبه :
- جيل الشباب في هذه المرحلة الفاصلة من حياتهم يحبون الحركة و إثبات الذات ويتعطشون لبناء ذواتهم و بالتالي فالذي يحقق له لهم هذه الرغبة سوف يأخذهم لجانبه
- العالم يتقدم بخطى واسعة فكل يوم فيه جديد و طغى حب التجديد على جميع نواحي الحياة و الذي يحقق هذه الرغبة للناس سوف يستمعون إليه بما في ذلك الخطاب الدعوي و الذي يبقى متحجراً و متقوقعاً سوف يتعداه الزمن .
- نحن نعيش عصر السرعة و هذا الأمر يسري على أسلوب الدعوة فالشباب يرغبون بالمختصر المفيد و لا يرغبون التفصيل و الإفاضة و الإطالة
- نحن نعيش عصر العلم و التكنولوجيا فالذي يخاطب الناس بالأسلوب العلمي و المنطقي و العقلي مع غمسه بشئ من العاطفة يستمعون إليه و يستفيدون منه
فالخطاب العاطفي فائدته لحظية و يزول تأثيره بعد فترة قصيرة في ظل الظروف الحالية المليئة بالإغراءات
و الخطاب العلمي الجاف ممل فلا بد من مزجه بشئ من العاطفة حتى يصبح مقبولاً و مفيداً و مؤثراً
فعندما نصنع الشاي لا بد من تسخين الماء و بعد ذلك نضيف الشاي فيتم صبغ الماء بهذا الشاي و يصبح سائغاً شرابه .
فعملية التسخين هي إثارة العاطفة لدى المستمع و بعد ذلك يتم إعطاءه الفائدة المطلوبة بأسلوب علمي مهضوم و مقنع و مختصر فنحصل على شخص مصبوغ بصبغة إسلامية بلون معتدل و منفتح
قال الله تعالى ( صبغة الله و من أحسن من الله صبغة )